أحمد الطنطاوي يعلن العودة إلى مصر ويلمح للترشح لانتخابات الرئاسة

القاهرة - أعلن رئيس حزب "الكرامة" الناصري أحمد الطنطاوي الذي اشتهر بمعارضته للحكومة عودته من العاصمة اللبنانية بيروت إلى القاهرة في 6 مايو المقبل، ملمحا إلى عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.
وقال الطنطاوي، الذي ينتمي لما يُسمّى "معسكر 30 يونيو"، الذي أيد الإطاحة بالرئيس السابق المعزول محمد مرسي في يوليو 2013، عبر صفحته على فيسبوك "رمضان كريم، كل سنة وكل أحبابكم بخير. وحشتوني، ووحشني وطني الذي لم يغادر عقلي وروحي ووجداني لحظة واحدة وأعود إليه بإذن الله السبت 6 مايو على طائرة مصر للطيران القادمة من بيروت، والتي تصل إلى مطار القاهرة في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، لأقوم بواجبي في تقديم البديل المدني الديمقراطي الذي تحتاج إليه مصر، ويقدر عليه شعبها العظيم".
وكان البرلماني السابق قد برّر سفره إلى بيروت بأنه من أجل الدراسة، وإعداد نفسه علميا وعمليا، و"لفترة مؤقتة، يعود بعدها إلى وطنه، الذي لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعه من أن يسكن فيه".
وفي آخر ظهور إعلامي له قبل نحو 6 أشهر، قال الطنطاوي، في مقابلة مع قناة "بي بي سي عربي"، إنه "ليس خائفا أو يقبل بالخضوع للتهديد، أو الإبعاد عن وطنه"، مشيرا إلى أن "سفره إلى لبنان له دلالات واضحة عند السلطة المصرية، حيث نقل له بعض الوسطاء رسالة مفادها: لن نصنع منك بطلاً".
وأضاف "الأفضل لهذه السلطة أن ترحل عن حكم مصر، ويا حبذا لو كان ذلك قريباً. ولا يوجد اتفاق غير مُعلن بيني وبينها، لأني حينها سأكون عميلاً لها"، مردفاً "هناك خلافات عميقة في وجهات النظر مع بعض الشركاء من تيار المعارضة، ولعلها واضحة، وكان أمامي خياران: الأول أن أتمسك بمبادئي، والثاني أن أغيّر قناعاتي، وهذا لم أكن مؤهلاً له".
وأثار سفر الطنطاوي إلى بيروت بصورة مفاجئة تساؤلات عدة في الأوساط السياسية حول أسباب ذلك، خصوصا أنه كان من المفترض أن يشارك في المؤتمر العام لـ"حزب الكرامة" الذي كان يشغل منصب رئيسه، وذلك لاختيار خليفته.
ولم يتعرض الطنطاوي للتوقيف في مطار القاهرة خلال رحلته إلى بيروت في أغسطس الماضي، كما جرت العادة مع معارضي نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما أثار جدلا وقت خروجه من البلاد، وأنه ربما يكون وفق تفاهمات مع أجهزة الدولة المعنية، سواء بشكل مباشر، أو من خلال وساطات.
وفي 17 يوليو من العام الماضي، أعلن الطنطاوي استقالته من رئاسة الحزب، الذي فاز برئاسته بالتزكية، وينتمي إليه عدد من الشخصيات السياسية المعروفة، مثل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وعضو لجنة العفو الرئاسي وزير القوى العاملة السابق كمال أبوعطية، ووزير الصحة السابق عمرو حلمي، ورئيس الحزب الشرفي محمد سامي.
وخسر الطنطاوي مقعده في مجلس النواب في الانتخابات التي جرت نهاية عام 2020، والذي شغله عن دائرة دسوق وقلين في محافظة كفر الشيخ لمدة خمس سنوات (2015-2020)، سجل خلاله الكثير من المواقف المعارضة لسياسات الحكومة الاقتصادية.
كما خسر في أكتوبر الماضي الطعن الذي تقدم به أمام محكمة النقض على نتيجة انتخابات مجلس النواب بالدائرة الأولى في محافظة كفر الشيخ بعد أن تظلم على الحصر العددي لفرز أصوات الناخبين في انتخابات جولة الإعادة.
وجاء إعلان عودة الطنطاوي، في أعقاب انتخابات نقابة الصحافيين في مصر، بعد فوز المرشح خالد البلشي بمقعد نقيب الصحافيين، وما تلا ذلك من ترويج إعلامي بشأن حدوث انفراجة في المجال العام.
وسبق الحديث عن تلك الانفراجة، عودة المعارض ممدوح حمزة إلى القاهرة في 13 فبراير الماضي، بعد غياب دام 3 سنوات، وظهوره في تسجيل مصوّر من صالة كبار الزوار في مطار القاهرة، يتحدث فيه عن روعة الاستقبال من أحد القيادات في وزارة الداخلية، الشرطة، وقوله له "مصر ترحب بأبنائها المخلصين، وتفتح أذرعها لهم حتى يعودوا إلى بلدهم، وتستفيد منهم"، بحسب روايته.
ويرى مراقبون أن الأمر نفسه سيتكرر مع الطنطاوي، الذي أعلن عن عودته إلى مصر بعد نحو شهر ونصف الشهر، بما يؤكد أن لديه تطمينات بشأن رحلة العودة، وعدم تعرّضه إلى مضايقات أو توقيف من جانب أجهزة الأمن.
وينتمي الطنطاوي لتيار صباحي نفسه، بل يعتبر أن الأخير هو "الأب الروحي" له، إذ كان يرأس تحرير جريدة "الكرامة" التي كان يعمل صحافيا فيها، ويبدو أنه يسير على دربه في تقديم نفسه على أنه مرشح "التيار المدني"، من أجل إعطاء صفة التعددية والديمقراطية لانتخابات الرئاسة عام 2024.