أحزاب كردستان العراق تختلف على كل شيء إلا على مضايقة الصحافيين

أربيل - تعرّض الأحزاب الحاكمة حرية التعبير في إقليم كردستان لتهديد متزايد. ويشكّل ذلك مشكلة حقوقية عميقة، ويحرم الشعب من متنفس للتعبير عن الإحباط السياسي والاقتصادي. وفي مواجهة الساحة الانتخابية غير العادلة، يعني عجز المواطنين عن التعبير عن آرائهم أو الوصول إلى وسائل الإعلام الحرة والمستقلة أن سبل متابعة التغيير السلمي والديمقراطي قليلة.
ويتواصل قمع قوات الأمن التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني للاحتجاجات وغيرها من أشكال المعارضة العامة التي لا يسمحان بها. ويُعتقل الصحافيون الذين يغطون الاحتجاجات بشكل منتظم. وعادة ما يتقرر إطلاق سراحهم دون تهمة بعد بضع ساعات، لكن ذلك يمنعهم من تغطية الأحداث ويحد من قدرة الجماعات الحقوقية والدبلوماسيين على الرد على سوء معاملتهم.
ويواصل الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الانتهاكات المنتظمة وواسعة النطاق. وسجل مركز مترو المحلي لمراقبة حرية الصحافة 431 انتهاكا ضد 301 صحافيا ووسيلة إعلامية في إقليم كردستان العام الماضي.
وحوّلت السلطات الصحافيين إلى المحاكمة في العديد من القضايا البارزة، واتّهمتهم بارتكاب جرائم خطيرة ترتبط بالأمن القومي. ووفقا للجنة حماية الصحافيين، يظل ثلاثة صحافيين (غودار زيباري وشيروان شيرواني وقهرمان شكري) مسجونين حاليا في العراق بسبب مهنتهم، وجميعهم في إقليم كردستان.
وتهيمن على المشهد الإعلامي عامة وسائل الإعلام التي تمولها الأحزاب، بينما يكافح الصحافيون المستقلون للعمل. وتدير الأحزاب الحاكمة مجموعة من المنافذ الإعلامية، ويرتبط العديد منها بسياسيين محددين. ويعتبر جميعهم لاعبين رئيسيين في التلفزيون والراديو ووسائل الإعلام الرقمية.
وتمكنهم السيطرة والتأثير من تعزيز الروايات الإعلامية وتشكيلها حسب رغبتهم. ومن الحزب الديمقراطي يمتلك رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قناة "رووداو"، ويمتلك ابن عمه رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور بارزاني قناة "كردستان 24".
ويسيطر زعيم الاتحاد الوطني بافل طالباني على شركة "إيستا ميديا". ويدير "كوردسات" أشخاص مقربون من زوجة الرئيس العراقي والعضو البارزة في الاتحاد الوطني شاناز إبراهيم أحمد.
وتدير أحزاب المعارضة عملياتها الإعلامية الخاصة، وتعتبر قناة "إن آر تي" التابعة لزعيم حركة الجيل الجديد شاسوار عبدالواحد المثال الأبرز على ذلك. وتغطّي هيمنة وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحزب على المنافذ المستقلة التي تكافح لحشد التمويل وإسماع صوتها.
في حين يبقى العديد من الأكراد مستهلكين أذكياء لوسائل الإعلام ويفهمون التأثير السياسي النابع من كل وسيلة إعلامية، إلا أن ذلك ليس المشهد الإعلامي الحر وغير المقيد الذي يريدونه. ويمارس العديد من الصحافيين الرقابة الذاتية خوفا من تجاوز الخطوط الحمراء التحريرية.