أحزاب القبائل الجزائرية تقطع الطريق على الانفصاليين

جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر تتمسك بالوحدة الوطنية.
الأحد 2022/06/26
يوسف أوشيش يشدد على وحدة الجزائر

الجزائر - وجهت أحزاب سياسية ذات مرجعية بربرية في الجزائر، على غرار الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي وجبهة القوى الاشتراكية، خطابات ترسي تمسك منطقة القبائل بالوحدة الوطنية، ورفض جميع أشكال التفكيك والانفصال التي يتبناها تيار راديكالي بقيادة حركة استقلال القبائل “ماك”، وهو ما يقطع الطريق على محاولات الشيطنة التي تتعرض لها المنطقة.

وتجندت أحزاب بربرية تتخذ من القبائل قاعدة خلفية سياسية واجتماعية لها، من أجل الرد على الأصوات المنادية باستقلال المنطقة، حيث شدد الأمين العام الأول في جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في لقاء له بكوادر ومناضلي الحزب بمدينة بجاية، على أن “القبائل جزء لا يتجزأ من الجزائر”، وأنه “لا جزائر دون القبائل ولا القبائل دون الجزائر”، وهي رسالة مبطنة للأصوات التي تروج لـ”استعمار” جزائري للمنطقة منذ الاستقلال، على رأسها حركة “ماك”.

كريم طابو منسق حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي يؤكد رفض حزبه للأصوات التي تعتبر منطقة القبائل واقعة تحت الاحتلال الجزائري

وأضاف “جبهة القوى الاشتراكية لم تغير خطابها ولم تنحرف عن مواقفها، وعلى السلطة تحمل مسؤوليتها عن كل ما يحدث داخليا وما يحوم حول الجزائر، ولهذا طالبنا واشترطنا إجراءات وخطوات فعلية ميدانية قبل بداية أي مشروع للحوار ولتغيير سياسي في البلاد”.

وتعتبر المسألة من القواسم المشتركة القليلة بين أحزاب المنطقة التي تتراوح بين المعارضة الراديكالية والمعارضة المعتدلة، حيث تتمسك بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد، رغم أن الحزب البربري الآخر “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية”، له رؤية تشجع النظام الفيدرالي والتقسيم الجغرافي للأقاليم على أساس الخصوصيات الاجتماعية والثقافية.

وتعد حركة “ماك” الانفصالية التي أطلقت مشروعها العام 2007 من باريس، إحدى الأذرع الراديكالية للحزب المذكور، حيث كانت في وقت سابق ضمن ما كان يعرف بالحركة الثقافية البربرية، التي انبثق عنها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية مع بداية عهد التعددية السياسية نهاية ثمانينات القرن الماضي.

وتابع الرجل الأول في جبهة القوى الاشتراكية أن “الحزب يشجع الحوار بشرط أن تتخذ السلطة خطوات شجاعة وقوية لاسترجاع الثقة في المجتمع، وأننا لن ندخل في أي حوار يهدف إلى تبييض صورة النظام أو رسكلته، وأنه لا يمكن التوافق على ركيزة قوية لتغيير النظام إذا واصلت السلطة في التسيير الانفرادي والأمني لشؤون الدولة”.

وأكد أنه “إذا واصلت تجاهل المطالب المشروعة للمواطنين، فإن مصالح الدولة ستكون في خطر، بما في ذلك الوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد، وأن المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي تنبع عن قناعة عميقة للحزب، ولم تكن أبدا سجلا تجاريا بالنسبة لنا مثل ما يفعل البعض، وهو إحدى دعائم الوحدة الوطنية”.

الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، أكد في مدينة بجاية، أن القبائل جزء لا يتجزأ من الجزائر

وأعرب منسق حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (غير مرخص له) كريم طابو، المحسوب على قوى الحراك الشعبي والمعارضة الراديكالية، عن رفض حزبه للأصوات التي اعتبرت “منطقة القبائل واقعة تحت الاحتلال الجزائري”.

وشدد طابو على أن مثل هذه الطروحات هي “مساس بذاكرة مليون ونصف مليون من الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال الجزائر، الموحدة وغير القابلة للتجزئة”.

وأضاف أن “استقلال الجزائر انتزع في خضم نضال ثوري شاق، لعبت فيه منطقة القبائل، وهي إحدى معاقل المقاومة، دورا رئيسيا، دفعت فيه ثمنا باهظا، ولا يمكن الجهل إلى هذه الدرجة بالتاريخ؟ وأنه من المفيد التذكير بأن التضامن بين شعوب شمال أفريقيا يتجاوز الانقسامات السياسية والأيديولوجية المؤقتة والعابرة؟ إنه أكثر من مجرد رابط ثقافي، إنه ذو عمق تاريخي لا يمكن الجدال فيه أو إنكاره”.

وتابع “إنه أكثر من مجرد هستيريا سياسوية، هذا الانزلاق الخطير، المنغمس في الهذيان والوهم، وأن منطقة القبائل تقع في قلب الجزائر، كانت ولا تزال وستبقى اللحام غير القابل للصدأ”.

2