أحدث الإصدارات الفريدة تعكس رؤية الصين لمستقبل القيادة
رافق افتتاح أكبر معرض للسيارات في الصين ظهور أبرز العلامات التجارية التي تتسابق لاستعراض أحدث طرزها الكهربائية، مما يؤكد كيف أن المصنعين في هذا البلد بالفعل في حالة ذهنية بالكامل من الكهرباء ولا ينظرون إلى الوراء، وأنهم على استعداد لكسب التحدي أمام كل المنافسين بلا استثناء.
بكين- يجسد معرض بكين للسيارات منذ انطلاق دورة 2024، التي تختتم غدا الخميس بعد أسبوع من الفعاليات رؤية الصين لمستقبل السيارات النظيفة والمتصلة، وسط تبادل العديد من التقنيات المتطورة واتجاهات الصناعة، والتي باتت محور اهتمام المصنعين العالميين.
وباعتبارها أكبر سوق للسيارات في العالم، أصبحت الصين محورا إستراتيجيا للشركات الكبرى لصناعة المركبات متعددة الجنسيات، خاصة في مجال سيارات الطاقة الجديدة.
وتم عرض ما يقرب من ألف سيارة في المعرض خلال نسخته الثامنة عشرة، بما في ذلك 278 من الإصدارات، التي تعمل بالطاقة الجديدة، بزيادة قدرها 70 في المئة مقارنة بالدورة السابقة.
وكانت نسبة 80 في المئة من الموديلات التي ظهرت لأول مرة هي من سيارات الطاقة الجديدة، كما ظهر ما يقرب من 20 علامة تجارية لسيارات الطاقة الجديدة لأول مرة.
ويقول المنظمون إن 117 طرازا جديدا ظهرت للمرة الأولى وهي تتراوح من أحدث الموديلات المذهلة إلى المستجدات الأكثر دقة.
وكان أحد أكبر مشاهد الغوغاء هو العرض الذي قدمته شركة شاومي في يوم الافتتاح، وهي شركة صينية كبرى للهواتف الذكية والأجهزة الذكية العصرية وبأسعار معقولة والتي تستهدف الأجيال الشابة التي تدخل سوق السيارات لأول مرة.
وأعلنت الشركة أنها تلقت أكثر من 75 ألف طلب في الأسابيع الأربعة منذ إطلاق سيارتها الأولى، أس.يو 7، مع قائمة أسعار تتراوح بين 29.8 ألف دولار و41.4 ألف دولار.
وظلّت التساؤلات تدور في رأس المحللين حول لماذا تصنع شركة الهاتف سيارة؟ لكن شقّا منهم يؤكد أن شركات التكنولوجيا ترغب في ربط حياة عملائها عبر جميع أجهزتهم، بما يشمل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفزيون والآن السيارات.
ونسبت وكالة أسوشيتد برس إلى بياتريكس كيم، مديرة الصين في مركز أبحاث السيارات الألماني “سي.أي.آر” قولها إن “الأمر يبدأ بمفهوم المركز الثالث لأن الناس في الوقت الحاضر يتواجدون في مكاتبهم وفي منازلهم، ثم يقضون معظم وقتهم في السيارة”.
ويعمل هذا النهج بشكل جيد في الصين، المجتمع الرقمي للغاية حيث المدفوعات الإلكترونية هي القاعدة وتتفوق راحة الاتصال على المخاوف المتعلقة بالخصوصية بالنسبة إلى الأغلبية.
ودخلت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي في مجال صناعة السيارات أيضا. واستكشفت شركة آبل الفكرة لكنها أسقطتها في وقت سابق من هذا العام.
وقبل انطلاق معرض بكين بأيام قليلة، كشفت هواوي عن علامة تجارية جديدة تحت اسم “كيانكون” لبرمجيات القيادة الذكية، مما يمثل أحدث مساعيها لتصبح لاعبا رئيسيا في صناعة السيارات الكهربائية.
وأطلقت هواوي سبعة نماذج من السيارات الكهربائية بالشراكة مع شركات صناعة السيارات الصينية حتى الآن وهي تباع بشكل جيد.
شركة فولفو أعلنت أن إي.إكس 30 ستباع في الصين بمبلغ يتراوح بين 29 ألف دولار و36 ألف دولار، مما يجعلها في متناول الكثيرين
وتشمل النماذج ثلاثة من علامة آيتو التجارية بموجب شراكة مع سيريس، وسيارة السيدان لاكسيد أس 7 سيدان التي تم تطويرها بالاشتراك مع شيري.
وثمة نموذجان آخران مع أفاتر المدعومة من شانغان أوتو وواحد مع آركفوكس المملوكة لمجموعة بيجين أوتوموتيف غروب (بايك).
وفي خضم مساعيهم نحو التفرد في ابتكار أحدث المركبات يأخذ بعض المصنعين الصينيين فكرة الفضاء الثالث إلى آفاق جديدة.
وكشف شركة زيكر عن طراز ميكس، وهي سيارة كهربائية ذات تصميم داخلي يمكن أن تتحول إلى غرفة صغيرة أثناء ركنها.
وتدور المقاعد الأمامية لتواجه المقاعد الخلفية، مع وجود طاولة بينهما، أخبر أحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة الجمهور أنه يمكن استخدامها للعب الورق أو الاستمتاع بوجبة صينية ساخنة.
ووصف ستيفان سيلاف، مدير التصميم في زيكر، المزيج بأنه “تجربة جميلة” تركز على العائلات الأصغر سنا. وقال “لن أسميها حتى سيارة أو سيارة متعددة الأغراض أو شاحنة صغيرة، وإنها أقرب إلى كبسولة نمط الحياة. إنه جهاز آي بود على عجلات”.
وسيكون هذا هو النموذج الخامس لزيكر، وهي علامة تجارية فاخرة للسيارات الكهربائية عمرها عامان ونصف العام تابعة لمجموعة جيلي الصينية، وهي شركة تصنيع رئيسية تمتلك فولفو ولديها مصممون في السويد وشانغهاي.
وذكر أحد المسؤولين في الشركة أن هذا الإصدار سيطرح للبيع في الصين بحلول نهاية يونيو المقبل. ولم يتم الإعلان عن سعر بيعها.
وفي مكان آخر من أروقة المعرض، أعطى النهج الهجين لمحة عن محاولات الشركات الصينية لتضييق الخناق على شركات مثل تويوتا في مجال الدفع الهجين، بعدما أدت طفرة السيارات الكهربائية بالبلاد، والتي بدأت قبل ثلاث سنوات، إلى تآكل سوق السيارات التي تعمل بالبنزين، لكنها لم تمت بعد.
وهكذا تقول شركة شيري، أكبر مصدر في الصين، التي أخبرت جمهورها في المعرض أنها ستواصل تطوير سيارات بمحركات احتراق داخلي وكذلك السيارات الكهربائية والهجينة.
وكانت إكسيد ياوغوانغ سي – دي.أم، وهي سيارة دفع رباعي هجينة تم إطلاقها الشهر الماضي، واحدة من أربع مركبات تم تسليط الضوء عليها، وهما سيارتان هجينتان وسيارتان كهربائيتان.وذكر بيان صحفي للشركة أن سيارة ياوغوانغ متعددة الأغراض (أس.ية.في) تباع بسعر يتراوح بين 22 و31 ألف دولار في الصين وتستهدف أيضًا الأسواق الخارجية.
ويُنظر الآن إلى السيارات الهجينة، التي تخلفت عن السيارات الكهربائية في الصين، على أنها فرصة للنمو. وفي العام الماضي، تم بيع 2.6 مليون سيارة هجينة جديدة في الصين، أي حوالي نصف عدد السيارات الكهربائية. فلقد شكلوا معا 36 في المئة من السوق.
وتبدو الفخامة عنصرا آخر في السباق، إذ تسعى شركة بي.واي.دي، الذي أزاحت تسلا عن عرش مبيعات السيارات النظيفة مؤخرا والمعروفة بتكنولوجيا البطاريات والسيارات منخفضة التكلفة، إلى استهداف السوق الراقية في الصين.
وقدمت علامتها التجارية يانغوانغ أحدث إصدار من يو 8، وهي سيارة الدفع الرباعي العملاقة للطرق الوعرة التي تم إطلاقها في سبتمبر الماضي وهي مصممة للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية.
ويأتي هذا الطراز مزودا مع هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية في حالة تعطل السائق خارج نطاق الهاتف الخلوي. ويبلغ سعر هذه السيارة نحو 150 ألف دولار، ومقابل 13.8 ألف دولار إضافية، يمكن للمشترين إضافة نظام مدمج للطائرات دون طيار.
وعندما يقوم المستخدم بتشغيل وضع الخوض من خلال شاشة التحكم المركزية، تمكنه هذه السيارة التي تم بناؤها على منصة من التشغيل على الفور، مثل الدبابة، إلى قارب.
وستراقب السيارة عمق الحوض، من خلال مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار، وتطلق تلقائيا حالة الطوارئ العائمة إذا تم استيفاءُ الظروف العائمة، وذلك لتحقيق الأمان والتوجيه وغيرها من الضوابط بعد دخول السيارة في حالة الطفو في الماء.
ولم يغب نهج البساطة عن مفاهيم وأفكار المطورين والمصممين الصينيين، حيث قدمت شركة فولفو، العلامة التجارية السويدية التي أصبحت الآن تابعة لشركة جيلي، الحل لأولئك الذين غمرتهم التكنولوجيا.
وقال روجر يو، المدير الإداري لشركة فولفو للمبيعات في الصين الكبرى “يتميز سوق السيارات الكهربائية الحالي بالاتجاه السائد للإفراط والإضافة”.
وقدمت الشركة سيارة الدفع الرباعي الكهربائية إي.إكس 30 كمركبة سهلة الاستخدام مزودة بنظام صوتي متطور وشاشة كمبيوتر لوحي وكلاهما سهل الاستخدام.
وقال يو عن الشاشة داخل السيارة “من خلال الطرح لسهولة الاستخدام والإضافة للسلامة، تهدف فولفو إلى منح المستخدمين واجهة أوضح، وتشغيل أكثر سهولة، وتجربة ذكية أكثر طمأنينة”.
وأعلنت الشركة أن إي.إكس 30 ستباع في الصين بمبلغ يتراوح بين 29 ألف دولار و36 ألف دولار، مما يجعلها في متناول الكثيرين.
