أجواء إيجابية تحيط بالتحضيرات الجارية لحوار بين الأكراد ودمشق

مراقبون يعتقدون بإمكانية التوصل إلى حل وسط بين الجانبين، خصوصا وأن الوسطاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة حريصون على التوصل إلى اتفاق في هذا الإطار.
الاثنين 2025/06/09
مطالب كردية واضحة

دمشق - تجري تحضيرات لعقد أولى جولات التفاوض بين الإدارة الذاتية الكردية، والسلطة المركزية في دمشق، وسط أجواء من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل بين الجانبين.

وتم اتخاذ خطوات إيجابية لبناء الثقة بين الجانبين، كان آخرها الأحد، حيث تم التوصل إلى اتفاق مشترك لتنظيم العملية الامتحانية لطلبة مناطق شمال وشرق سوريا. وقبل ذلك جرى استئناف تنفيذ بنود اتفاق حلب، بتبادل معتقلين من الجانبين.

وقال نصرالدين إبراهيم، عضو وفد التفاوض الكُردي مع دمشق، إن التحضيرات جارية لعقد أولى جولات المفاوضات مع دمشق، وذلك بعد الانتهاء رسميًا من تسمية أعضاء الوفد.

وأضاف إبراهيم في تصريحات لموقع “نورث برس” القريب من الإدارة الذاتية الكردية “من المحتمل إضافة اسم آخر للوفد وتوسيعه وكذلك طرح فكرة تشكيل لجان استشارية داعمة للوفد المفاوض.”

نصرالدين إبراهيم: الجلسة الأولى من المفاوضات ستُعقد في أقرب وقت
نصرالدين إبراهيم: الجلسة الأولى من المفاوضات ستُعقد في أقرب وقت

وأعلن في الرابع من يونيو الجاري، عن تشكيل وفد كردي مشترك للحوار مع الحكومة السورية والأطراف الدولية والإقليمية.

ويسجل حرص إقليمي ودولي على إنجاح المفاوضات بين الطرفين، في ظل قناعة سائدة بأهمية دعم سوريا في تجاوز المرحلة الانتقالية التي تعيشها، لما لذلك من تداعيات إيجابية على المنطقة.

وقال إبراهيم “إن الجلسة الأولى من المفاوضات ستُعقد في أقرب وقت ممكن وفقًا لظروف التنسيق.”

وأوضح أن “المفاوضات مع دمشق ستتضمن الخطوط العريضة لأسس حل القضية الكردية في سوريا استنادًا إلى مقررات مؤتمر وحدة الصف الكردي الذي انعقد في مدينة القامشلي في 26 نيسان الماضي.”

وأشار عضو الوفد الكردي إلى أن “المطالب الكردية تتركز على أن تكون سوريا المستقبل دولة ديمقراطية برلمانية تعددية لا مركزية، وهو ما أصبح أيضًا مطلبًا مشتركًا لغالبية المكونات الوطنية السورية.” وفق تعبيره.

ولفت نصرالدين إبراهيم إلى أن “هذا التوجه يأتي في ظل فشل نموذج الدولة المركزية المستبدة، الذي أدى إلى دمار واسع وسفك للدماء، ما يعزز الحاجة إلى بناء نظام سياسي جديد يلبي تطلعات جميع السوريين.”

وجرى في العاشر من مارس التوقيع على اتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكرية للإدارة الذاتية يتضمن الخطوط العريضة لشكل العلاقة بين الطرفين، لكن المعضلة تكمن في التفاصيل، وخاصة في علاقة بطبيعة النظام السياسي للدولة السورية، حيث يصر الأكراد على نظام لامركزي وهو ما ترفضه دمشق ومن خلفها أنقرة بشدة.

ويعتقد مراقبون بإمكانية التوصل إلى حل وسط بين الجانبين، خصوصا وأن الوسطاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة حريصون على التوصل إلى اتفاق في هذا الإطار.

2