أبوظبي وسول توقعان مذكرة تفاهم لدعم التعاون النووي

أبوظبي - قالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان اليوم الخميس إن الشركة المملوكة للدولة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة كيبكو الكورية الجنوبية لتعزيز أبحاث الطاقة النووية والتعاون بشأن الاستثمار المحتمل في المشاريع النووية العالمية.
ويأتي ذلك في ختام زيارة دولة قام بها رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان لسول وتوقيع العديد من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي والتجاري وصفت بأنها تاريخية في العلاقة بين البلدين.
وقالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" إن توقيع مذكرة التفاهم جاء بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، ويون سوك-يول رئيس كوريا الجنوبية".
وشملت مذكرة التفاهم تعزيز أبحاث الطاقة النووية وبحث سبل التعاون وفرص الاستثمار في المشاريع النووية العالمية، ودعم الجهود العالمية لتحقيق الحياد المناخي.
وتعد محطات براكة للطاقة النووية في أبوظبي، نموذجا للشراكة الاستراتيجية الناجحة بين الإمارات وكوريا الجنوبية، في العديد من القطاعات المهمة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة.
وركزت الشراكات بين البلدين خلال السنوات الماضية على العديد من المجالات الاستراتيجية بقطاع الطاقة، منها الطاقة النووية، والهيدروكربونات، والطاقة النظيفة والمتجددة، والهيدروجين.
وتعود العلاقات بين الإمارات وكوريا الجنوبية إلى أكثر من 40 عاماً، وتم تعزيزها خلال عام 2009 مع اختيار الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) كمقاول رئيس لمشروع محطات براكة، والتي أصبحت عند بدء العمليات الإنشائية في محطاتها الأربع أكبر مشروع للطاقة النووية السلمية في العالم.
وانتقلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة متقدمة حين وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"كيبكو" في عام 2016، اتفاقية الائتلاف المشترك، لضمان العمليات التشغيلية المستدامة لمحطات براكة خلال السنوات الـ60 المقبلة وما بعدها.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مارس الماضي، بدء العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة، ضمن محطات براكة للطاقة النووية الحالية، من قبل شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة المحطات.
ويمثل بدء العمليات التشغيلية في مفاعل المحطة الرابعة في براكة بداية إنتاج الحرارة في المفاعل للمرة الأولى من خلال عملية الانشطار النووي، والتي تستخدم في إنتاج الكهرباء عن طريق تشغيل التوربينات بالبخار.
وجرى إنجاز محطات براكة الأربع، أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، ضمن جدول زمني مناسب، من خلال بدء تشغيل محطة كل عام منذ عام 2020، ما يدل على الخبرات الواسعة في إدارة المشاريع الكبرى، لتتواصل بذلك الإنجازات في البرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار النهج الريادي لدولة الإمارات الذي يهدف لضمان أمن الطاقة والاستدامة.
وتستخدم محطات براكة أربعة مفاعلات تعمل بالماء المضغوط من الطراز المتقدم APR-1400 قادرة كل منها على إنتاج ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الكهرباء النظيفة.
وأكدت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، أنه منذ إصدارها رخصة التشغيل في نوفمبر الماضي للوحدة الرابعة في محطة براكة للطاقة النووية، واصلت مهامها الرقابية في مرحلة تحميل الوقود ومختلف الاختبارات التي أجريت وصولاً لمرحلة التشغيل الاعتيادية، والتي تعد من المراحل المهمة في محطة الطاقة النووية، والتي تبدأ فيها عملية الانشطار النووي لتوليد الطاقة أو ما تعرف بـ"الحرجية".
وتقوم محطات براكة، في إمارة أبوظبي، بدور محوري في مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة من خلال تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.
وأصبحت محطات براكة واحدة من أكثر محطات الطاقة النووية تقدماً على الصعيد العالمي، ولاسيما أنها تعد أول مشروع جديد للطاقة النووية يتم إنجازه منذ 27 عاماً، إلى جانب ترسيخ محطات براكة كنموذج يُحتذى به في إدارة المشاريع والتكلفة.
ويعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي جزءاً أساسياً من نظام الطاقة الصديق للبيئة في دولة الإمارات الذي يضم تقنيات متعددة خالية من الانبعاثات الكربونية، مما يضمن استدامة وموثوقية ومرونة شبكة الكهرباء لمدة 60 عاماً على الأقل.
كما تعد محطات براكة مجرد البداية للبرنامج، حيث تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على استكشاف واجتذاب الاستثمارات الاستراتيجية في الطاقة النووية محلياً ودولياً لدعم أهداف النمو والتنمية في الدولة.