أبوظبي وجهة عالمية تستقطب ناشرين ومبدعين

فعاليات دولية ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية هذا الأسبوع.
الاثنين 2024/04/29
منصة لتوسيع الخبرات

تواصل أبوظبي تعزيز مكانتها كمقصد ثقافي ومركز للإبداع العالمي، لتحتل مكانة أكبر بين العواصم الثقافية والإبداعية، حيث تحوّلت العاصمة الإماراتية إلى وجهة عالمية للمثقفين والمبدعين والناشرين، الذين يفدون على المدينة من كل القارات.

أبوظبي - نجحت جهود دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، ممثلة في مركز أبوظبي للغة العربية، في أن تستقطب ناشرين ومُبدعين ومثقفين ينتمون لعشرات البلدان، وذلك للمشاركة في 4 أحداث ثقافية دولية تشهدها أبوظبي هذا الأسبوع، وتستمر حتى الخامس من شهر مايو المقبل.

وقد شهدت العاصمة الإماراتية أمس انطلاق مؤتمر النشر العربي، في دورته الثالثة، والذي استقطب هذا العام مشاركين من 50 دولة، والذي أقيم بمشاركة نخبة من أبرز الأسماء على صعيد النشر والترجمة وصناعة المحتوى الرقمي، وريادة الأعمال من مختلف أنحاء العالم، للوقوف على أحدث التوجّهات في عالم النشر، والصناعات الإبداعية.

وفي كلمة له قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إن “هذا المؤتمر، وما حققه من نجاح، مرتبطٌ بإدراكه المبكر أهميةَ الصناعات الإبداعية، وحثِّه الدائم على استثمار ثراء اللغة العربية، وتنوعِ ثقافاتها، في هذا المجال، الذي لا زال -عربيا- يعوزه الكثيرُ ليكون جسرَ اتصالٍ عالمي تنتقل عليه تجلياتُ الحضارة العربية، ومنظومةُ قيمها الإنسانية، وسرديةُ التراثِ العربي القائمة على احترام الآخر والتفاعل معه". وتابع “لقد خص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالثناء، في بديع شعره، أولئك الذين يجيدون تحديد أهدافهم ويحسنون السعي ورسم الطريق لتحقيقها، حيث يقول المؤسس: لي شراتك ظَفر.. مَ يحيدِ لين يبلغ كِل مَقْصودِ".

◙ مؤتمر النشر العربي يستعرض التحولات في صناعة النشر ودور التكنولوجيا الناشئة وأثرها، ونماذج الأعمال الجديدة
◙ مؤتمر النشر العربي يستعرض التحولات في صناعة النشر ودور التكنولوجيا الناشئة وأثرها، ونماذج الأعمال الجديدة

وأضاف “ولطالما أكد أيضا محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة بأبوظبي أن الصناعات الإبداعية في حاجة إلى اللغة العربية، واللغة العربية في حاجة إلى الصناعات الإبداعية. ولطالما حفزنا بطريقته الإيجابية المميزة، على تكثيف الجهود، واختصار الوقت، وتذليل العقبات من أجل هذا الهدف. وها نحن معكم، للعام الثالث على التوالي، لنتشاركَ الأفكار ونتبادلَ الرؤى ونستقطبَ العقولَ المبتكرة والطاقاتِ الخلاقةَ، ونُشرك الشبابَ والأجيالَ الجديدةَ… لنجسد مكتسبات الماضي العريق، في منتجاتٍ تخدم الحاضر، وتقود نحو المستقبل، في ديمومة تليق بمفهوم الاستدامة، الذي تؤكد عليه دوماً رؤية القيادة الحكيمة”.

ومؤتمر النشر العربي، الذي يعدّ الأول من نوعه في العالم العربي، يسعى لتسهيل سبل الحوار بين قادة الفكر، وجهات النشر، وصنّاع المحتوى، وروّاد الأعمال على اختلاف توجّهاتهم الإبداعية. ويستعرض المؤتمر في هذه الدورة التحوّلات في صناعة النشر والتعليم، ومناقشة دور التكنولوجيا الناشئة وأثرها، ونماذج الأعمال الجديدة، كما يهدف إلى خلق فرص واعدة للشراكات التي تساهم في دعم عولمة المحتوى العربي من خلال الحوارات، والنقاشات، وورش العمل والمسارات المهنية واللقاءات المهنية المتخصصة التي تجمع عددا كبيرا من المؤثّرين في مختلف قطاعات الصناعة الثقافية والإبداعية من 50 دولة.

وقد استهل المؤتمر أعماله بجلسة رئيسة تحت عنوان “استشراف آفاق النمو: دور الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم الاقتصاد”، شارك فيها كلٌ من محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ومحمد العريان، الخبير الاقتصادي الدولي ورئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج، وحاورتهما كارولين فرج نائب رئيس شبكة “سي إن إن” ورئيس تحرير “سي إن إن العربية".

ووفقا لبيان تلقت “العرب” نسخة منه، فقد استعرض المؤتمر هذا العام ضمن محور “حوارات مبتكرة” العلاقة الديناميكية بين الأدب والتطويع السينمائي، مستضيفا الفنان المصري كريم عبدالعزيز، والروائي أحمد مراد، والمخرج السينمائي مروان حامد، والذين حاورهم مقدم البرامج الإخبارية والمذيع في سكاي نيوز، عيسى المرزوقي، حيث ناقشوا أسرار السينما، والتأثير المتبادل ومتعدّد الأوجه للأدب والتعاون السينمائي، وسبل عرض الأعمال السينمائية والغاية منها، وغيرها من المحاور الأخرى.

المؤتمر الذي نظم بالاشتراك مع وكالة بيرز فاكتور الأدبية، شهد “جلسات التبادل المهني” التي جمعت دور النشر الإماراتية والعربية ووكلاء أدبيين، وإبداعيين دوليين من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، واليابان، والصين، واليونان، وكوريا الجنوبية، وغيرها، حيث ناقشوا سبل تعزيز الجهود لتحويل الأعمال العربية المكتوبة إلى صيغ إبداعية ولغات متعدّدة، بما يرسّخ من أسس التعاون والانفتاح على أسواق إنتاج المحتوى العالمي، وتبادل أكبر للملكية الفكرية، وتوفير منصّة للمشاركين لتوسيع شبكات أعمالهم وتطوير مشاريعهم نحو زيادة وصول المحتوى الإبداعي العربي.

وقدم المؤتمر، بالتعاون مع معرض فرانكفورت للكتاب، جلسة تدريبية لناشري الإمارات والعرب عن كيفية تقديم طلبات حقوق الملكية الفكرية في مجال النشر وسيدير الجلسة كلاوديا كايزر، نائب رئيس التطوير التجاري في معرض فرانكفورت للكتاب، وستضم ساريكا لاخاني، الشريكة الإدارية والمنتجة في شركة الإنتاج “وان فاين داي فيلمز”، وستو ليفي، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “طوكيوبوب”، وهي الوكالة الرائدة التي تقدم ثقافة البوب ​​الآسيوية إلى هوليوود وخارجها.

وقد فتح المؤتمر المجال واسعا للحديث عن قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وجدواه، ودوره فيما يتعلّق بحراك النشر، وحاضره ومستقبله، ومدى التأثير الذي يحدثه على العلاقات الإنسانية بصفة عامة، حيث عُقدت جلسة تحت عنوان “ما بعد البيانات: تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على البشرية”، شارك فيها نديم صادق، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة “شيمر آي”، وهدى الخزيمي، مديرة مركز جامعة نيويورك أبوظبي للأمن الإلكتروني، وبريسلاف ناكوف، الأستاذ في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وأدارت الجلسة عالية يعقوب، باحثة في مجالي الذكاء الاصطناعي والفلسفة ورئيس منصة “تيك كواليا” لدى شركة سينابس أناليتكس.

◙ المؤتمر فسح المجال للحديث عن قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وجدواه، ودوره فيما يتعلّق بحراك النشر ومستقبله

كما انتظمت ضمن أنشطة المؤتمر مجموعة واسعة من ورش العمل، والجلسات النقاشية والعروض التي تشارك فيها مجموعة من خبراء المؤسسات الإقليمية والعالمية مثل: غوغل، ومانغا للإنتاج، وأكاديمية رؤيا، ونيلسن، وشروق بارتنرز، ومنصّة “صوت”، ومجرّة، وغيرها، ضمن مسارات استهدفت الارتقاء بالمهارات العملية والتقنية للمواهب الشابّة والناشرين والمختصّين في مجالات الإعلام وصناعة المحتوى، والوقوف على مجموعة واسعة من المضامين المتعلّقة بمهارات الصحافة الرقمية، وتقنيات كتابة السيناريو باللغة العربية، وبناء المحتوى لمواقع التواصل الاجتماعي، والواقع الممتد في السرد القصصي، إلى جانب الحديث عن المحتوى الصوتي والبودكاست والأستوديو المنزلي، وفن الأنمي والقصص المصوّرة والرواية البصريّة.

ومساء الأحد أيضا، كان زوّار أبوظبي من مثقفي العالم على موعد مع حفل إعلان الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (جائزة البوكر العربية)، وهي جائزة انطلقت عام 2007 بهدف تقديم روايات عربية متميزة للقراء بالوطن العربي والعالم. فيما يُفتتح الاثنين، معرض أبوظبي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين التي تستمر حتى الخامس من شهر مايو المُقبل، ويُشارك فيه هذا العام 1350 ناشرا من 90 دولة، منهم 140 داراً تشارك للمرّة الأولى، كما يشهد المعرض قيام أكثر من 375 عارضا محليا موزعين بين ناشرين وموزعين وجهات حكومية أحدث إصداراتهم لجمهور المعرض الذي سيتيح له التمتع بحضور 2000 فعالية ثقافية وفنية للكبار والصغار.

وكانت مصر قد اختيرت لتكون ضيف شرف معرض أبوظبي للكتاب هذا العام، ومن المنتظر أن يشهد المعرض برنامجا ثقافيا مصريا منوّعا، فيما جاء الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ ليكون الشخصية المحورية في تلك الدورة من المعرض، وذلك تقديرا لمكانته الأدبية العالمية، وما حققه من منجزات لفتت الأنظار إلى الثقافة العربية وواقع الرواية فيها، حيث سيحتفي المعرض هذا العام بأول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، والذي استطاع أن يترك أثراً مهماً من الأعمال الأدبية والمنجزات التي صاغها نجيب محفوظ وبقيت حيّة حتى اليوم.

وأما الثلاثاء، الموافق للثلاثين من هذا الشهر، فيُقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب، والتي تعد إحدى أكبر الجوائز الثقافية بالعالم. وكان قد فاز بجوائز دورتها الثامنة عشرة هذا العام: المصرية ريم بسيوني في مجال الآدب، والألماني فرانك غريفيل في مجال الثقافة العربية باللغات الأخرى، والمصري الدكتور مصطفى سعيد في مجل تحقيق المخطوطات، والإماراتي الدكتور خليفة الرميثي في مجال التنمية وبناء الدولة، والتونسي الدكتور أحمد الصمعي في مجال الترجمة، والتونسي الدكتور حسام الدين شاشية الذي فاز بجائزة المؤلف الشاب، وفاز بيت الحكمة للصناعات الثقافية في الصين بالجائزة في مجال النشر والتقنيات الثقافية.

13