أبوظبي للكتاب يشهد تأسيس مجلس شباب اللغة العربية

إنشاء مجلس شباب اللغة العربية محاولة منهجية جادة لتمكين العربية من استعادة حضورها في الحياة ومواكبة العصر.
السبت 2023/05/27
المجلس يدافع عن مستقبل اللغة العربية

أبوظبي - تأسس مؤخرا تحت مظلة «مركز أبوظبي للغة العربية» و«مركز الشباب العربي»، «مجلس شباب اللغة العربية»، المبادرة الهادفة إلى إغناء الحراك الشبابي في حقل اللغة العربية، وربطه بواقع الأجيال وحاجاتها، والإسهام بتمكينها من التطور والتكيف مع مستجداته،.

وجاء الإعلان عن «مجلس شباب اللغة العربية»، خلال مؤتمر صحفي عقد في منصة أتعلم على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تتويجا للشراكة بين «مركز أبوظبي للغة العربية» و«مركز الشباب العربي»، بالتعاون مع مبادرة “بالعربي” التابعة لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومركز «زاي» لبحوث اللغة العربية في جامعة زايد، ليمثل إضافة نوعية لجهودها في رفد العمل اللغوي بأفكار شابة معاصرة، وإدخال قضايا لغة الضاد في صلب اهتمام الأجيال الجديدة، بما يمكّنها من المشاركة في صياغة مستقبل لغتهم ودورها في التنمية الشاملة والبناء الحضاري.

واعتبرت شما المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، نائب رئيس مركز الشباب العربي في كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي أن المجلس يتماشى مع أولويات حكومة دولة الإمارات للعام 2023 لترسيخ الهوية الوطنية والعربية، وينسجم مع إستراتيجية المركز للسنوات الخمس القادمة في مجال تصميم مبادرات تساهم في تعزيز ارتباط الشباب بهويتهم ولغتهم.

المجلس يمثل مبادرة تتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية و"إستراتيجية أبوظبي للثقافة والهوية"

وأضافت “نحن على ثقة بأن تعاون المؤسسات والأفراد من خلال هذا المجلس سيساهم في إبراز دور الشباب وأهمية ومكانة اللغة العربية، والتعرف على الفرص العظيمة التي توفّرها في بناء الشخصية وتنمية القدرات ودعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العالم العربي، وتوظيف مخزوناتها العلمية في مختلف القطاعات، والاستفادة من إمكانياتها في خلق التجانس وتعزيز الانتماء والتقارب والانفتاح على ثقافات العالم. لدى اللغة العربية الكثير لتقدمه لأبنائها، وليس هناك أفضل من الشباب لتصميم الحلول المبتكرة وفقا لاحتياجاتهم وتطلعاتهم، وتحويلها إلى واقع ملموس”.

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تستمر فعالياته حتى الثامن والعشرين من مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إن “إنشاء مجلس شباب اللغة العربية، يمثل محاولة منهجية جادة لتمكين العربية من استعادة حضورها في الحياة، وتعزيز دورها في العمل والعلم والتعليم والمجتمع، أبجدية للتفكير، ولغة للتعبير اليومي والإبداعي، وأداة لمواكبة نمو المجتمع العربي الحديث، والمستجدات العصرية في غير مجال”.

وأكد بن تميم أن المجلس يمثل مبادرة تتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية و«إستراتيجية أبوظبي للثقافة والهوية»، التي يعمل «مركز أبوظبي للغة العربية» ضمن إطارها، لافتا إلى أن «العربية» تواجه حزمة من التحديات، ما يتطلّب حلولاً ابتكارية، والكثير من المشاريع والمبادرات.

وتابع “تخدم المبادرة، كذلك، أهداف مركز أبوظبي للغة العربية، ومركز الشباب العربي وكافة الشركاء؛ الساعية إلى تعزيز استخدام اللغة العربية ضمن المجتمع الإماراتي والعربي في التواصل والتفكير والعلم والعمل”.

وقالت الدكتورة هنادا طه، مديرة مركز «زاي» لأبحاث اللغة العربية بجامعة زايد إن الاقتراب من الشباب يسمح للمؤسسات الأكاديمية والبحثية بفهم رؤيتهم واحتياجاتهم لدعم ارتباطهم بلغتهم وهويتهم، وهم الأقدر على تصميم المشاريع والمبادرات وتطويرها، والتي تلبيها وتستجيب للتطورات المتسارعة.

وأدار المؤتمر، صادق جرار، المدير التنفيذي لمركز الشباب العربي، فيما استعرضت موزة الهنائي، مدير الأبحاث والإستراتيجيات بمركز الشباب العربي، هيكلية مجلس شباب اللغة العربية، وأهدافه الرئيسة والإستراتيجية العامة التطويرية، لتمكين الشباب ودعم اللغة العربية.

ويشمل عمل «مجلس شباب اللغة العربية» إقامة ورش عمل متخصصة للشباب، وتنظيم ندوات تجمعهم بممثلي مجامع اللغة العربية في العالم العربي، وتضمن تواصلهم مع مراكز البحث المتخصصة باللغة العربية، واستضافة محاضرين وباحثين من أصحاب الخبرة والتجربة في مجال تطوير معاجم اللغة وتحديثها، استلهاماً للتجارب الناجحة في الثقافات العالمية، بما يضمن استيعاب الخبرة العالمية، وتوظيفها في خلق نموذج عربي رصين يفعّل دور لغة الضاد في جهود استئناف الحضارة العربية الإسلامية.

ومن المنتظر أن يسهم مجلس شباب اللغة العربية، على نحو فاعل، في تمكين الشباب العربي في عدة اتجاهات، تتضمن بناء القدرات من خلال برامج تدريبية للشباب العربي لتطوير مهاراتهم في اللغة العربية. وفي جانب التثقيف، تطوير رؤية مستقبلية عن اللغة العربية والحث على أهميتها في العالم العربي والتمسك بها.. وعلى صعيد التعاون الإقليمي، تكوين حلقة ربط ووصل بين الشباب العربي لتشجيع اللغة العربية ودعمها.

أما في مجال الحلول المبتكرة، فتأتي على رأس أولويات «المجلس» المساهمة في إيجاد حلول إبداعية مستجدة للتحديات التي تواجه اللغة العربية والعمل على نهضتها. كما ينشط «المجلس» في مجال إجراء البحوث الميدانية وجمع الإحصاءات وتنظيم الاستطلاعات، لاسيما تلك المتعلقة بالمفردات المستحدثة، التي تمتلك حضوراً في أنشطة الشباب العربي وحياتهم؛ ودراسة مدى إمكانية تكييفها مع اللغة العربية، وإدماجها في سياقها.

ويستهدف «مجلس شباب اللغة العربية» الأجيال الجديدة من أهل «الضاد» والمتحدثين بها بطلاقة من غير أهلها، من الفئة العمرية 18 إلى 35 عاماً.

ويشترط بالمرشحين لعضوية «المجلس» التميز والتفوق في مجالات «العربية»، قراءة وكتابة ومحادثة، إلى جانب التمتع بثقافة عامة واهتمام واطلاع بها، إلى جانب مهارات شخصية متميزة، على أن يكونوا من أصحاب الإسهامات والمبادرات المؤثرة في المجتمع، ضمن مجالات عمل «المجلس».

12