أبوظبي للكتاب يحتفي بتجارب نساء مبدعات

المعرض يحتضن مجموعة من المواهب الإماراتية الشابة التي تقدم أعمالا فنية تركز على التفكير بطرق إبداعية غير تقليدية.
الجمعة 2024/05/03
فنانة تعرض منتجاتها المبتكرة

أبوظبي - تهتم الدورة الثالثة والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالإبداعات النسائية، سواء في الماضي أو في الحاضر، وهو إلى

جانب تخصيصه أجنحة لفنانات ومبدعات في مجالات متنوعة، اختار تثمين أفكارهن التي أسهمت في تغيير العالم عبر جمعها وإصدارها في مؤلف خاص.

ويحتضن المعرض مجموعة من المواهب الإماراتية الشابة التي تقدم أعمالا فنية تركز على التفكير بطرق إبداعية غير تقليدية، ولاقت إقبالا لافتا من الجمهور المتعطش لصياغة جديدة للفنون الإبداعية.

من هذه المواهب، رقية المزروعي، وهي رائدة أعمال صاحبة مشروع متجر إلكتروني منذ عام 2022، قالت إن مشروعها بدأ بفكرة “كن حامدا” وهي مذكرات يومية تساعد الأشخاص في ممارسة الامتنان كعادة يومية ذات تأثير إيجابي، وذلك من خلال تصميم وطباعة أجندات وكراسات للأطفال بأشكال مختلفة، معربة عن سعادتها بالإقبال الكبير من الزوار على الركن الذي تشارك فيه للمرة الأولى والذي أطلقت عليه “كن حامدا”.

ولتعزيز نشر ثقافة الامتنان في حياة الناس، دعت المزروعي الجمهور من خلال لوحة تتوسط جناحها الصغير كتبت عليها “على ماذا تحمد الله اليوم؟” وتفاعل معها الجمهور منذ اليوم الأول للمعرض بعبارات تعكس حالة الامتنان والشكر التي يعيشها الكثيرون.

مركز أبوظبي للّغة العربيّة عقد المركز جلسة حواريّة بعنوان "مئة مبدعة ومبدعة: كتب أدبيّة أثرت العالم"

أما حمدة الخاجة فهي فنانة ورسامة محترفة تخرجت من جامعة زايد تخصص فنون جميلة، تشارك في المعرض للمرة الثالثة بمنتجات مبتكرة غير مألوفة ترتبط بعالم الكتب والأدب وحرصت على إضفاء البصمة الإماراتية حيث عكست شغفها بالشخصيات الكرتونية للترويج للموروث الإماراتي.

ودخلت الخاجة عالم الرسوم الكرتونية من خلال تصاميم ترتبط بالتراث الإماراتي، وشاركت في العديد من المعارض برسوماتها، معتبرة أن المعرض فرصة كبيرة للتواصل مع دور النشر لفتح آفاق التعاون ومنحهم الفرصة للتعاقد مع هذه الدور.

وتشارك هدى عوض البريكي فنانة تشكيلية إماراتية للمرة الأولى في المعرض بـ9 لوحات زيتية تجسد في مجملها التراث الإماراتي الأصيل المستوحى من البيئة الصحراوية.

وتحدثت البريكي عن هواية الرسم التي طورتها على مدار السنوات من خلال الدورات التدريبية المكثفة وزياراتها المكثفة للمعارض واكتشاف أنماط مختلفة من الفنون أكسبتها الخبرة للتمكن من صقل موهبتها.

وتقدم الفنانة الإماراتية علياء فريد جلبي، في ركن الفنون، مجموعة متنوعة من الإكسسورات التي تمكنت على مدار 11 سنة بحرفية من إبراز موهبتها في صنع المجوهرات والمنحوتات باستخدام السيراميك والشمع بروائح عطرية مختلفة، فضلا عن تقديم لوحات فنية تعكس شغفها الفني، مؤكدة أنها استفادت كثيرا من المشاركة في المعرض لتعزيز تواصلها مع الجمهور.

فيما تقدم تهاني حمد إبداعات فنية تتماشى مع ثيمة المعرض الأدبية والفكرية، فقد حرصت على تصميم أغلفة روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ (الشخصية المحورية للمعرض هذا العام) بطريقة فنية لافتة وغير مألوفة من خلال تقديمها على شكل منمنمات صغيرة لها عدة استخدامات مثل العلامة المرجعية للكتب وإكسسوارات مكتبية حرصت خلال تصنيعها على إنتاج نموذج واحد فقط من كل منتج.

من جلسة تقديم كتاب "مئة مبدعة ومبدعة"
من جلسة تقديم كتاب "مئة مبدعة ومبدعة"

وأطلق مركز أبوظبي للّغة العربيّة التابع لهيئة الثقافة والسياحة كتابا بعنوان “مئة مبدعة ومبدعة”.

وعقد المركز جلسة حواريّة بعنوان “مئة مبدعة ومبدعة: كتب أدبيّة أثرت العالم”، استضافت كلا من الدكتور عبدالله الغذامي الأكاديمي، والناقد الأدبي والثقافي، والدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في المركز، وأدارها طارق راشد، رئيس قسم بحوث ودراسات اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية.

وأبدى الدكتور عبدالله الغذامي سعادته بإصدار هذه النسخة من الكتاب، لأنها تسلط الضوء على جوهر النجاحات الأدبية النسوية، معتبرا أن هذا المؤلف غرس تأسيسي، فالمركز فتح بابا أمام توثيق النجاحات والإبداعات النسوية، مشيدا بالجهود المبذولة لإصداره.

وأوضح الدكتور خليل الشيخ أنّ “مئة مبدعة ومبدعة” تعريف نقدي بالمبدعات، ويستهدف الحديث عن النساء اللواتي حقّقن إنجازات أدبية مهمة، موضحا أنّ الكتاب هو الثالث ضمن سلسلة “مئة كتاب وكتاب”؛ الأوّل كان قبل ثلاث سنوات بعنوان “مئة كتاب وكتاب: كتب عربية أثرت العالم” واستهدف اختيار الكتب المفصلية في الثقافة العربية، تلاه كتاب “مئة رواية ورواية: روايات عربية أثرت القرن العشرين” وعكفت عليه لجنة من كبار النقّاد في العالم العربي، وصولا إلى النسخة الحالية التي ركّزت على النساء وإبداعاتهن في ميادين الأدب، مع التأكيد على أن تحديا كبيرا واجه توثيق سير سيدات عشن في القرن التاسع عشر لناحية صعوبة الحصول على الكتب والصور.

13