أبوظبي للإعلام تؤكد استمرارها في نقل أخبار اليمن بعد مقتل أحد صحافييها

خسرت شركة أبوظبي للإعلام أحد أفراد طاقمها الذي يغطي الخطوط الأمامية للمعارك في اليمن وأصيب آخر خلال تفجير إرهابي، لكنها أكدت إصرارها على نقل أحداث اليمن والجرائم الوحشية التي تستهدف الصحافيين والأبرياء فيه لاسيما أنها تعتبر مصدرا رئيسيا لنقل الأحداث في البلاد التي أنهكتها الحرب.
أبوظبي- نعت شركة أبوظبي للإعلام الصحافي زياد الشرعبي أحد أفراد طاقم قناة أبوظبي الذي قتل في مدينة المخا اليمنية مع ستة من المدنيين، وجرح أيضا مراسل قناة أبوظبي فيصل الذبحاني، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي.
ووقع الانفجار مساء الإثنين ونجم عن عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية جرى تفجيرها عن بعد بينما كانت مركونة في وسط سوق شعبية في المخا المطلة على البحر الأحمر، وفق ما أفاد به مسؤول في القوات الحكومية اليمنية.
وقال علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام إن ميليشيات الحوثي الإرهابية ارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الصحافيين والإعلاميين اليمنيين وغيرهم، بتصفيتهم والاعتداء المباشر عليهم، واقتحام ونهب مقرات الصحف والقنوات والإذاعات، وحجب المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي في حملات ممنهجة تستهدف إسكات الأصوات التي تكشف فظائعهم.
وأضاف “هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها طواقمنا المتواجدة في الخطوط الأمامية للمعارك في اليمن الشقيق، لانتهاكات وجرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية، فقد ظلت أبوظبي للإعلام في طليعة المؤسسات الإعلامية التي شكلت وتشكل مصدراً رئيسياً للأخبار ومستجدات الأحداث في اليمن“.
وتابع “نحن إذ نستنكر دأب هذه الميليشيا الإرهابية على ممارسة جرائمها المتكررة تجاه المدنيين العزل بزرع العبوات الناسفة والألغام وإطلاق قذائف الهاون على المنازل والمقرات الحكومية وغيرها، فإننا لن نتوقف عن فضح جرائمهم الوحشية وأعمالهم الإرهابية في اليمن الشقيق في كافة منصاتنا الإعلامية“.
وأدان مجلس إدارة جمعية الصحافيين الإماراتية “العمل الإرهابي الجبان الذي نفذته الميليشيات الحوثية في المخا باليمن ضد مدنيين عُزل وأدى إلى مقتل زياد الشرعبي، أحد أفراد طاقم قناة أبوظبي، وإصابة الإعلامي فيصل الذبحاني، مراسل القناة.
وتوالت ردود الفعل المنددة باستهداف الصحافيين والمدنيين من قبل ميليشيات الحوثي، ودعا محمد الحمادي رئيس جمعية الصحافيين الإماراتيين، المنظمات الدولية الإعلامية المختلفة إلى فضح جرائم الحوثيين التي تستهدف الإعلاميين بشكل متواصل في مختلف أرجاء اليمن، دون أي اعتبار للمواثيق والقوانين الدولية التي تجرم مثل هذه الممارسات غير الأخلاقية.
وطالب الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب بالتدخل لوقف هذه الأعمال الإجرامية ضد الإعلاميين بشكل خاص والمدنيين بشكل عام، والعمل مع المجتمع الدولي لضمان أمن وحماية الإعلاميين أثناء تأدية عملهم في أماكن النزاعات والحروب وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
ومن جهته أعلن وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها معمر الأرياني، أن زياد الشرعبي الذي يعمل مصورا لقناة أبوظبي الفضائية قتل في الانفجار، بينما أصيب فيصل الذبحاني مراسل القناة ذاتها بجروح، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”.
وتتمتّع مدينة المخا الواقعة على ساحل البحر الأحمر باستقرار أمني نسبي منذ أن استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من أيدي المتمردين الحوثيين في يوليو 2017. وتضم المدينة مراكز عسكرية للقوات الحكومية ولقوات التحالف العسكري الداعم لهذه القوات، وخصوصا القوات الإماراتية التي تقود العمليات العسكرية ضد الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران على ساحل البحر الأحمر.
وشهد العام الماضي مقتل عشرة صحافيين وعاملين في وسائل الإعلام، وفق ما جاء في تقرير نقابة الصحافيين اليمنيين السنوي لوضع الحريات الصحافية في اليمن 2018. وأفادت النقابة بأنها رصدت 226 حالة انتهاك منذ مطلع العام الماضي، طالت صحافيين ومصورين والعشرات من الصحف والمواقع الإلكترونية، ومقار إعلامية، وممتلكات صحافيين.
وتنوعت الانتهاكات بين الاختطاف والاعتقال، وحجب للمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، والاعتداءات، والمحاكمات. ولا يزال هناك 17 صحافيا مختطفا لدى جماعة الحوثي أغلبهم مختطفون منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وذكرت النقابة أنها وثقت 5 حالات تعذيب وسوء معاملة طالت صحافيين في المعتقلات. وحل اليمن في المرتبة الثالثة عالميا، والأولى عربيا في قائمة الدول الأكثر خطورة على الصحافيين في عام 2018، وفقا للاتحاد الدولي للصحافيين العام الماضي.