أبوظبي تنقل صناعة الغاز إلى آفاق أوسع

أدنوك تضم 4 شركاء عالميين إلى مشروع الرويس بقدرة تصديرية إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن سنويا.
الخميس 2024/07/11
نظرة موحدة لمستقبل الطاقة

قطعت الإمارات شوطا مهما باتجاه ترجمة خططها بعيدة المدى لاستثمار موارد الغاز بضمها شركاء إلى مشروع الرويس في أبوظبي، في مسعى حثيث منها ليكون هذا المجال ركيزة أساسية للتحول النظيف، وانتزاع حصة من السوق في ظل اشتداد المنافسة.

أبوظبي - منحت شركة أدنوك الإماراتية الأربعاء حصصا في مشروع الرويس للغاز الذي يجري تطويره في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي لأربع شركات عالمية، وسط منافسة محتدمة بين دول الخليج في مجال إنتاج الوقود الأحفوري.

وتراهن شركات الطاقة على ارتفاع الطلب على الوقود فائق التبريد في العقود المقبلة مع نمو الاقتصادات الآسيوية، وبعد أن قطعت أوروبا معظم إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب مع روسيا بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا مطلع العام 2022.

ويُعد الغاز الطبيعي وقودا انتقاليا مهما تنتج عنه انبعاثات كربونية أقل عند احتراقه مقارنة بغيره من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى.

وأبرمت أدنوك شراكات إستراتيجية مع شركات شل وبي.بي وتوتال إنيرجيز وميتسوي اليابانية على استثمار كل منها في 10 في المئة من مشروع الرويس، الذي من المتوقع أن يبدأ تسليم أولى الشحنات بحلول العام 2028.

وبموجب الصفقات، التي أشرف عليها ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ستحتفظ شركة الطاقة الإماراتية بالحصة المتبقية البالغة 60 في المئة من المشروع.

ويرى المسؤولون أن هذه الشراكات تؤكد مكانة الإمارة بصفتها وجهة عالمية موثوقة، وتستند إلى قرار الاستثمار النهائي المشروع، الذي اعتمده ولي عهد أبوظبي، بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس إدارة أدنوك.

وأكّد الشيخ خالد خلال لقائه بالرؤساء التنفيذيين لشركاء المشروع أن الإمارة تواصل ترسيخ مكانتها وجهة رائدة وموثوقة للشراكات الإستراتيجية والاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة.

الشيخ خالد بن محمد: الإمارة تواصل ترسيخ مكانتها وجهة رائدة وموثوقة للاستثمار
الشيخ خالد بن محمد: الإمارة تواصل ترسيخ مكانتها وجهة رائدة وموثوقة للاستثمار

وبحسب ما نقله بيان أورده المكتب الإعلامي لأبوظبي على منصته الإلكترونية، فإن ذلك يأتي “تماشيا مع التزام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بتوظيف الحلول التقنية المبتكرة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المستدامة على المستوى الوطني”.

وأوضح الشيخ خالد أن بلده يواصل تحقيق المزيد من الإنجازات لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة، من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة والمبادرات منخفضة الكربون.

وتطرق أيضا إلى تعزيز علاقات التعاون الإستراتيجي مع الشركاء في القطاع من مختلف أنحاء العالم لدعم المبادرات التي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة في القطاعات والصناعات الحيوية.

كما شدد على أن دولة الإمارات مهتمة بتطوير مهارات وكفاءات الكوادر المحلية عبر دعم الاستثمار في البحث والتطوير والذكاء الاصطناعي وتعزيز الشراكات لتبادل الخبرات والمعارف، وفتح آفاق جديدة للابتكار في مجال الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

ومن المخطط أن يكون مشروع الرويس أول منشأة لتصدير الغاز تعمل بالطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ستوظّف أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لخفض الانبعاثات ورفع الكفاءة التشغيلية.

وستضُم المنشأة خطين لتسييل الغاز الطبيعي تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منهما 4.8 مليون طن سنويا، وبسعة إجمالية تبلغ 9.6 مليون طن سنويا. وهذه الكمية من الإنتاج سترفع القدرات الإنتاجية للبلد الخليجي بأكثر من الضعف لتصل إلى نحو 15 مليون طن سنويا.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لأدنوك عبر ذراعها للغاز 10 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا، وتقدم الشركة خدماتها لمجموعة كبيرة من الزبائن المحليين والدوليين عبر محفظة واسعة من المنتجات.

كما توفر 60 في المئة من احتياجات السوق المحلية، وتصدر الغاز ومنتجات أخرى لمجموعة من الزبائن في أكثر من عشرين دولة.

واعتبر موراي أوشينكلوس الرئيس التنفيذي لبي.بي أن الشراكة مع أدنوك دليل آخر على استثمار الشركة البريطانية العملاقة لتنمية مشاريع الغاز في الشرق الأوسط ضمن مساعيها المستمرة لتطوير أعمالنا في هذا المجال على مستوى العالم.

وتعليقا على الصفقة، قال رئيس ميتسوي كينيتشي هوري إن “مشروع الرويس يتماشى بشكل مثالي مع إستراتيجية الشركة”. وأضاف “واثقون بأن الغاز سيستمر في القيام بدور محوري في ضمان إمدادات مستقرة من الطاقة والتصدي لتداعيات تغير المناخ”.

◙ 70 في المئة الطاقة الإنتاجية من مشروع الرويس التي التزمت الشركة الإماراتية ببيعها

أما وائل صوان الرئيس التنفيذي لشل فأكد أن الشركة بهذا المشروع الضخم تواصل تنمية محفظة أعمالها الرائدة عالميا في هذا المجال من خلال "مشاريع موفرة للطاقة وتنافسية من حيث انبعاثات الكربون".

وأشار باتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتوتال إلى أن الشراكة تأتي ترجمة لالتزام شركته مع أدنوك خلال كوب 28 بلعب دور في دعم "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز"، الذي يهدف إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع الطاقة.

وقال "نسعى إلى تنفيذ هذا الالتزام من خلال شراكتنا في مشروع الرويس للغاز، الذي من المخطط أن يكون واحدا من أقل المنشآت في العالم من حيث كثافة الكربون، ويكتسب هذا المشروع أهمية إضافية في ضوء الدور المحوري للغاز الطبيعي كوقود انتقالي".

وبشكل منفصل أبرمت أدنوك اتفاقيات جديدة طويلة الأمد لبيع الغاز إلى شركاء دوليين، ومن بينها اتفاقية لبيع مليون طن سنويا لشل وأخرى لتوريد 600 ألف طن لميتسوري، ما سيُسهم في رفع الطاقة الإنتاجية الملتزم ببيعها من مشروع الرويس إلى 70 في المئة.

ولدى الشركة الإماراتية طموحات في ما يتعلق بالغاز والغاز الطبيعي المسال إلى جانب الطاقة المتجددة والبتروكيماويات، إذ تنظر إلى تلك المجالات باعتبارها ركيزة نموها المستقبلي.

وهذه الطموحات تضعها في منافسة مع أطراف إقليمية منها قطر، وهي من أكبر مُصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، والسعودية التي لديها أيضا تطلعات في المجال ذاته.

وأعلنت الدوحة خلال العام الجاري توسيع مشروع حقل الشمال، الذي قالت إنه "سيعزز مكانتها ضمن أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم". وكشفت في فبراير الماضي، عن توسعة جديدة لإنتاج الغاز بقدرة 16 مليون طن سنويا، وهو ما سيرفع طاقتها الإجمالية إلى 142 مليون طن سنويا، مقارنة بنحو 77 مليون طن.

أما السعودية فتمضي قدما في تنمية صناعة الغاز حيث وقعت مؤخرا اتفاقيات بقيمة 25 مليار دولار لتطوير حقل الجافورة الذي يحوي احتياطيات كبيرة من الغاز الصخري.

10