أبوظبي تقترب من شراء حصة في ميناء تركي

الحكومة التركية تسعى إلى جذب استثمارات أجنبية للنهوض بالاقتصاد.
الاثنين 2023/12/18
ميناء استراتيجي

إسطنبول - كشفت مصادر مطلعة الأحد أن مجموعة موانئ أبوظبي على وشك شراء حصة في ميناء تركي رئيسي، في مؤشر إضافي على التقارب بين الإمارات وتركيا بعد خلافات جيوسياسية مريرة.

وقال مصدران منها لرويترز إن موانئ أبوظبي المملوكة للدولة “ستستثمر بموجب الاتفاق المحتمل في كيان يؤسسه صندوق الثروة التركي لإدارة ميناء إزمير على ساحل بحر إيجه”.

ويعد هذا الميناء، الذي تبلغ مساحته 902 ألف متر مربع، سابعة كبرى البوابات التجارية البحرية في تركيا من حيث حجم الحاويات والثالث عشر من حيث حمولة البضائع.

ويعتبر برنامج تحسين في خليج إزمير حتى تتمكن السفن الكبيرة من استخدام الميناء أحد المشاريع المطروحة من أجل جعله أكثر حركية ونشاطا.

ولم يتضح بعد حجم الحصة لكن أحد المصادر، التي طلبت عدم ذكر أسمائها ليتسنى ذكر تفاصيل عن الاتفاق الذي لم يبرم بعد، قال إن “قيمة الاتفاق تبلغ نحو 500 مليون دولار”.

وبدأت الشركة القابضة (أي.دي.كيو)، وهي أحد صناديق الثروة السيادية لإمارة أبوظبي والمالكة لأغلبية المجموعة، قبل عامين في تنفيذ خطة للتوسع خارجيا عبر شراء أصول وإدارة العديد من الموانئ.

وتأتي الصفقة المحتملة في وقت تسعى فيه الحكومة التركية إلى جذب استثمارات أجنبية لتسريع وتيرة الابتعاد عن سياسات اقتصادية غير تقليدية انتهجتها البلاد لسنوات ودفعت التضخم إلى ارتفاع حاد وهوت بقيمة العملة المحلية.

وتقوم الموانئ بدور أساسي في التحول الإستراتيجي في عمليات التصنيع حول العالم بعد أن كشف وباء كورونا عن نقاط ضعف وثغرات في سلاسل الإمداد.

الموانئ تقوم بدور أساسي في التحول الإستراتيجي في عمليات التصنيع حول العالم بعد أن كشف وباء كورونا عن نقاط ضعف وثغرات في سلاسل الإمداد

كما أدت زيادة التوتر الجيوسياسي في العالم إلى حدوث تغييرات إذ أصبحت الشركات تسعى لتقريب مراكز الإنتاج من أسواق البيع.

وتنعكس أهمية الموانئ بتركيا في زيادة حركة التجارة والملاحة البحرية وتبادل البضائع والصادرات والواردات، خاصة مع قصر المسافة وانخفاض الكلفة مقارنة بدول أخرى منتجة ومصدرة.

وتأمل تركيا في أن تفلح موجة عنيفة من التشديد النقدي برفع الفائدة بشكل كبير، بدأت خلال يونيو الماضي، في اجتذاب المستثمرين الأجانب مرة أخرى إثر خروجهم من البلاد على مدى سنوات، بما شمل الاستثمار الأجنبي المباشر.

وبدأ بعض المستثمرين الغربيين في العودة واستكشاف الوضع في الأسواق الناشئة، بما في ذلك تركيا الطامحة إلى تجميل المؤشرات وترميم اقتصادها.

والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش مؤتمر المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي مؤخرا.

وبدأ البلدان إصلاح علاقاتهما قبل عامين بعد خصومة مريرة نبعت بالأساس من خلافات أيديولوجية دفعت الدولتين إلى مساندة أطراف متناحرة في نزاعات بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويقول مسؤولون إماراتيون منذ ذلك الحين إنهم يرون فرصا استثمارية ضخمة في تركيا بما يشمل مجالي الطاقة واللوجستيات.

واشترت موانئ دبي العالمية العملاقة المملوكة للدولة حصة أغلبية في ميناء تركي هذا العام.

ووقعت الإمارات وتركيا اتفاقا للتجارة الحرة في مايو الماضي بهدف تسهيل الاستثمار.

ووافقت الدولتان على سلسلة من الصفقات تفوق قيمتها 50 مليار دولار خلال يوليو الماضي في وقت زار فيه أردوغان دول خليج عربية في مسعى لإنعاش الاقتصاد.

11