أبوظبي تفتح الأبواب لخدمات كريم وأوبر لنقل الركاب

أبوظبي - أعلن مركز النقل المتكامل في إمارة أبوظبي أمس عن إبرام اتفاقية مع شركة كريم المتخصصة في خدمات نقل الركاب عبر التطبيقات التكنولوجية، لتقديم خدمات الربط بين الركاب والسائقين في الإمارة.
ويؤكد خبراء ومسؤولون أن الخطوة سترفع مستويات المنافسة في ظل الكفاءة المرتفعة لشركات النقل التقليدية ومع اقتراب حصول شركة أوبر الأميركية على الضوء الأخضر من الجهات الحكومية لاستئناف نشاطها في العاصمة الإماراتية.
وقال محمد درويش القمزي، مدير عام المركز، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الدائرة الرئيسي في أبوظبي أمس، إن “الاتفاقية مع شركة كريم تندرج في إطار رؤية الحكومة لتحويل أبوظبي إلى وجهة عالمية رائدة في مجال التنقل الذكي بحلول عام 2030”.
وبموجب الاتفاقية سوف تقـوم شركة كريم، التي تتخذ من دبي مقرا لها، بنقل الركاب داخل إمارة أبوظبي وربطها أيضا بالإمارات الأخرى بواسطة سيارات الأجرة العامة أو الخاصة أو الأفراد المرخصين على أن يكـون الحجـز عـن طـريق التطبيقات الذكية.
وأكد القمزي أن الاتفاقية مع شركة كريم سوف توفر خيارا مميزا لسكان إمارة أبوظبي وزوارها، وسوف تتيح أيضا فرص عمل للمواطنين الراغبين بالعمل الدائم أو الجزئي باستخدام مركباتهم الخاصة.
محمد درويش القمزي: أبوظبي تسعى لتكون وجهة عالمية رائدة في مجال التنقل الذكي بحلول 2030
وهناك مساع من المركز إلى تطوير الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق الهدف المنشود من خلال تقديم خدمات ذكية متميزة للمتعاملين، وهو محور أساسي في الاتفاقية الموقعة مع شركة كريم.
ويقول محللون إن كفاءة منظومة النقل في أبوظبي ستفرض على الشركتين تقديم أعلى المواصفات لانتزاع مكان لهما في سوق النقل في الإمارة، الذي يعد من أكثر الأسواق تنظيما في المنطقة.
وقال باسل النحلاوي، مدير عام شركة كريم، خلال المؤتمر الصحافي “نحن حريصون على العمل مع مركز النقل المتكامل في أبوظبي لتقديم خدمات أكثر سهولة لزبائن الشركة وجعل حلولنا الابتكارية أكثر ملاءمة لمدينة أبوظبي”.
وأضاف أن لدى الشركة ومركز النقل المتكامل “رؤية مشتركة للتعاون في تقديم حلول مناسبة لاحتياجات قطاع النقل بطريقة تدعم جهود أبوظبي لتكون مركزا عالميا للسياحة والأعمال”.
وأطلقت كريم، التي علّقـت نشاطها في أبوظبي قبل نحو عامين، خيارا جديدا منخفض التكلفـة خـاصا بإمـارة أبـوظبي تبـدأ رسـوم النقـل فيـه مـن 19 درهما (5.2 دولار) للرحلـة، وهـو ما تقـول إنـه أرخـص بنسبـة 50 بالمئـة عـن أجرتهـا الأساسيـة الحالية هناك.
كما قامت الشركة بتخفيض أجرتها لبقية فئات السيارات بنسبة تصل إلى نحو 30 بالمئة، من أجل استقطاب المزيد من الزبائن.
ويأتي هذا التعاون بين الطرفين في وقت كشف القمزي بأن شركة أوبر، التي لا تزال تعمل في دبي، تتفاوض مع مركز النقل المتكامل لاستئناف نشاطها في إمارة أبوظبي بعد أن تم تعليقه في أغسطس 2016 بسبب مخالفات تنظيمية. ونسبت وكالة رويترز إلى مصدر في شركة أوبر قوله إن الشركة طرف في “حوار إيجابي” لكنها لم تتخذ قرارا بعد بشأن ما إذا كانت ستستأنف خدماتها.
وكانت السلطات التنظيمية قد علقت خدمات أوبر ومنافستها في الشرق الأوسط “كريم” في أبوظبي بعد توقيف عدد من السائقين جراء مخالفات تنظيمية، وفق ما قاله مصدر في أبوظبي قبل نحو عامين.
ونسبت وكالة رويترز إلى مصدر آخر في ذلك الوقت قوله إن القبض على السائقين جاء على خلفية مخالفة القواعد التنظيمية في الإمارة، دون أن يقدم المصدر أي تفاصيل توضح نوع الانتهاكات.
وقال كريستيان إيد نائب الرئيس للتسويق والاتصالات في كريم إن “السلطات في أبوظبي أوقفت عددا كبيرا من سائقي الشركة بسبب قضايا تتعلق بالترخيص على ما يبدو، وهو ما أثار قلق السائقين وأدى إلى إحجامهم عن العمل. وهو ما أجبر كريم على تعليق خدماتها هناك”.
ونفى مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة في أبوظبي حينها أي علاقة له بإيقاف خدمات أوبر وكريم، رغـم تأكيده أن الشـركتين لم تكونا مرخصتين للعمل في العاصمة الإماراتية.
وكانت أوبر التي أطلقت خدماتها في أبوظبي في عام 2013، قد قالت مرارا إن “منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أسـرع أسواقهـا نمـوا” وأنهـا تنـوي استثمـار حـوالـي 250 مليـون دولار للتـوسع في المنطقـة.
وتواجه شركات النقل عبر التطبيقات الإلكترونية صعوبات تنظيمية في العديد من دول العالم. كما تواجه احتجاجات كبيرة من سائقي سيارات الأجرة ونقاباتهم بسبب منافستها الشديدة لهم.