أبوظبي تعزز مكانة صناعة الطيران في اقتصاد الإمارة

قفزت طموحات صناعة الطيران لدى حكومة أبوظبي إلى مستوى جديد بعد الإعلان عن مجموعة من الخطوات التي ستعزز دورها في اقتصاد الإمارة مستقبلا، تتمثل في صفقة سيتم على أساسها تحويل الاتحاد للطيران ملكية بعض خدماتها المساندة لدعم كفاءة أعمالها.
أبوظبي - أعلنت الاتحاد للطيران وشركة القابضة (أي.دي.كيو) الخميس عن صفقة لم يتم الكشف عن بنودها بالتفصيل من شأنها دعم خطط التحوّل في شركة النقل الجوي الحكومية، إلى جانب مشاريع النمو المستقبلية لقطاع الطيران المدني في أبوظبي.
وبموجب الاتفاقية سيصبح عدد من خدمات الطيران المساندة التابعة للاتحاد للطيران جزءا من شركة تأسست حديثا تابعة للقابضة ومتخصصة في خدمات الطيران.
وقال مكتب حكومة أبوظبي في بيان إن “الاتحاد للطيران حولت ملكية بعض خدماتها المساندة إلى شركة جديدة لخدمات الطيران تابعة للقابضة ومركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)”.
وأضاف أن “الصفقة تتيح الاستفادة من المحفظة اللوجستية التي تتمتع بها أي.دي.كيو وتتيح للاتحاد للطيران الاستفادة من الفرص في سوق السفر العالمي كما تعزز منظومة الطيران”.
ويقول المسؤولون إن الصفقة تعد بداية فصل جديد للاتحاد للطيران، إذ ستتيح للشركة مجالا أكبر للتركيز على أعمالها الأساسية، والاستجابة بشكل أسرع للفرص المتاحة في السوق مع تعافي الطلب العالمي على السفر من تبعات الجائحة.

محمد حسن السويدي: ثمة فرص للنمو وجذب شريحة أوسع من شركات الطيران
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى محمد حسن السويدي، الرئيس التنفيذي للقابضة، قوله “مع الإضافة المقترحة بضم خدمات مساندة الطيران ذات الخبرة العالية إلى شركتنا الجديدة ستكون أي.دي.كيو في أتم الاستعداد لتطوير منصة متكاملة للخدمات الجوية، تستند إلى الأداء والأساس المالي المتين”.
وتسعى أي.دي.كيو للاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة أمام أعمال خدمات الطيران بفضل محفظة النقل والخدمات اللوجستية التي تلعب دوراً رائداً في تطوير شبكة الربط العالمية لأبوظبي وتعزيز مكانتها الاستراتيجية.
وأوضح السويدي أن ثمة الكثير من الفرص المحتملة للنمو واستقطاب شريحة أوسع من العملاء من شركات الطيران، مع السعي قدما نحو المزيد من التوسع على صعيد قطاع الطيران في أبوظبي.
وبمجرد إتمام الصفقة ستستفيد الشركات الفرعية للاتحاد للطيران من انضمامها إلى محفظة لوجستية واسعة النطاق تضم مطارات أبوظبي ومجموعة موانئ أبوظبي.
وستشمل الصفقة كلا من الاتحاد الهندسية، والاتحاد لخدمات المطار والشحن، والاتحاد لخدمات المطار والمناولة الأرضية، والاتحاد لتدريب الطيران، والاتحاد للخدمات اللوجستية الآمنة والاتحاد للتدريب الفني.
وبالإضافة إلى ذلك تشمل الصفقة انضمام شركتين من الاتحاد للطيران إلى أدنيك وهما شركة الاتحاد لخدمات المطار والتموين، والتي ستنضم إلى كابيتال للضيافة، والاتحاد للعطلات التي ستنضم إلى سياحة 365 وشركة الترويج للسياحة التابعة لأدنيك.
وستدعم أي.دي.كيو عبر شبكتها الواسعة ومواردها وخبراتها النمو المستقبلي لتلك الشركات، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الاتحاد للطيران وغيرها من شركات الطيران الأخرى في مطار أبوظبي الدولي، فضلا عن تعزيز النظام الإيكولوجي للطيران في الإمارة.
وقال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، إن “الشراكة مع القابضة ستدعم المرحلة التالية من عملية التحول التي تشهدها أعمالنا”.
وتخضع الاتحاد للطيران لإعادة هيكلة تحت إدارة جديدة يقودها دوغلاس بعد إخفاقها في السنوات العشر الماضية في منافسة شركتي طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والخطوط الجوية القطرية، حيث وسعت قيود الإغلاق البون فيما بينها بدرجات متفاوتة.
وأضاف دوغلاس “كان للعامين الماضيين أثر بالغ على القطاع وسيكون للاتفاقية دور في طريقة إعادة تنظيم الاتحاد للطيران وترتيب أولوياتها، إلى جانب شركاتها التابعة، لضمان نجاح طويل الأمد”.
وتابع “ستتيح لنا الاتفاقية التركيز أكثر على الاتحاد للطيران والاستفادة من التعافي الذي يشهده الطلب على السفر الجوي، الأمر الذي سيعود بالفائدة أيضا على موظفينا والملايين من المسافرين معنا سنويا، فضلا عن الفائدة التي ستعود على القطاع في أبوظبي”.
وألغت الاتحاد، بعد تفشي الجائحة العام الماضي، العشرات من الرحلات الجوية وطلبت من بعض موظفيها تقديم موعد إجازات مدفوعة في الوقت الذي تعالج فيه الأزمة التي أضرت بالطلب العالمي على السفر.

كما أوقفت الشركة تحليق طائرات من بينها 10 طائرات أيرباص أي 380 العملاقة، كما استغنت عن 19 طائرة بوينغ 777 – 300.
لكنها استأنفت في أغسطس الماضي توسيع نطاق شبكة رحلاتها نحو وجهات إضافية مع بداية تخفيف قيود السفر وفتح الحدود في العديد من البلدان.
كما شرعت خلال نوفمبر الماضي في توسيع طاقة التوظيف في أعقاب تعافي الطلب على الرحلات الجوية.
ورغم القيود التي كانت مفروضة على السفر منذ العام الماضي، إلا أن الشركة استطاعت تقليص خسائرها في النصف الأول من العام الجاري لتبلغ نحو 400 مليون دولار.
وأظهرت البيانات أن خسائرها التشغيلية انخفضت 50 في المئة عن خسائرها للفترة المقابلة من العام الماضي، والبالغة 800 مليون دولار، مع استمرار تداعيات الجائحة على قطاع الطيران العالمي.
وفي الوقت ذاته ارتفعت العائدات التشغيلية للشركة من يناير حتى نهاية يونيو الماضيين إلى 1.7 مليار دولار قياسا بنحو 1.2 مليار دولار على أساس سنوي.
والشركات المنقولة حسب الاتفاقية الجديدة ستبقى شريكا استراتيجيا طويل الأمد للاتحاد للطيران، علماً بأن الصفقة تخضع لشروط الإتمام المعتادة، ويشمل ذلك الموافقات التنظيمية.
وقال حميد الظاهري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أدنيك إن “من شأن إدراج الاتحاد لخدمات المطار وقسم التموين والاتحاد للعطلات أن يدعم استراتيجية أبوظبي لتحقيق التكامل بين مختلف وحدات الأعمال على امتداد القطاعات الاقتصادية المهمة”.
وأكد أن الخطوة ستتيح تجاوز توقعات العملاء وتطوير ما تم تحقيقه حتى اليوم، وأن “التركيز على الإنجازات سيعزز التنافسية على المستوى الإقليمي والدولي، فضلا عن زيادة مساهماتنا في اقتصاد أبوظبي ودعم التنمية المستدامة”.