أبوظبي تعزز محفظة أعمالها في سوق الرعاية الصحية

أبوظبي - فتحت شركة مبادلة للاستثمار، وهي أحد الصناديق السيادية لحكومة أبوظبي، نافذة جديدة على سوق الرعاية الصحية، وهو ما يعتبره خبراء خطوة أخرى ستزيد إيقاع المنافسة بالقطاع.

واستحوذت شركة أم 42، وهي مشروع مشترك حديث في أبوظبي بين شركة مبادلة للاستثمار ومجموعة جي 42 المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، على سلسلة عيادات ديافيرم الأوروبية لغسيل الكلى التابعة لمجموعة بريدج بوينت.

وخلال السنوات القليلة الأخيرة بدأت تظهر على قطاع الرعاية الصحية علامات التحول الرقمي مع زيادة زخم التكنولوجيا، الأمر الذي يوفر فرصا كثيرة للمستثمرين لتنمية أعمالهم وتطويرها وتحقيق المزيد من المكاسب.

وقالت أم 42 في بيان إنها ستشتري ديافيرم التي تتخذ من السويد مقرا، لتصبح بذلك أكبر شركة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط.

ولم تكشف أم 42 عن قيمة الصفقة التي تنتظر موافقة الجهات التنظيمية ولكن من المتوقع إتمامها في وقت لاحق من العام الجاري.

ولكن مصدرا مطلعا قال لوكالة بلومبرغ إن “قيمة صفقة ديافيرم تقدر بما يتراوح بين مليارين و2.5 مليار دولار”.

وتأسست ديافيرم في 1991، وهي شركة متعددة الجنسيات تقدم خدمات الرعاية الكلوية وتدير 440 عيادة في 23 دولة.

وأعلنت مبادلة وجي 42 الاثنين الماضي عن دمج أصولهما في قطاع الرعاية الصحية في أم 42 التي ستمتلك محفظة كبيرة تضم مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري ومستشفى دانة الإمارات ومستشفى هيلث بوينت.

وتركز أم 42 تحت قيادة حسن جاسم النويس الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب على الاستفادة من فرص التوسع وتأسيس شراكات مع المؤسسات الرائدة عالميا في صناعة الأدوية والرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية بهدف الارتقاء بالخدمات.

ويتطلع المستثمرون الخليجيون إلى فرص في أوروبا ومناطق أخرى وسط موجة أخرى من التقلبات العالمية، مدعومين بالعائدات النفطية بعد أن وصلت الأسعار العام الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008.

وقال النويس “تُعد ديافيرم استثنائية، إذ تُقدّم علاجات حيوية تمكّن المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة من عيش حياة مُرضية”.

وأوضح أن منتجاتها بمجال الرعاية الرقمية تتوافق بشكل كامل مع تركيز أم 42 على الاستفادة من الحلول التكنولوجية المتقدّمة لتقديم رعاية دقيقة وشخصية للمرضى”.

وتعمل مبادلة، التي تمتلك أصولا قيمتها 284 مليار دولار، على تكثيف استثماراتها في الرعاية الصحية في الوقت الذي تسعى فيه لتنويع محفظتها.

وتعد الشركة أيضا من بين الأطراف التي تتطلّع إلى دعم مجموعة “سي.بي.سي” في إنشاء صندوق جديد يستهدف أصول الرعاية الصحية في الشرق الأوسط.

وفي الصيف الماضي عززت أبوظبي محفظة استثماراتها في قطاع تصنيع الأدوية بعدما استحوذت الشركة القابضة (أي.دي.كيو)، أحد الصناديق السيادية لحكومة الإمارة، على مجموعة بيرجي ميفار التركية المتخصصة في إنتاج الحقن المعقمة.

وأكد المسؤولون حينها أن الخطوة تندرج في إطار الجهود الهادفة إلى إنشاء منصّة متكاملة للصحّة بالبلاد، بما يُعزز حضور القابضة في سوق الحقن والعلاجات عالية القيمة التي تشهد نموا متسارعا، مثل اللقاحات وغيرها، فضلا عن الوصول إلى شبكة واسعة من المستفيدين.

وأتاح ذلك الاستحواذ انضمام بيرجي ميفار إلى محفظة الصحة في أي.دي.كيو، والذي يهدف إلى تعزيز قدرات التصنيع والتوزيع والتسويق، بما في ذلك توفير المنتجات الصحية المعقمة والمحاليل القابلة للحقن.

وتقدم المجموعة التركية عمليات متكاملة لتطوير وتصنيع الأدوية، بالإضافة إلى قدراتها في إنتاج الحقن المعقمة والتي تشمل الحاويات الزجاجية الأنبوبية والأمبولات والحقن المعبأة مسبقا التي تستخدم غالبًا لتقديم اللّقاحات.

كما تنتج عبوات أولية وقوارير للحقن المعقمة وهي متخصصة في توفير تقنيات حفظ الأدوية بالتجميد التي يتزايد الطلب عليها.

وبحسب البيانات المتعلقة بالشركة، التي تأسست قبل خمسة عقود، فإنها تقوم بتصدير منتجاتها لأكثر من 30 دولة في أوروبا وآسيا، مما يمنح القابضة فرصة لتعزيز تواجدها في العديد من الأسواق العالمية.

وتعتبر السوق التركية من أهم الأسواق الاستثمارية، حيث تتمتع بيرجي ميفار فيها بحضور قوي على امتداد سلسلة توريد الدواء بدءا من تطوير المنتجات الدوائية ووصولًا إلى التصنيع والتعبئة والتوزيع عبر سلسلة التبريد.

وقبل هذه الصفقة، استحوذت أي.دي.كيو على أسينو، وهي شركة تصنيع أدوية مقرها سويسرا وتتميز بحضورها القويّ في أكثر من 90 دولة حول العالم.

وفي العام 2021، استحوذت على شركة فارماكس الرائدة في تصنيع الأدوية في الإمارات، وعلى أمون للصناعات الدوائية، إحدى شركات الأدوية الرائدة في مصر.

كما قامت أي.دي.كيو بشراء حصة أقلية في شركة بيوكون بيولوجيكس ليمتد، أكبر شركة للأدوية البيولوجية في الهند.