أبوظبي تعزز دعمها لمشاريع التنمية الإثيوبية

عززت الإمارات دعمها لمشاريع التنمية في إثيوبيا بتنويع مساعداتها لبناء اقتصاد البلد وتشجيع تجربته الناشئة من أجل التحوّل إلى قوّة استقرار في القرن الأفريقي ذي الموقع الاستراتيجي المهمّ لأمن المنطقة.
أديس أبابا - أعلن صندوق خليفة لتطوير المشاريع، الخميس، عن إبرام اتفاقية مع وزارة المالية الإثيوبية في العاصمة أديس أبابا لدعم وتمويل المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في إثيوبيا.
ورصد الصندوق حوالي 100 مليون دولار لدعم رواد الأعمال الإثيوبيين في استكمال لخطط سابقة كان قد كشف عنها في يوليو الماضي.
وتسعى الإمارات إلى تكريس علاقتها الاقتصادية مع أديس أبابا بشكل أعمق عبر ترسيخ آليات لرصد آفاق مشاريع التنمية والاستثمار المستقبلية المشتركة بين البلدين والهادفة إلى تقوية وتنويع التعاون على أسس صلبة ومستدامة. ويؤكد المتابعون أن هذا الأمر يعتبر إشارة قوية إلى دعم الدولة الخليجية الغنية بالنفط لرئيس الوزراء أبي أحمد، الذي تقلد منصبه في مارس 2018.
ونسبت وكالة أنباء الإمارات إلى رئيس مجلس إدارة الصندوق، حسين جاسم النويس، قوله إن “الاتفاقية تعد استكمالا لمذكرة تفاهم سابقة بين الطرفين في يوليو 2019، والهادفة إلى توثيق أواصر التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم، ومن بينها إثيوبيا وتمكينها من بناء اقتصاد مستقر ومستدام يسهم في تعزيز الرفاه لأبنائها”.
وتضع الاتفاقية إطارا ماليا وفنيا يوفر حزمة من التسهيلات، التي تساهم في توفير وظائف جديدة وتعزز من دور المرأة في المجالات الاقتصادية، فضلا عن دورها في دعم وتعزيز جهود التنمية في المناطق الأكثر فقرا في إثيوبيا.
وتوقع النويس أن يسهم هذا القرض في تمويل قرابة 37 ألف مشروع على مدار السنوات الأربع المقبلة، وتوفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل للشباب.
وقال “يستهدف القرض توجيه التمويل للمرأة على أن تصل نسبة المشروعات الموجّهة إلى النساء إلى نحو 30 في المئة من إجمالي عدد المشاريع الممولة عبر هذه الاتفاقية، وأن يتم توجيه باقي التمويل بشكل متنوع بين الجنسين”.
ويهدف الصندوق إلى تعزيز الابتكار ودعم ريادة الأعمال وتمكين المرأة، بالإضافة إلى دعم وتطوير قطاع المشاريع الناشئة ليكون فاعلا ومساهما في تعزيز الجهود الحكومية الإثيوبية الهادفة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية.
وقال وزير المالية والتعاون الاقتصادي في إثيوبيا، أحمد شيدي، عقب توقيع الاتفاقية إن “صندوق خليفة يبذل جهودا لنشر وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وتهيئة المناخ لقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في إثيوبيا”.
وأكد أن الاتفاقية تشكل خطوة مهمة باتجاه تعزيز جهود بلاده في خلق كيانات اقتصادية قادرة على دعم وتعزيز الاستقرار والاقتصاد خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هذا التمويل سيساهم في توفير فرص العمل للكثير من أصحاب المهارات والتخصصات المختلفة، وبالتالي الحد من البطالة والفقر في مختلف مدن ومناطق جمهورية إثيوبيا.
ويمول صندوق خليفة، الذي تأسس في 2007، مشاريع في أكثر من 22 دولة من المنطقة العربية وقارات آسيا وأفريقيا وأوروبا عبر برامج تمويلية رائدة.
ويرسّخ الدعم الإماراتي لإثيوبيا دورها التنموي في قارّة أفريقيا، وخصوصا منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية، التي تمثّل في المنظور الإماراتي أحد أحزمة الدفاع عن الأمن القومي العربي وحمايته.
وسبق للإمارات أن شاركت بفعالية في ترسيخ الاستقرار في القرن الأفريقي من خلال رعايتها، إلى جانب السعودية، اتفاق سلام أبرم منتصف 2018 بين إثيوبيا وجارتها إريتريا وطويت بفضله صفحة أطول نزاع في القارة الأفريقية.
ويهدف الدور الإماراتي في أفريقيا إلى بسط الاستقرار في دول القارّة الواقعة في الجوار العربي، ثم تثبيته بتنشيط عملية التنمية فيها، ليس فقط عن طريق بذل المساعدات لها، ولكن أيضا عن طريق الدخول في شراكات اقتصادية مربحة معها.
ودخلت دولة الإمارات إلى جانب السعودية منذ أكثر من عقد من الزمن إلى إثيوبيا في محاولات تحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة، وعززا استثماراتهما في البلد الأفريقي لقطع الطريق أمام نفوذ دول مثل إيران وقطر وتركيا.