أبوظبي تطلق أول سوق رقمية لتداول أرصدة الكربون

الإمارة تعقد شراكة مع أي.سي.إكس أند كيفين لتجارة الانبعاثات وتعويضها.
الأربعاء 2022/03/30
استثمارنا سيكون أفضل مع الطاقة النظيفة

سبقت أبوظبي جارتها السعودية في إطلاق أول سوق في المنطقة العربية لتجارة الكربون في خطوة يقول خبراء إنها تعكس إصرار حكومة الإمارة على وجه التحديد والإمارات عموما على تحقيق استراتيجيتها في خفض الانبعاثات الضارة من بوابة الاستثمار في هذا المجال.

أبوظبي - أعلن سوق أبوظبي العالمي الثلاثاء عن عقده شراكة مع سوق أير كربون (أي.سي.إكس) لإطلاق أول بورصة إلكترونية في العالم لتداول أرصدة الكربون مع غرفة للمقاصة خاصة بها.

وتتسلح حكومة أبوظبي والإمارات عموما كباقي دول الخليج باستراتيجية طويلة الأمد للطاقة النظيفة، وهي تبذل جهودا للسيطرة على الانبعاثات كسبيل لتعزيز الاقتصاد الدائري للكربون والذي سيسمح باستمرار إنتاج النفط والغاز.

وتتمتع الشركات والمؤسسات في الإمارات بمكانة تؤهلها لتوريد وشراء أرصدة الكربون المعتمدة عالية الجودة. ومن المتوقع أن تُمكن سوق تداول الكربون المستثمرين داخل البلد وفي المنطقة من تحقيق طموحاتهم لتقليل أو تحييد أثر نشاط أعمالهم على البيئة.

وستكون السوق المالية للكربون في أبوظبي الوجهة الأساسية للشركات والقطاعات المختلفة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون أو المساهمة في ذلك من خلال شراء أو بيع أرصدة تعويض الكربون المكافئ عالية الجودة والتي تم التحقق منها والموافقة عليها.

ووفقا للورقة الاستشارية التي تم نشرها مؤخرا، من المقرر أن تصبح بورصة أبوظبي أول سلطة قضائية على مستوى العالم تنظم أرصدة الكربون كسلع لتجارة البصمة الكربونية وتعويضات الانبعاثات وإصدار تراخيص التداول لتشغيل أسواق السلع فورية الدفع ومشتقات السلع.

أحمد الزعابي: الخطوة تدعم جهود الارتقاء بالبورصة كمركز مالي دولي

وسيتيح الإطار التنظيمي للشركات تداول وتمويل تجارة الكربون كما هو الحال مع تداول الأصول المالية التقليدية، وبالتالي زيادة نسبة المشاركة والاستثمار في برامج الحد من الكربون وتعويضه.

وبموجب التعاون ستقوم أي.سي.إكس بإنشاء هذه المنصة التي يتوقع إطلاقها بشكل رسمي في وقت لاحق هذا العام على أن تخضع لسوق أبوظبي العالمي أي قبل السعودية التي من المقرر أن تطلق بورصة لتداول ائتمان الكربون منتصف 2023.

وبصفتها شركة تداول منظمة، تهدف أي.سي.إكس إلى تقديم تداول فعّال للمشاركين والعملاء في السوق، وتخفيف مخاطر عمليات التسوية وتمكينهم من الحصول على خدمات التسعير بشفافية.

وبالإضافة إلى ذلك، تهدف أي.سي.إكس إلى إنشاء غرفة مقاصة منظمة خاصة بتداول الكربون، والتي ستعرف باسم “أي.سي.إكس كليرينغ كوربوريشن” لأغراض الحفظ والمقاصة والتسوية لسلعة الكربون ومشتقاتها.

وتنوي أي.سي.إكس مبدئيا الاعتماد على تقنية “دفتر الحسابات الموزع” إلى جانب الطريقة التقليدية لتداول السلع، لإنشاء أرصدة كربونية للتداول الفوري بترميز الأصول الافتراضية. وفي مرحلة مقبلة، تخطط لتقديم عقود أرصدة الكربون الآجلة كمشتقات سلع للتداول.

وسيتم حفظ كافة الرموز الرقمية لدى غرفة المقاصة وتسويتها باستخدام العقود الذكية للبلوكتشين التي ستقدم تسوية في الوقت الفعلي لجميع المعاملات الفورية.

ويقول المشرفون على العملية إنه فور تأسيس غرفة المقاصة من طرف بورصة أبوظبي ستلعب دورا حيويا في الأسواق والأدوات المالية الأخرى ومن بينها الأصول الافتراضية والتي تعد إضافة نوعية للمشاركين في النظام الحيوي النشط.

ولن يتم الاكتفاء بذلك فحسب، بل تنوي أي.سي.إكس توسيع نطاق عمل منصة التداول لتشمل منتجات الطاقة النظيفة بالإضافة إلى أرصدة الكربون.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى أحمد جاسم الزعابي رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي قوله إن “إطلاق البورصة الجديدة يعد إنجازا عالميا مهما يضاف إلى رصيد إنجازات أبوظبي”.

وأوضح أن هذه المبادرة تعزز التزام بورصة أبوظبي والتأكيد على جهودها المستمرة للارتقاء بمكانتها كمركز مالي دولي رائد ومحور عالمي المستوى لأسواق تداول السلع والكربون.

وأضاف “متحمسون للمشاركة مع أي.سي.إكس لتمكين وتسهيل تداول أرصدة الكربون عالية الجودة والتي ستسهم في تمكين الشركات من تحقيق أهدافها في تحقيق حياد الكربون”.

ويليام بازوس: المنطقة جزء من التوسع العالمي لأنشطة أي.سي.إكس

وشهدت أسواق الكربون نموا سريعا في السنوات الأخيرة في مختلف أنحاء العالم بمتوسط يبلغ 30 في المئة مما رفع قيمتها إلى أكثر من مليار دولار وفقا لبيانات نوفمبر 2021، ويتوقع أن تصل إلى 15 مليار دولار بحلول نهاية هذا العقد.

ويؤكد البنك الدولي أن تجارة الكربون رغم ما يكتنفها من غموض إلا أنها يمكن أن تخلق سوقا طوعية تقدر بنحو 100 مليار دولار سنويا. وقال إنه يتوقع أن تتفوق على تجارة النفط لتكون أكبر سوق في العالم.

وباعتبارها أول دولة بالمنطقة تعلن التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فإن منصة التداول الجديدة تعد امتدادا إضافيا لمساعي إمارة أبوظبي لدعم طموحات الاستدامة ويؤكد تركيز السوق المالية على تحقيق هذا الهدف.

وقال ويليام بازوس، العضو المنتدب والشريك المؤسس لشركة إي.سي.إكس أند كيفين إيواناجا، إن “سوق أبوظبي العالمي والمنطقة بوجه عام يعدان جزءا لا يتجزأ من التوسعات العالمية لأنشطة شركتنا”.

وأضاف بازوس الذي يدير العمليات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشركة أن “شراكتنا الأخيرة مع البورصة الألمانية، والتوسع في البرازيل وتطبيقنا الكامل للتبادل والمقاصة في سوق أبوظبي تأتي مكملا لتلك الأنشطة مجتمعة”.

وأكد أن شركته تريد تقديم سوق عالمية حقيقية من قلب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال العمل مع بورصة أبوظبي “ضمن نظامها الحيوي المتسم بالنشاط والتفكير المستقبلي”.

وتم تصنيف إي.سي.إكس خلال العام الماضي كأفضل منصة لتجارة الكربون ضمن تصنيفات السوق الطوعية لتداول الكربون للتمويل البيئي.

وفي يناير الماضي، دخلت إي.سي.إكس في شراكة مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لتعزيز تداول الكربون بواسطة وحدات خفض الانبعاثات المعتمدة ضمن اتفاقية الأمم المتحدة والتي تسمح للعملاء الذين يمثلون 30 دولة مختلفة بشراء وحدات خفض وإزالة الانبعاثات المعتمدة لأغراض تعويض الكربون.

وستكون المنصة هي ثاني سوق في العالم والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُدرج وحدات خفض الانبعاثات المعتمدة الموجودة في سجل آلية التنمية النظيفة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

11