أبوظبي تحتضن سباق الابتكار في الصناعات الدفاعية

تدشين مبادرات وعقد صفقات بقيمة 270 مليون دولار في افتتاح معرضي يومكس وسيمتكس 2024.
الأربعاء 2024/01/24
منصة رائدة لعرض أحدث الابتكارات

اتجهت أنظار خبراء العالم وقطاع الصناعات الدفاعية الثلاثاء، إلى أبوظبي التي تحتضن فعاليات الدورة السادسة لمعرضي الأنظمة غير المأهولة يومكس، والمحاكاة والتدريب سيمتكس 2024، واللذين يعتبران إحدى أبرز منصات الابتكار في منطقة الشرق الأوسط.

أبوظبي – انطلقت في أبوظبي فعاليات معرضي يومكس وسيمتكس 2024، واللذين باتا إحدى المنصات الرئيسية على مستوى العالم التي تحتضنها دولة الإمارات سنويا في قطاع الصناعات العسكرية.

وتنظم مجموعة أدنيك فعاليات المعرضين، اللذين يستمران على امتداد ثلاثة أيام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض والمؤتمر المصاحب لهما، بالتعاون مع وزارة الدفاع ومجموعة إيدج كشريك إستراتيجي.

ويجمع المعرضان صناع القرار وخبراء عسكريين وأصحاب شركات ومتخصصين لمناقشة أهم التحديات والآفاق المستقبلية لهذه الصناعة الآخذة بالنمو بشكل متسارع.

ويُنظر للدورة الجديدة على أنها لن تسهم في تعزيز الابتكار والتوسع الصناعي عبر ربط التقنيات الناشئة بالمستثمرين والخبراء فقط، بل تدعم النظام البيئي العالمي للأنظمة غير المأهولة، ما يعزز من فرص تبادل الأفكار والمعلومات والمهارات بين المشاركين.

مبارك الجابري: الدورة السادسة تعد الأضخم منذ إطلاق المعرضين في 2015
مبارك الجابري: الدورة السادسة تعد الأضخم منذ إطلاق المعرضين في 2015

ويؤكد مسؤولو الأجنحة المشاركة أن المعرضين يعتبران وجهة للكثير من الشركات العالمية لعرض أحدث ابتكاراتها في المجال الدفاعي، كما أنهما يعكسان اهتمام حكومة أبوظبي بهذا المجال الذي بلغ مراحل متطورة.

ولفتوا في تصريحات لوكالة الأنباء الإمارتية الرسمية، إلى أن المعرضين يوفران أيضا منصة للشركات المحلية والدولية لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.

وتوج اليوم الأول من المعرض، الذي شهد إطلاق خمس مبادرات جديدة تقام للمرة الأولى، تشمل منصة يومكس التجارية بمشاركة أكثر من 37 شركة عالمية ومحلية بعقد صفقات بقيمة مليار درهم (270 مليون دولار).

وتعتبر هذه الدورة الأكبر في تاريخ الحدثين منذ انطلاقتهما قبل تسع سنوات لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات في الأنظمة غير المأهولة والمحاكاة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات والاتجاهات المستقبلية في القطاعات المدنية والعسكرية والأمنية.

وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرضين اللواء الركن مبارك سعيد الجابري، عشية انطلاق فعاليات الحدثين إن “فعاليات معرضي يومكس وسيمتكس شهدت منذ انطلاقتها الأولى في عام 2015 تطورات نوعية على الصعد كافة”.

وأوضح أن ذلك يعود لمجموعة من العوامل أهمها الدعم الكبير واللامحدود من قبل السلطات الإمارتية، وللمكانة العالمية الرائدة للدولة، وشبكة علاقاتها التي أسهمت في تعزيز تنافسية المعرضين وقدرتهما على استقطاب كبرى الشركات العالمية المتخصصة.

وأكد الجابري أن الدورة السادسة تعتبر الأضخم في تاريخ المعرضين، مما يعكس الأهمية المتزايدة للأنظمة غير المأهولة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

كما أبرز مساهمة المعرضين في تعزيز عملية التنمية المستدامة لاقتصاديات الدول النامية من خلال القيمة المضافة التي تقدمها هذه الصناعات والابتكارات النوعية التي لم يعد دورها يقتصر على التطبيقات الدفاعية، لتشمل الاستخدامات التجارية والمدنية.

ويعكس حضور 214 من كبرى الشركات المحلية والعالمية المتخصصة، فضلا عن 7 أجنحة محلية في المعرضين التطور السريع، الذي شهدته الصناعات المحلية في العديد من المجالات التقنية التي أصبحت تنافس بشكل ملحوظ على المستويين الإقليمي والدولي.

214

شركة إماراتية وأجنبية تشارك في المعرضين، ما يعكس التطور السريع الذي شهده القطاع

وتمثل المشاركة نموا بمعدل نسبته 19 في المئة، فيما يستقطب المعرضان مشاركات من 35 دولة منها 11 دولة تشارك للمرة الأولى، من بينها السعودية وقطر، وهو ما يؤشر إلى أنهما أصبحا من أهم الفعاليات على الأجندة العالمية للمعارض المتخصصة.

ومن المقرر أن تشهد الدورة للمعرضين إقبالا استثنائيا من الموردين المحليين وقادة القطاع العالميين وكبريات الشركات العالمية في قطاع النظم غير المأهولة، مما يدل على دور الابتكار المتزايد في هذا القطاع سريع التطور والتغير.

وتجسد مشاركة الشركات الإماراتية في مقدمتها إيدج في هذه النسخة إمكانات البلد الخليجي كلاعب عالمي بارز على صعيد تصدير التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات، بما يعزز مسيرة الخمسين عاما المقبلة.

وتنكب الإمارات منذ عدة سنوات، أحد أكبر مشتري الأسلحة في العالم، على تطوير الصناعة العسكرية محليا من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الموجّهة عن بعد، لتقليل اعتمادها على الصادرات الباهظة، في منطقة غالبا ما تعصف بها الأزمات.

وكشفت إيدج، التي تعمل على تحفيز خبرات وتكنولوجيا الأنظمة المستقلة التي يتم تصميمها وتصنيعها في الإمارات لتلبية المتطلبات المتطورة لعملائها الدوليين في اليوم الأول للمعرضين، عن ثلاث مركبات جديدة ومبتكرة يتم التحكم فيها عن بعد.

وتم تصميم المنصات الحديثة خصّيصا لتتناسب مع العمل في بيئات متطلبة، وهي تُغطّي مجالات الاستخبارات التكتيكية والمراقبة والاستطلاع والدعم اللوجستي.

منى أحمد الجابر: الصناعات الدفاعية المحلية أثبتت كفاءتها وقدرتها التنافسية
منى أحمد الجابر: الصناعات الدفاعية المحلية أثبتت كفاءتها وقدرتها التنافسية

وقال منصور الملا العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لإيدج إن “يومكس يعد حدثا عالميا رائدا في الأنظمة غير المأهولة، ومنصة كي تعرض إيدج مجموعتها من الحلول المتقدمة والمستقلة التي يتم التحكم فيها عن بعد”.

وقدمت إيدج طائرة جي.واي 300 غير مأهولة منخفضة الصيانة وعالية الموثوقية وقادرة على نقل حمولة 300 كجم بتكلفة تشغيلية منخفضة.

وفي مجال الأنظمة البرية، عرضت بونكير برو، وهي عبارة عن مركبة غير مأهولة مجنزرة وعالية الأداء، وهي تنفذ عمليات مستقلة بالكامل مثل المراقبة عن بعد، والاستكشاف، والسير ضمن قافلة، وتحديد الأهداف، والدوريات الخارجية.

كما قدمت مركبة أم-بوغي غير مأهولة ومدولبة ومتعددة التضاريس، وهي تستخدم أحدث تقنيات التصوير والاستشعار لتوفير بيانات قابلة للتنفيذ للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

وتشكل مشاركة مجلس الإمارات للشركات الدفاعية من خلال جناح خاص نقطة مهمة لتوفير فرص تواصل بين الشركات المتخصصة محليا ودوليا، وتطوير قنوات تبادل الخبرات عبر تنسيق الحوارات المثمرة بما يدعم قطاع الصناعات المحلية في مجال الدفاع والأمن.

وقالت منى أحمد الجابر رئيسة مجلس إدارة المجلس إن “الصناعات الإماراتية الدفاعية والأمنية أثبتت كفاءتها وقدرتها التنافسية بفضل إستراتيجية الإمارات التي تضع الجودة والاستدامة والابتكار في أولويات مسيرة التنمية المستدامة”.

وأكدت مواصلة المجلس لدوره في إبراز أهمية الصناعات الدفاعية المحلية، ودعم الشركات الإماراتية بتأسيس قاعدة بيانات تُمكنها من تحقيق التواصل الفعال مع مختلف الأطراف ذات الصلة، بما يسهم في تطوير وتحقيق النمو المستدام لأعمالها.

وقبل يوم من انطلاق المعرضين، عقد مؤتمر مصاحب أقيم تحت شعار “الأنظمة غير المأهولة: الارتقاء إلى فضاءات جديدة للتقنيات الناشئة والتأثيرات غير المسبوقة”، تنظمه مجموعة أدنيك بالتعاون مع وزارة الدفاع وإيدج.

10