أبوظبي تحتضن الدورة الأولى من قمة اللغة العربية

الدورة التي تحمل شعار "اللغة وصناعة الهوية" تناقش آفاق تعزيز اللغة العربية ومكانتها في العوالم الجديدة.
الجمعة 2022/12/16
لغة عريقة تحتاج إلى نظرة مستقبلية (لوحة للفنان عقيل أحمد)

أبوظبي - تستضيف العاصمة الإماراتية الدورة الأولى من قمة اللغة العربية، التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي يومي العشرين والحادي والعشرين من ديسمبر الجاري في منارة السعديات أبوظبي بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين لمناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بواقع اللغة العربية.

وتناقش هذه الدورة التي تقام تحت شعار “اللغة وصناعة الهوية” آفاق تعزيز اللغة العربية ومكانتها في العوالم الجديدة عبر جلسات حوارية من خلال العديد من القضايا ذات الصلة، وتقدم المزيد من التجارب والرؤى والأطروحات المميزة التي تستشرف مستقبل اللغة في مجتمعاتها العربية وفي عوالمها الجديدة.

وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، “تشكل اللغة العربية ركيزة أساسية في بناء الأمة العربية ونهضتها، فهي المحور الأساس للهوية المجتمعية، والمنطلق الحقيقي للمعارف والخبرات، والآداب والفنون، لهذا حرصنا على تنظيم هذه القمة بعد نجاح الدورة الافتتاحية منها والتي عقدت على هامش معرض إكسبو 2020 دبي في ديسمبر الماضي لنتابع ما خرجنا به من نتائج، ونبقى مطلعين على قضايا لغتنا العربية، منطلقين من شعار يسعى لتعزيز مكونات هويتنا المتصلة باللغة، وأن نطرح المزيد من الحلول والرؤى التي تخدم ترسيخ حضورها كلغة تواصل حضاري مع مختلف شعوب العالم”.

القمة تبحث في واقع اللغة العربية وتحديات العصر مقدمة الحلول للارتقاء بمكانتها وإبقائها لغة العصر والحوار
القمة تبحث في واقع اللغة العربية وتحديات العصر مقدمة الحلول للارتقاء بمكانتها وإبقائها لغة العصر والحوار

من جانبه قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، “تطرح القمة هذا العام برنامجاً متكاملاً يسلط الضوء على أهم القضايا والجهود التي تخدم اللغة العربية وتعزز حضورها، كما تمهد القمة الطريق نحو تقديم المزيد من الحلول التي تسهم في الارتقاء بمكانة اللغة وإبقائها لغة العصر والحوار مع مختلف الشعوب والحضارات الأخرى.

وتتضمن القمة مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل المتخصصة التي تشارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين والمتخصصين العرب أبرزهم الناقد الأدبي والأكاديمي السعودي عبدالله الغذامي، الحاصل على جائزة شخصية العام الثقافية للدورة السادسة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، والذي تستضيفه الإعلامية الإماراتية سماح العبار في الجلسة الأولى التي تحمل عنوان “اللغة والهوية العربية” وتبحث في موضوع شعار القمة هذا العام، وتسلط الضوء على العلاقة بينهما وأهمية اللغة في تشكيل الهوية المجتمعية للمنطقة العربية ودورها باعتبارها حاضنة للكثير من المنجزات الحضارية.

كما تطرح القمة العديد من القضايا، إذ تستضيف في جلسة تحمل عنوان “صُناع الهويات في اللغات الأخرى” قامات أدبية وفكرية عربية وعالمية مثل: المفكر والروائي الفرنسي جيلبير سيونيه، والمفكر والشاعر السوري اللبناني أدونيس، والدكتور محسن جاسم الموسوي، أستاذ اللغة العربية والدراسات المقارنة بجامعة كولومبيا في نيويورك، الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة عشرة عن فئة “الثقافة العربية في اللغات الأخرى”.

وتناقش الجلسة التي يديرها الدكتور سليمان الهتلان تجارب الدبلوماسية الثقافية، وما يطلق عليه اصطلاحاً “دبلوماسية الشتات”، بينما تبحث جلسة “اللغة والهوية والدراما العربية” مع مجموعة من نجوم الدراما العربية، الاهتمام المتزايد باستكشاف آفاق إبداعية جديدة لحضور اللغة العربية في الفنون والدراما بشكل خاص باعتبارها الإنتاج الإبداعي الأكثر تأثيراً والأقرب إلى جمهور المنطقة العربية والعالم.

ويناقش مختصون “مستقبل اللغة العربية” من خلال الفنون والآداب والعلوم والتكنولوجيا، ويبحثون في مجموعة من القضايا أبرزها كيف يمكن للغة العربية أن تزدهر بازدهار آدابها وفنونها وعلومها؟ وما هو مستقبلها في عصر التكنولوجيا؟ وغير ذلك من المحاور.

كما تتطرق أعمال القمة، وضمن عنوان “استعراض تقرير حالة المناهج”، إلى رصد نتائج تقرير حالة المناهج الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية، والأبعاد الإيجابية التي خرج بها، وتحديات قطاع التعليم المسؤول عن بناء المجتمعات وتنمية مهارات أجيال المستقبل.

وتتواصل أعمال القمة بالبحث في “الخط العربي والأنماط الحداثية” التي تبين مكانة الخط العربي في ظل تجلياته التقليدية والحداثية العديدة في الفنون والعمارة، وتأثيره في التواصل الحضاري والإنساني.

◙ مختصون وناقشون "مستقبل اللغة العربية" من خلال الفنون والآداب والعلوم والتكنولوجيا ويبحثون كيف يمكن للغة العربية أن تزدهر بازدهار آدابها

وللشعر نصيب مما تطرحه القمة حيث سيبحر جمهور الحدث نحو آفاق القصيدة وعذوبة الكلمات من خلال أصبوحة شعرية تحلق في فضاءات الإبداع الشعري والإنتاج الجمالي للغة العربية، وتستحضر ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش “أنا لغتي.. أنا ما قالت الكلمات: كن”، مستضيفة الشعراء روضة الحاج من السودان، والشاعر العراقي علي جعفر العلاق، والشاعر التونسي مُنصف الوهايبي، وتدير الأصبوحة الشاعرة والإعلامية اللبنانية نادين الأسعد.

وفي جلسة بعنوان “اللغة العربية في عوالم جديدة” تبحث القمة في حضور اللغة العربية ضمن عوالم غير الناطقين بها، وتستضيف القمة في ختام أعمالها الفنانتين اللبنانية ولاء الجندي والسعودية أروى، ضمن جلسة تحمل عنوان “اللغة والموسيقى العربية” يحاورهما خلالها الفنان الإماراتي ياسر النيادي بشأن العلاقة الوثيقة التي تربط بين اللغة والموسيقى العربية وإرثها الحضاري العريق.

وستناقش القمة العديد من المحاور الأخرى أبرزها التوصيات الصادرة عن تقرير “حالة اللغة العربية ومستقبلها” الذي أصدرته الوزارة في ديسمبر من عام 2020 والذي يمثل إطاراً لترسيخ اللغة العربية لغةً للعلم والمعرفة والهوية، كما يشكل التقرير حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية وأهدافها وأولوياتها المرتبطة بمئوية دولة الإمارات.

13