أبوظبي تترقب ثاني أكبر إدراج في أسواق الشرق الأوسط

أدنوك تكشف عن أرباح قياسية لأعمال الغاز قبيل الطرح الأولي.
الخميس 2023/02/02
في انتظار الحدث الأهم في سوق أبوظبي

يتابع المحللون باهتمام تعزيز بورصة أبوظبي من مكانتها كأحد أفضل أسواق الشرق الأوسط عندما تستقبل ثاني أكبر إدراج تشهده المنطقة منذ الطرح القياسي لعملاق النفط السعودي أرامكو، في خطوة يُرجح أن تسهم في نمو الاكتتابات بالخليج خلال 2023.

أبوظبي - بدأت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في إجراءات الطرح العام الأولي لأعمالها في قطاع الغاز، والذي من المتوقع أن يكون من أكبر الاكتتابات هذا العام بالخليج العربي والشرق الأوسط.

وكشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ، لم تكشف هويتها، الأربعاء أن الإدراج المزمع لشركة أدنوك للغاز، التي بدأت أعمالها رسميا مطلع العام الجاري، قد يكون في أقرب وقت خلال هذا الشهر.

وهذا التوقيت أقرب بكثير من توقعات مصادر رويترز، التي قالت الثلاثاء الماضي إنه سيتم خلال الربع الأول لعام 2023 قبل تباطؤ نشاط السوق خلال شهر رمضان الذي سيبدأ نهاية مارس.

وأعلنت الشركة الحكومية العملاقة في نوفمبر الماضي خلال اجتماع مجلس إدارتها، الذي يرأسه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، دمج ذراعها لمعالجة الغاز ووحدتها للغاز الطبيعي المسال في كيان واحد سيتم إدراجه.

أدنوك للغاز من أكبر كيانات معالجة الغاز في العالم بسعة 10 مليارات قدم مكعبة يوميا
أدنوك للغاز من أكبر كيانات معالجة الغاز في العالم بسعة 10 مليارات قدم مكعبة يوميا

وأكدت مصادر بلومبرغ أنه لا يزال من غير الواضح حجم الحصة، التي تنوي أدنوك طرحها، في ما يمكن أن يكون واحدا من أكبر الإدراجات العامة الأولية في دولة الإمارات.

وكشف مصدران لرويترز قبل يومين أن تبكير الإطار الزمني المقرر للاكتتاب المزمع قاد غولدمان ساكس وبنك أوف أميركا للتخلي عن دوريهما كمديرين مشتركين للطرح وأنه جرى تكليف بنك أتش.أس.بي.سي للعمل مع بنك أبوظبي الأول لترتيبه.

وتستهدف أدنوك تقييما لا يقل عن 50 مليار دولار لأعمالها للغاز التي من المقرر طرحها هذا الربع مما يمهد الطريق لواحدة من أكثر عمليات الإدراج ترقبا هذا العام.

وهذا التقييم سيجعلها تأتي خلف شركة النفط السعودية أرامكو، التي وصل تقييمها عندما طرحت أسهمها في بورصة تداول في مطلع نوفمبر 2019 بنحو تريليون دولار.

وحتى الآن، لا يزال طرح هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) الثاني في الشرق الأوسط بعد إدراج أرامكو، بعدما وصلت قيمتها مع اكتتاب أسهمها في أبريل الماضي، إلى 33.8 مليار دولار، ما جعلها أكبر شركة في بورصة دبي.

وعموما، إذا ما جاء تقييم أدنوك للغاز عند المبلغ المستهدف فما فوق، فإنه سيجعلها تقارن مع مجموعة الطاقة الإيطالية إيني وفاليرو إنرجي الأميركية للتكرير وأوكسيدنتال بتروليوم الأميركية لإنتاج النفط.

وتأتي ترتيبات إدراج أدنوك للغاز مع تحقيقها لأرباح قياسية، والتي من المتوقع أن تساعد في استقطاب مستثمرين إلى الطرح المرتقب كونها شركة تحقق العوائد والأرباح.

وكشفت مصادر بلومبرغ أن الذراعين حققا معا أرباحا معدلة قبل الضرائب ومدفوعات الفائدة بقيمة 8.7 مليار دولار في العام المنتهي في أكتوبر الماضي. وأكدت أن إيرادات العام المالي الماضي للوحدتين بلغت أقل بقليل من 25 مليار دولار.

وعادة ما يتم تقييم الشركات عبر الأرباح قبل خصم الضرائب ومدفوعات الفوائد، ومع ذلك، من المرجح أيضا أن يأخذ المستثمرون في الاعتبار أرقام السنوات السابقة، عندما كان الدخل أقل، كما سيضعون في حسبانهم انخفاض أسعار الغاز في 2023.

50

مليار دولار التقييم الذي تستهدفه أدنوك قبل إدراج وحدتها للغاز ببورصة أبوظبي

وتعد أدنوك للغاز واحدة من أكبر كيانات معالجة الغاز في العالم، بسعة 10 مليارات قدم مكعبة يوميا عبر ثمانية مواقع برية وبحرية وشبكة خطوط أنابيب تمتد لأكثر من 3250 كيلومترا.

ومن المرتقب أن يقود هذا المسعى دولة الإمارات لزيادة إنتاج وتجارة الغاز الطبيعي، حيث تقوم ببناء مرفق إنتاج في مدينة الفجيرة لتضاعف طاقتها ثلاث مرات لتصل إلى نحو 15 مليون طن سنويا، مما قد يجعلها واحدة من أكبر عشرة مصدرين للوقود في العالم.

وتعمل الشركة على زيادة تركيزها على سوق الغاز في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا لإيجاد بدائل لكل واردات الطاقة الروسية بحلول منتصف عام 2024 بعد الخفض التدريجي للإمدادات إثر فرض عقوبات غربية على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.

ويقود الرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان الجابر جهود المجموعة للتوسع في أنواع الوقود الجديدة منخفضة الكربون مثل الهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي المسال والمواد الكيميائية.

وفي أواخر نوفمبر الماضي كشفت الشركة عن تفاصيل خطتها لزيادة حصتها العالمية من إنتاج الغاز والنفط قبل الموعد الذي استهدفته في السابق في سياق أسواق تتسم بالضبابية وتحتاج إلى المزيد من الإمدادات خلال الفترة المقبلة.

وبحسب التقديرات الرسمية، ارتفعت احتياطيات الإمارات من الموارد الهيدروكربونية في 2022 بواقع ملياري برميل نفط، لتصل إلى 113 مليار برميل، وتريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز لتصل إلى 290 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي.

Thumbnail

وأطلقت أدنوك إستراتيجية تحول طموحة قبل أكثر من أربع سنوات، تضمنت تسييل أصول في إطار خطط أبوظبي لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمار الأجنبي.

وعلى مدار العامين الماضيين أدرجت أدنوك شركة بروج للبتروكيمياويات، وفرتيجلوب للأسمدة ومنتجات الأمونيا الصديقة للبيئة، وأدنوك للحفر. كما تعمل على الإعداد لطرح عام أولي لوحدتها للإمداد والخدمات.

وتبيع دول الخليج العربي الغنية بالطاقة الأصول لتنويع اقتصاداتها وفتح أسواق الأوراق المالية بشكل أكبر أمام المستثمرين الأجانب.

كما ساعد ارتفاع أسعار الطاقة، المنطقة وخاصة دولة الإمارات والسعودية على التفوق مقارنة بتراجع الاكتتابات العامة على الصعيد العالمي العام الماضي، ومن المتوقع إدراج المزيد من الشركات في الأشهر المقبلة.

وجمعت شركات من الشرق الأوسط نحو 21.9 مليار دولار من خلال الاكتتابات العامة بالمنطقة خلال العام الماضي، تعادل أكثر من نصف الإجمالي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وفقا لبيانات ديلوجيك.

10