أبناء الأثرياء يدينون بنجاحهم المالي المستقبلي لأسرهم أكثر من قدراتهم الذاتية

واشنطن - يعيش أبناء الأثرياء حياة الرفاهية إلى أقصى الحدود ويشاركون حياتهم اليومية بشكل مثير على مواقع التواصل الاجتماعي. وكقاعدة عامة توصلت دراسة إلى أن أبناء الأثرياء يكبرون ليصبحوا أغنياء، فهل للجينات دور في ذلك أم أن الآباء الأثرياء يبذلون جهودا أكثر في تعليم أبنائهم ويساعدونهم في العثور على وظائف جيدة الأجر؟
توصلت دراسة أنجزها باحثون من جامعة تكساس في أوستن وكلية دبلن الجامعية وجامعة لوند في السويد شملت أطفالا لديهم آباء فقراء وآباء أغنياء، إلى أن الأطفال الذين نشأوا في أسر ميسورة يدينون بنجاحهم المالي المستقبلي للأسرة التي ولدوا فيها أكثر من قدراتهم الفطرية.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الأغنياء يميلون إلى أن يكبروا ليصبحوا أغنياء، وأشارت إلى أن نقل العائلات الفقيرة إلى أحياء أفضل يزيد كثيرا من احتمالية أن يفلت أطفالها من قبضة الفقر عندما يكبرون.
وقال الباحثون “ربما ينشأ الأطفال أثرياء لكونهم ورثوا جينيا مهارات وتفضيلات خاصة كالميل إلى ادخار الأموال، أو ربما يعود الأمر في جله إلى أن الآباء الأغنياء يستثمرون أكثر في دراسة أبنائهم ويساعدونهم أيضا في تحصيل الوظائف مجزية الدخل”.
وراقب الباحثون القيمة الصافية التي يتمتع بها البالغون من الأطفال بالتبني في السويد، والذين ولدوا في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، ومن ثم قارنوها بأرقام القيمة الصافية لكل من آبائهم البيولوجيين وآبائهم بالتبني.
70
في المئة من الورثة الأغنياء ينفقون أموالا ورثوها وغير قادرين على الاحتفاظ بما ترك لهم والديهم
ووجدوا أن البيئة سادت عوامل الثروة، مؤكدين أنه بالنسبة إلى الأطفال الذين تربوا على يد والديهم البيولوجيين، كان الارتباط بين ثروتهم وثروة آبائهم قويا في نهاية المطاف.
كما أعلنوا أن الأطفال الذين تربوا على الثروة يستمتعون بنجاحات مالية مستقبلية أكثر لارتباطهم بالأسر التي نشأوا فيها، مقارنة بالأطفال الذين ورثوا القدرات التي ملكها آباؤهم.
وقال الباحثون إن النجاح المالي لا علاقة له تقريبا بتعليم الأبناء كيفية شراء الأسهم وبيعها بشكل مربح، أو تزويدهم بجهات اتصال مهنية بارزة، أو حتى بدفع رسوما ضخمة لإرسالهم إلى مدارس خاصة. وقد يتمثل العامل الأكبر في إذا ما كان الأبناء طوروا ميلا إلى ادخار الأموال أم لا. أو ربما تكون المسألة أكثر بساطة فالآباء الأغنياء يغدقون المزيد من الأموال على أبنائهم ويطورون مهارة التعامل مع المال لديهم.
وخلص الخبراء إلى أن أبناء الأغنياء مهيأون للنجاح في الحياة العملية بعد الحصول على التعليم في أفضل الجامعات، في حين أن أبناء الفقراء مهيأون للقبول بالدرجة الدنيا من السلم الاجتماعي وليست أمامهم فرص كبيرة للتقدم.
وأشاروا إلى أن الآباء الأثرياء لا يشددون كثيرا على نيل الشهادات الأكاديمية، فهم يهتمون أكثر بقدرة أبنائهم على إدارة شركة العائلة بعد وفاتهم، وفي المقابل يعلم الآباء الفقراء أبناءهم أن النجاح يمر فقط عبر المذاكرة والنجاح كي يجدوا الوظيفة المناسبة، لافتين إلى أن هذه النصيحة “أفرزت جيشا من العاطلين. وفي مقابل ذلك تعلم أبناء الأثرياء القفز مبكرا إلى رأس الهرم وتوظيف أبناء الفقراء لزيادة ثروتهم”.
ويشار إلى أن دراسة روسية سابقة شملت عائلات تزيد ثروتها عن 3 ملايين دولار، كشفت أن أطفال الأثرياء غير قادرين على الاحتفاظ بثروة والديهم.
وأكدت أن 70 في المئة من الورثة الأغنياء ينفقون أموالا ورثوها. وأشارت الدراسة التي أجرتها منظمة “ويليامس غروب” إلى فترة متوسطة يحتاج إليها طفل مليونير لإفلاس والده إذا أتيحت له الفرصة، وهي 3 أسابيع تقريبا.