أبل وألفابت وأمازون تلتحق بركب المتضررين من ركود الطلبيات

نيويورك - انضمت شركات أبل وألفابت وأمازون إلى طابور المتعثرين في سوق التكنولوجيا، بما فيها مايكروسوفت وميتا، بعدما أعلنت عن نتائج مخيبة للآمال من حيث الإيرادات والأرباح بنهاية العام الماضي.
وأظهرت إحصائيات أعمال هذه الشركات أن التباطؤ الاقتصادي يحد من الطلب على كل شيء من الإلكترونيات والتجارة الإلكترونية إلى الحوسبة السحابية والإعلانات الرقمية.
وتراجعت مبيعات شركة أبل أكثر مما توقعه المحللون خلال ربع العام، حيث انتقدتها عمليات الشراء البطيئة لأجهزة آيفون وماك.
وتمثل مبيعات أبل البالغة نحو 117 مليار دولار للفترة من أكتوبر إلى ديسمبر الماضيين انخفاضا بنسبة 5 في المئة بمقارنة سنوية، وهو تراجع أعمق مما توقعه المحللون.
ويشكل هذا أول انخفاض سنوي للشركة في الإيرادات الربعية منذ الربع الأول لعام 2019 عندما تراجعت المبيعات أيضا بنسبة 5 في المئة وسط تباطؤ الطلب على آيفون وتداعيات الحرب التجارية مع الصين التي شنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وتآكلت أرباح أبل أيضا خلال الربع الماضي، رغم أنها ظلت ركيزة الازدهار. وبلغ إجمالي الأرباح 30 مليار دولار، أو 1.88 دولار للسهم، بانخفاض قدره 13 في المئة بمقارنة سنوية.
وفشلت هذه النتائج أيضا في تحقيق هدف 1.94 دولار للسهم حدده محللون استطلعت آراءهم شركة فاكتسيت للأبحاث.
وكتب هارميت سينغ واليا كبير محللي كونتربوينت للأبحاث في تقرير عن أبل يقول إن “حرب أوكرانيا والضغوط التضخمية وعدم اليقين الاقتصادي أدت إلى إبقاء معنويات المستهلك ضعيفة في 2022، بينما قلل مستخدمو الهواتف الذكية من وتيرة عمليات الشراء”.
وكان جزء من ضعف أبل في الربع الأخير ناتجا عن قيود سلسلة التوريد، لاسيما في الصين، حيث أعاقت عمليات الإغلاق الإنتاج مع إبعاد المستهلكين عن المتاجر.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين أن تخفيف قواعد كوفيد في الصين أحد أكبر أسواق أبل يساعد في تحسين نظرته المستقبلية.
وقال “عندما نظرنا إلى الافتتاح الذي بدأ في ديسمبر، لاحظنا تغيرا ملحوظا في حركة المرور في متاجرنا مقارنة بشهر نوفمبر وتبع ذلك أيضا الطلب”. وأضاف “إن الإنتاج عاد الآن إلى حيث نريده”.
ولم تكن أمازون بمنأى عن الأوضاع العالمية، فقد تقلصت إيراداتها بسبب ضعف طلب المستهلكين على المنتجات المباعة عبر الإنترنت وتباطؤ النمو في الأعمال التجارية التي كانت مزدهرة في السابق والتي توفر قوة الحوسبة عن بُعد للشركات.

وربح عملاق التجارة الإلكترونية 300 مليون دولار، أو 3 سنتات للسهم الواحد، في الربع الماضي. وكان محللو الصناعة يتوقعون أن تكسب الشركة 17 سنتا للسهم.
وقالت أمازون إن صافي أرباحها تضاءل بسبب شطب 2.3 مليار دولار من قيمة استثمارها بالأسهم في شركة السيارات الكهربائية الناشئة ريفيان.
وتمثل أرباح الربع الأخير انخفاضا كبيرا من 14.3 مليار دولار التي حققتها خلال نفس الفترة من عام 2021، عندما حققت الشركة مكاسب تقارب 12 مليار دولار من استثمارها في ريفيان.
وركز آندي جاسي الرئيس التنفيذي لأمازون على جهود الشركة لخفض التكاليف، مما عكس الارتفاع الهائل في التوظيف والإنفاق الناجم عن الطفرة في التجارة الرقمية التي صاحبت الوباء. وقال للمحللين في مكالمة هاتفية “الأولوية الأولى هي تقليل التكاليف”.
أما ألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، فسجلت انخفاضا في الأرباح وزيادة طفيفة في الإيرادات للربع الرابع من العام الماضي، حيث أثر تراجع الإنفاق الإعلاني عبر الإنترنت والمنافسة من المنافسين على شركة البحث العملاقة.
وبينما نما إجمالي الإيرادات، انخفضت عائدات الإعلانات بواقع 4 في المئة وانخفضت عوائد يوتيوب بنسبة 8 في المئة على أساس سنوي. وبدا أن ذلك أثار مخاوف المستثمرين، الذين دفعوا أسهم الشركة إلى الانخفاض في فترة التداول بعد الإقفال.

وربحت الشركة 13.6 مليار دولار، ما يمثل انخفاضا بنسبة 34 في المئة من 20.64 مليار دولار على أساس سنوي، لكن اللافت أن العوائد زادت بواحد في المئة لتتخطى 76 مليار دولار بقليل.
وكان المحللون يتوقعون أن تجني ألفابت أرباحا بقيمة 1.18 دولارا للسهم الواحد بإيرادات تبلغ 76.2 مليار دولار.
وأكد مانديب سينغ رئيس التكنولوجيا في بلومبرغ إنتليجنس أن الضعف الاقتصادي أثر على طلب الأعمال على الإعلانات والحوسبة السحابية.
ونسبت وكالة أسوشيتد برس إلى سينغ قوله “كان الاقتصاد الراكد أكثر وضوحا في ألفابت حيث طلبوا من المعلنين التراجع”، مرددا ما قاله بائعو الإعلانات الآخرون. وأضاف أن “استهلاك السحابة آخذ في الانخفاض رغم أن معدلات النمو لا تزال أعلى”.
ولتجاوز هذه العثرة، يركز الرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي على الاعتماد بشدة على الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحسين نتائج البحث والمنتجات الأخرى.
وبدءا من هذا العام، سيتم تضمين ديب مايند، وهو قسم يركز على أبحاث الذكاء الاصطناعي، في تكاليف الشركة وسيوضح طرق دمج التكنولوجيا في أعمال جديدة بدلا من قسم “الرهانات الأخرى”.
وقال بيتشاي في بيان الخميس الماضي “أنا متحمس للقفزات التي يقودها الذكاء الاصطناعي والتي على وشك الكشف عنها في البحث وما وراءه”.