أبل في معركة مع فيسبوك على حماية البيانات

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) – عرضت شركة أبل خارطة الطريق للسنة القادمة، إلى جانب إعلانها عن أحدث نسخ من منصاتها البرمجية للأجهزة، بحيث تحصل الهواتف على تحسينات في الأداء وخدمات تهدف إلى مساعدة الأشخاص على مكافحة إدمان الاستخدام.
وجاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها السنوي للمطورين المنعقد حاليا في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية.
ولم يدخر تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، جهدا لإبراز سوء تصرف عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك في ما يتعلق ببيانات مستخدميها منذ ظهور فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا، ويبدو أن الوقت قد حان لاتخاذ شركة أبل خطوات خاصة بها من أجل التشويش على أدوات تتبع الويب لمواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق حظرها من متصفح سفاري، وبعبارة أخرى، يبدو أن الحرب الكلامية بين فيسبوك وأبل قد أصبحت فعلية وفق ما ذكر موقع البوابة العربية للأخبار التقنية.
وقالت أبل في بيان “ضمن متصفح سفاري، تساعد ميزة منع التعقب الذكية المحسنة على حجب أزرار الإعجاب أو المشاركة وعناصر التعليق ضمن وسائل التواصل الاجتماعي من تعقب المستخدمين دون إذن، بحيث لن يمنعك هذا الإجراء من القدرة على استخدام أزرار الإعجاب والمشاركة أو كتابة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنه يتطلب منك اتخاذ خطوة إضافية لتأكيد رغبتك في مشاركة بياناتك عبر نافذة منبثقة تحذر من هذا الأمر”.
وفي حال عدم موافقة المستخدم على مشاركة البيانات، فلن تتمكن منصة فيسبوك من تتبع بيانات المستخدم على الإطلاق، وهو أمر مهم بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون حسابا على فيسبوك ولكن لا يزال من الممكن تتبع بياناتهم من قبل الشبكة الاجتماعية، كما عرضت الشركة تطبيق “سكرين تايم” الجديد، والذي يهدف إلى مساعدة المستخدمين على تقليص استخدامهم للأجهزة، مع عرضها إنستغرام وفيسبوك كحالات اختبار.
وتعد هذه خطوة كبيرة من جانب أبل، وتأتي بعد تعليقات تيم كوك بأن بيانات المستهلكين والخصوصية هي حق مدني وحق من حقوق الإنسان، حيث أجاب كوك عن كيفية تعامله في حال تعرض لفضيحة مماثلة لفضيحة بيانات فيسبوك خلال مقابلة مع “إم إس إن بي سي”، بأنه لن يكون في هذا الموقف.
وكان كوك قد أعرب في وقت سابق عن قدرة شركة أبل على تحويل بيانات المستخدمين بسهولة إلى مبالغ مالية ضخمة، ولكنها اختارت الاعتماد على أسس أخلاقية.
كما عرضت أبل نظاما جديدا يزيد من صعوبة جمع معلومات حول المستخدمين أثناء تصفحهم عبر الويب، مما يجعلها لا تكتفي بشبكات التواصل الاجتماعي، بل تعمل أيضا على زيادة صعوبة تتبع شبكات المعلنين للمستخدمين استنادا إلى أنواع الأجهزة والمكونات الإضافية القديمة التي يستخدمونها.
وكانت شركة أبل قد أضافت في وقت سابق من هذا العام لوحة خصوصية جديدة لأنظمة التشغيل الخاصة بها.
ويكمن الخلاف بين الشركتين حول طريقة جلب الأموال، إذ تعتمد فيسبوك على الإعلانات المستهدفة المعتمدة على معلومات تفصيلية حول المستخدمين، في حين تعتمد أبل على بيع منتجات الأجهزة.