أبل تلوح بالكشف عن خدمة تلفزيونية مفاجئة في 25 مارس

كثّفت شركة أبل الأميركية عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية من جهودها لتنويع أنشطتها وخدماتها بالإعلان عن مفاجأة قريبة باقتحام سوق الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، في خطوة طموحة لمنافسة نتفليكس وبرايم فيديو التابعة لأمازون، وزيادة حصتها في سوق الهواتف الذكية.
كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - لوّحت شركة أبل الأميركية بالكشف عن خدمة تلفزيونية مفاجئة خلال مؤتمر خاص تنظمه نهاية الشهر الجاري.
ودعت أبل وسائل الإعلام إلى مناسبة ستقيمها في 25 مارس الجاري على مسرح ستيف جوبز في مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، حيث من المتوقع أن تدشّن خدمة جديدة للتلفزيون والفيديو.
وكانت مصادر قالت لوكالة رويترز في وقت سابق إن الشركة تهدف إلى تدشين خدمة بث تلفزيوني في شهر أبريل المقبل، ستشمل على الأرجح خدمة اشتراكات تلفزيونية.
وغالبا ما تدشّن أبل المنتجات والخدمات في الأسابيع اللاحقة للمناسبات التي تقيمها لتضفي المزيد من التشويق لجمهورها العريض حول العالم.
وفي الدعوة التي وجهتها الشركة في وقت مبكر أمس، لم تحدد أبل محور المناسبة واكتفت بسطر واحد تقول فيه “حان وقت العرض”.
ولطالما ألمحت الشركة التي تواجه منافسة شرسة مع سامسونغ الكورية الجنوبية وهواوي الصينية إلى اعتزامها تقديم خدمة فيديو، وأنفقت ملياري دولار في هوليوود لإنتاج محتوى خاص بها ووقعت عقودا مع نجوم كبار مثل أوبرا وينفري.
ولإنجاز مشروعها الجديد، قامت أبل بالتعاقد مع عدد من المواقع العالمية ودور السينما وأستوديوهات الأفلام والشبكات التلفزيونية.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز في وقت سابق، إن الخدمة قد تعيد بيع اشتراكات من سي.بي.أس كورب وفياكوم وستارز التابعة للايونز جيت إنترتينمنت وغيرها، إلى جانب محتوى أبل الأصلي.
الشركة الأميركية تحاول منافسة خدمات نتفليكس وبرايم التابعة لأمازون عبر تقديم المحتوى لمستخدمي أجهزتها
ومن المتوقع تدشين الخدمة التلفزيونية على مستوى العالم، في خطوة طموحة لمنافسة خدمات نتفليكس وبرايم فيديو التابعة لأمازون.كوم من خلال تقديم محتوى أصلي جديد خاص بالشركة لأصحاب أجهزة أبل.
ومن المرجح أن يتم توزيع الخدمة عبر متجر تطبيقات أبل، المتاح حاليا في أكثر من 100 دولة. وستأتي الخدمة مع نظام قنوات يسمح للمستخدمين بالاشتراك في المنصات مثل أتش.بي.أو عبر اشتراك إضافي.
ويمكن أن يتضمن حدث خدمات أبل بعض العتاد الجديد، حيث من المحتمل أن تطلق الشركة أجهزة أيربودز الجديدة وشاحن أير باور اللاسلكي الذي طال انتظاره وتم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2017.
وصارت المبيعات المحتملة من الخدمة التلفزيونية محط اهتمام المستثمرين بعد أن أعلنت أبل في يناير الماضي، عن أول انخفاض على الإطلاق في مبيعات آيفون خلال فترة التسوق المهمة بموسم العطلات.
وقالت الشركة في وقت سابق إنها ستخفض أسعار آيفون في بعض الأسواق بما يتماشى مع أسعار صرف العملات الأجنبية.
وتجري أبل مباحثات أيضا مع أتش.بي.أو، وهي جزء من وارنر ميديا المملوكة لأي.تي آند تي، كي تشارك في الخدمة، وقد يتم ذلك بحلول وقت التدشين.
ويعكف عملاق صناعة الأجهزة الإلكترونية على تطوير جهاز تلفزيون أبل ذكي، والذي سيوفر للمستخدم إمكانية الوصول إلى مواقع الأفلام على الإنترنت.
ويمكن لتلفزيون أبل وصله مع مختلف أنواع الشاشات والتلفزيونات العادية والذكية عبر منافذ يو.أس.بي وأتش.دي.أم.آي.
وذكر موقع “بوز فييد” الأميركي في تقرير منتصف الشهر الماضي أن أبل ستطلق إلى الجانب الخدمة التلفزيونية، خدمة لقراءة الأخبار التي تنشرها أهم المواقع والصحف الإخبارية العالمية، وسيكلف الاشتراك فيها 10 دولارات في الشهر.
واستحوذت الشركة العام الماضي على خدمة اشتراك مخصصة للمجلات معروفة باسم تكستور، والتي من المفترض أن يتم دمجها في تطبيق أبل نيوز على شكل إضافة مقابل رسوم لمحتوى التطبيق الحالي.
وأشار تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أبل كانت تواجه مشاكل في المفاوضات، حيث تطالب بنسبة تبلغ 50 بالمئة من عائدات الخدمة.
ومن الواضح أن المسؤولين في أبل لا يفكرون فقط في اقتحام مجال الفيديوهات، ولكن يبدو تركيزهم منصبا أيضا على جبهة الأجهزة حيث تقوم الشركة بتطوير جيل جديد من السماعات الذكية الخاصة بها “أبل بودز″، وجهاز الشحن اللاسلكي “أير باور”.
أبل تنوي الكشف أيضا عن خدمة جديدة، ألا وهي تطبيق أبل نيوز لعرض الأخبار على أجهزتها بطريقة جديدة مبتكرة
وعمّقت توقعات أبل المتشائمة، التي ترجح استمرار انحدار مبيعات هواتف آيفون الذكية، المخاوف بشأن مستقبل الشركة، التي كانت حتى أكتوبر الماضي زعيما بلا منازع لثورة قطاع التكنولوجيا.
ويخشى محللون من ألا يكون ذلك التراجع مجرد عملية تصحيح مؤقتة بعد المكاسب الغائبة في السنوات الماضية وأن يكون ذلك بداية عهد جديد يتسم بتزايد الصراعات التجارية وتشديد الحكومات للإجراءات الضريبية التي تطارد عوائد شركات التكنولوجيا العابرة للحدود.
وبلغت أبل ذروتها القصوى في سبتمبر الماضي حين بلغت قيمتها السوقية 1.1 تريليون دولار بعد شهرين من دخولها منفردة نادي التريليون دولار. وتقل قيمتها في يناير الماضي بنحو 240 مليار دولار عن تلك المستويات.
وتتعرض الشركة، التي سجلت نموا في الصين رغم عدم هيمنتها، إلى ضغوط ناجمة عن حرب الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، وتفاقمت حدتها جراء توقيف المديرة المالية لشركة هواوي الصينية في كندا بطلب من الولايات المتحدة.