أبل تطرق باب نادي الثلاثة تريليونات دولار

عملاق الإلكترونيات الأميركي يعمل على تصدر عالم الأعمال في قطاع التكنولوجيا.
الجمعة 2023/06/30
إنه أداء يفوق التوقعات. أليس كذلك؟

نيويورك - كشف اقتراب عملاق الإلكترونيات الأميركي أبل من طرق باب نادي الثلاثة تريليونات دولار للمرة الثانية في غضون أقل من عامين، كأول كيان في العالم تصل قيمته إلى هذا المستوى، أن مسؤولي الشركة لم يتركوا أي شيء للصدفة في سعيهم لتحقيق مبتغاهم.

وتعمل أبل تحت قيادة تيم كوك من أجل تصدر عالم الأعمال في قطاع التكنولوجيا رغم العديد من المطبات التي واجهتها في السوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وحومت مصنعة هواتف آيفون قرب ذلك الحاجز القياسي، الذي لم تسبقها إليه أي شركة من الشركات العملاقة هذا الأسبوع في أعقاب أداء اعتبره خبراء مذهلا على مدى العقد الماضي وهو ما جعلها أكثر شركات العالم قيمة.

توماس مارتن: لم يكن هناك ما يدعم الأسهم لكن الدعم جاء من السوق
توماس مارتن: لم يكن هناك ما يدعم الأسهم لكن الدعم جاء من السوق

وقفز سهم أبل إلى مستوى قياسي عند الإغلاق في بورصة نيويورك الأربعاء الماضي، وكان على أعتاب 3 تريليونات دولار من القيمة، وهو تقريبا المستوى ذاته الذي وصلت إليه في منتصف ديسمبر 2021.

وارتفع سهم صانع أشهر جهاز هاتف ذكي لينهي تعاملات ذلك اليوم عند 189.25 دولارًا ، مما جعل قيمة الشركة أبل تبلغ 2.98 تريليون دولار، وفقًا لبيانات ريفينتيف، وكان هذا هو الإغلاق القياسي الثاني على التوالي لأسهم شركة أبل.

وبلغ سهم الشركة ذروته لفترة وجيزة فوق الثلاثة تريليونات دولار في التداول اليومي في الثالث من يناير العام الماضي قبل إغلاق الجلسة تحت هذا المستوى بقليل.

وتأتي المكاسب الأخيرة في أسهم الشركة الأكثر قيمة في العالم عقب الانتعاش القوي هذا العام من العديد من الشركات ذات الثقل التكنولوجي في وول ستريت بعد أشهر من التعثر بسبب منغصات الحرب في شرق أوروبا.

ويؤكد محللون أن تحقيق تلك المكاسب غذته الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) يقترب من نهاية حملته لرفع أسعار الفائدة، والتفاؤل بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي.

ونقلت رويترز عن توماس مارتن مدير المحفظة الأول في شركة غلوبالت إنفيستمينتس قوله “لم تكن هناك بالفعل أي معلومات جديدة بشكل أساسي من شأنها أن تكون داعمة لحركة الأسهم”. وأضاف “ما تبقى لك هو السوق نفسها”.

وقفزت قيمة شركة أبل بنسبة 46 في المئة في عام 2023، في حين ارتفعت قيمة نيفيديا بنسبة 185 في المئة، مما يجعلها أول صانع شرائح تبلغ قيمته أكثر من تريليون دولار.

وتضاعفت قيمة شركات أخرى مثل تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية ومجموعة ميتا، كما أضافت ماكيروسوفت 40 في المئة إلى قيمتها في السوق.

وإلى جانب أبل يضم نادي الشركات ذات رأس المال الأكثر من تريليون دولار ست عضوات من قطاع التكنولوجيا، هي مايكروسوفت وفيسبوك وأمازون وألفابيت الشركة الأم لغوغل ونفيديا، فضلا عن أرامكو السعودية، التي تقدر قيمتها بتريليوني دولار.

ويتبع نهج أبل تجاه إنجازها البالغ 3 تريليونات دولار إطلاق سماعة الواقع المعزز باهظة الثمن في الخامس من يونيو الجاري، وهو أخطر رهان منذ طرح جهاز آيفون قبل أكثر من عقد من الزمان.

بالإضافة إلى ذلك أظهر أحدث تقرير ربع سنوي لأبل في مايو الماضي انخفاضًا في الإيرادات والأرباح، لكنه لا يزال يفوق توقعات المحللين.

قيمة شركة أبل تقفز بنسبة 46 في المئة في عام 2023، في حين ارتفعت قيمة نيفيديا بنسبة 185 في المئة، مما يجعلها أول صانع شرائح تبلغ قيمته أكثر من تريليون دولار

وإلى جانب السجل الحافل من عمليات إعادة شراء الأسهم عززت هذه النتائج المالية سمعة الشركة بين المستثمرين في وقت يشهد حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وفاقت المكاسب الأخيرة في أسهم شركة أبل تقديرات المحللين للأرباح المستقبلية للشركة. ويتم تداول السهم الآن بحوالي 29 ضعفًا للأرباح المتوقعة، وهو أعلى مضاعف له منذ فبراير 2022، وفقًا لبيانات ريفينتيف.

ورغم أن الشركة التي يرأس مجلس إدارتها التنفيذي تيم كوك تواجه بالفعل إجراءات اتخذها الاتحاد الأوروبي ضدها لإخلالها بمبادئ المنافسة عبر متجرها للتطبيقات وتباطؤ مبيعات آيفون 13 فإنها تتسلح بإستراتيجية مرحلية مكنتها من تحقيق أهدافها البعيدة.

ويدرك عملاق الإلكترونيات الأميركي في لحظة ما خلال مسيرته الطويلة ضرورة أن تتوقف عن مطاردة مبيعات الهواتف والتحول إلى فلسفة جديدة محورها العناية الفائقة بجميع مستخدمي هواتفها القديمة والجديدة والأجهزة اللوحية والكمبيوترات والساعات الذكية.

ويؤكد محللون أن المفتاح الحاسم في ذلك التحول جاء عبر تحديث ثوري لنظام تشغيل الهواتف الذكية آي.أو.أس 13، الذي عزز أداء جميع هواتف آيفون الجديدة والقديمة بدرجة هائلة، لتخرج أبل من أسر مبيعات آيفون وتلتفت إلى مصادر الإيرادات الأخرى.

11