أبل تسبق الجميع إلى نادي الثلاثة تريليونات دولار

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - كشف اقتراب عملاق الإلكترونيات الأميركي أبل من طرق باب نادي الثلاثة تريليونات دولار كأول كيان في العالم تصل قيمته إلى هذا المستوى، أن مسؤولي الشركة لم يتركوا أي شيء للصدفة لتحقيق مبتغاهم في تصدر الشركة عالم الأعمال رغم العديد من المطبات التي واجهتهم في السوق.
وحوّمت مُصنّعة هواتف آيفون قرب ذلك الحاجز القياسي، الذي لم يسبقها إليه أيّ من الشركات العملاقة من قبل مطلع هذا الأسبوع، في أعقاب أداء اعتبره الخبراء مذهلا على مدى العقد الماضي حولها إلى إحدى أكبر شركات العالم قيمة.
وإلى جانب أبل، يضم نادي الشركات ذات رأس المال الأكبر من تريليون دولار حتى الآن أربعة أعضاء من قطاع التكنولوجيا، هي مايكروسوفت وفيسبوك وأمازون وألفابيت الشركة الأم لغوغل، فضلا عن شركة أرامكو النفطية السعودية، التي تقدر قيمتها بنحو تريليوني دولار.
وخلال تداولات البورصات الأميركية الاثنين الماضي تراجعت أسهم أبل أكثر قليلا من اثنين في المئة ليغلق عند نحو 175.74 دولار للسهم متخلية عن مكاسبها السابقة والتي قربتها من سعر 182.86 دولار، اللازم لبلوغ قيمتها حاجز الثلاثة تريليونات دولار القياسي.
وارتفع سهم أبل 11 في المئة الأسبوع الماضي موسعا مكاسبه، التي تجاوزت نحو 30 في المئة منذ بداية العام، مع بقاء المستثمرين على ثقتهم في أن المستهلكين سيواصلون شراء هواتف آيفون وأجهزة ماك بوك وخدمات مثل أبل تي.في وأبل ميوزيك على الرغم من ارتفاع أسعارها.

برايان فرانك: قيمة أبل الآن تظهر فعليا هيمنتها على سوق التكنولوجيا عالميا
واستغرقت مسيرة أبل في الوصول بقيمتها من تريليوني دولار إلى ثلاثة تريليونات دولار 16 شهرا، تصدرت خلالها مجموعة من شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل ألفابت وأمازون، والتي استفادت من اعتماد الناس والشركات بشدة على التكنولوجيا خلال جائحة كورونا.
وبالمقارنة، كان مسار الشركة أقصر لبلوغ هذه القيمة، فقد وصلت من نقطة التريليون دولار الأولى إلى التريليونين دولار في غضون عامين.
ونسبت وكالة رويترز إلى برايان فرانك، وهو مدير محفظة الاستثمار في شركة فرانك كابيتال، قوله “إن أبل الآن واحدة من أكثر الشركات قيمة في السوق، وهو ما يظهر هيمنة التكنولوجيا الأميركية في العالم”.
وأضاف “بات المستثمرون على ثقة بأنهم في أياد أمينة ما داموا يستخدمون منتجات أبل، فالسهم استفاد على ما يبدو من كل نتيجة جيدة محتملة”.
ورغم أن الشركة التي يرأس مجلس إدارتها التنفيذي تيم كوك تواجه بالفعل إجراءات شنها الاتحاد الأوروبي ضدها لإخلالها بمبادئ المنافسة عبر متجرها للتطبيقات وتباطؤ مبيعات أيفون 13، لكنها تتسلح باستراتيجية مرحلية مكنتها من تحقيق أهدافها البعيدة.
وأدركت عملاق الإلكترونيات الأميركية في لحظة ما خلال مسيرتها الطويلة، ضرورة أن تتوقف عن مطاردة مبيعات الهواتف والتحول إلى فلسفة جديدة محورها العناية الفائقة بجميع مستخدمي هواتفها القديمة والجديدة والأجهزة اللوحية والكمبيوترات والساعات الذكية.
ويؤكد محللون أن المفتاح الحاسم في ذلك التحول جاء عبر تحديث ثوري لنظام تشغيل للهواتف الذكية آي.أو.أس 13، الذي عزز أداء جميع هواتف آيفون الجديدة والقديمة بدرجة هائلة، لتخرج أبل من أسر مبيعات آيفون وتلتفت إلى مصادر الإيرادات الأخرى.
وقال دانيال مورغان كبير مديري المحافظ في ساينوفوس تراست إن “من بين مصادر الإيرادات الجديدة التي يتوقعها المستثمرون أبل كار، إلى جانب النمو في فئات خدمات مثل التطبيقات والتلفزيون التي لا تزال متراجعة كثيرا”.
وأوضح أن معظم الأرباح والعوائد التي تحققها أبل لا تزال تأتي من مبيعات هواتف آيفون حيث تمثل قرابة 65 في المئة من إيرادات الشركة.

وسيعزز تجاوز حاجز الثلاثة تريليونات دولار من مكانة كوك الذي تولى المنصب بعد استقالة ستيف جوبز في 2011 ليشرف على توسع الشركة في منتجات وأسواق الجديدة.
وقال إدوارد مويا المحلل في أواندا “لقد قام تيم كوك بعمل مذهل خلال العقد الماضي، إذ رفع سعر سهم أبل بما يزيد عن 1400 في المئة”.
وإذا وصلت أبل إلى ثلاثة تريليونات دولار، فستترك مايكروسوفت وحيدة في نادي التريليوني دولار، بينما تجاوزت ألفابت وأمازون وتسلا حاجز التريليون دولار.
وكانت مايكروسوفت، التي تبلغ قيمتها نحو 2.6 تريليون دولار، أكثر الشركات قيمة في العالم حتى أواخر أكتوبر الماضي، عندما قالت أبل في ذلك الوقت إن قيود سلاسل التوريد يمكن أن تؤثر على نموها خلال الفترة المتبقية من العام.
ومثل إحياء الشركة الأميركية للذكرى العاشرة لوفاة مؤسسها جوبز في أكتوبر الماضي، فرصة لتقييم أدائها في العقد الأخير.
وبينما رأى خبراء أن أبل باتت أشبه بشركة مالية هيمن عليها هوس الربح مقابل تراجع هاجس الابتكار ولم تنجح في إطلاق منتجات يمكن أن تحدث ثورة في السوق، يعتقد آخرون أنها تمتلك أكثر من أي وقت مضى مقوّمات تتيح لها جذب مستخدمين جدد والحفاظ عليهم.