أبل تحافظ على أسعار أحدث هواتف آيفون لتحفيز المبيعات

كوبرتينو (الولايات المتحدة) – فاجأ عملاق الإلكترونيات أبل عشاق آيفون بالمحافظة على الأسعار ذاتها في أحدث هواتفه الذكية، التي تم الكشف عنها خلال أول حدث لمنتجات الشركة الأميركية منذ ثلاث سنوات، بهدف تحفيز المبيعات.
وستتباهى أحدث مجموعة من أجهزة آيفون بكاميرات أفضل ومعالجات أسرع وبطارية تدوم طويلا وبنفس أسعار طرز العام الماضي، رغم الضغوط التضخمية التي أدت إلى ارتفاع تكلفة العديد من العناصر اليومية الأخرى.
وتوقع محللون أن تطلب شركة أبل من معجبيها المخلصين دفع ما يصل إلى 15 في المئة أكثر للمساعدة في تعويض التكاليف المتزايدة للعديد من المكونات.
وسيبدأ سعر آيفون 14 من 799 دولارا وآيفون بلس من 899 دولارا. ويمكن اعتبارا من اليوم الجمعة تقديم طلب للحصول على الطرازين قبل عرضهما بالأسواق. أما طراز آيفون 14 برو ماكس فيتم طرحه في السوق بسعر يبدأ من 1100 دولار.
وستختبر طرازات هواتف آيفون 14 قدرة الشركة على انتزاع الأموال من قاعدة عملائها الأثرياء نسبيا، الذين أحجموا عن الإنفاق في مواجهة ارتفاع التضخم، لكنهم ليسوا بمنأى عن التأثر بضعف الاقتصاد.
دانييل آيفز: الشركة تتوقع إقبالا على آيفون 14 حتى لو رفعت السعر
ونسبت وكالة أستوشيتد برس إلى دانييل آيفز، المحلل في شركة ويدبوش سيكورتيز، قوله “يبدو أن الشركة تتوقع أن عددا متزايدا من المستهلكين سيكونون على استعداد لدفع مئتي دولار إلى 300 دولار إضافية للإصدارات الفاخرة من آيفون 14”.
ووُصف آخر إصدارات الشركة بأنه “أسرع من كل الهواتف المنافسة”، ويتميز بشاشة أكبر، وبطارية تدوم وقتا أطول، وعدسات أفضل للصور والفيديو أيا كانت درجة الضوء أو الصعوبات.
والضجيج المحيط بطرازات آيفون الجديدة هو جزء من طقوس ما بعد عيد العمال التي تنظمها الشركة سنويا لأكثر من عقد من الزمن.
ومن أبرز مميزات جهاز آيفون الجديد أنه يمكنه الاتصال بالأقمار الصناعية كي يبعث برسائل طلبا للمساعدة في حالة الطوارئ.
وقالت أبل خلال مؤتمرها الذي أقيم في حرم الشركة بمدينة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية، في مسرح سمي على اسم مؤسسها ستيف جوبز، إن خدمتها لرسائل الطوارئ “أس.أو.أس” ستصل عبر الأقمار الصناعية إلى جهات الإغاثة.
وذكرت أيضا أن في بعض المواقف، سيتمكن العملاء من استخدام تطبيقها “فايند ماي” لمشاركة موقعهم عبر القمر الصناعي عندما لا يتوفر الاتصال عبر شبكات الهاتف المحمول.
وأعلنت شركة غلوبال ستار في مذكرة أنها ستكون مشغل القمر الصناعي لخدمة الطوارئ “أس.أو.أس” التابعة لأبل.
وتعمل شركات أخرى على وظائف مماثلة. وقال إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس، الشهر الماضي إن شركة تي – موبايل ستستخدم أقمار شركته لتوصيل الهواتف مباشرة بالإنترنت.
وستكون شاشة آيفون 14+ أكبر مثل آيفون برو، لكن رقاقة المعالج أي 15 ستكون مثل تلك الموجودة في آيفون 13.
ولم تشر شركة التكنولوجيا العملاقة إلى أي تغييرات جوهرية في أجهزتها، باستثناء الاستغناء عن الفتحة المخصصة لبطاقة “سيم”، والاستعاضة عنها بنسختها الرقمية.
ومع وصول التضخم عند أعلى مستوى له منذ أربعة عقود في الولايات المتحدة، قام المستهلكون بكبح إنفاقهم على العديد من العناصر التقديرية.
ومن المحتمل أن يساهم ذلك في الانخفاض الأخير في مبيعات الهواتف الذكية، على الرغم من أن أداء آيفون كان أفضل بكثير من أجهزة أندرويد المنافسة.
ودفعت توقعات المبيعات المعتمة شركة الأبحاث إنترناشيونال داتا كورب “آي.دي.سي” إلى التنبؤ بانخفاض عالمي في شحنات الهواتف الذكية لعام 2022 بنسبة 6.5 في المئة، أي ضعف الانخفاض بنسبة 3.5 في المئة الذي قدرته قبل بضعة أشهر.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض المتوقع في المبيعات، فمن المرجح أن ينتهي متوسط سعر الهواتف الذكية الجديدة هذا العام بنسبة 6 في المئة أعلى من العام الماضي، بحسب تقديرات محللي آي.دي.سي.
ومن خلال الحفاظ على أسعار أجهزة آيفون كما هي، تواجه أبل خطرا محتملا لتقويض أرباحها إذا أدى التضخم إلى ارتفاع تكاليفها.
ويعتقد محللون أنها ضربة يمكن للشركة تحملها بسهولة، نظرا لأنها جنت 44 مليار دولار من الأرباح خلال النصف الأول من هذا العام.
ويمكن أن ينتهي الأمر بأبل أيضا إلى زيادة أرباحها النهائية، إذا انجذب المزيد من المستهلكين الذين يتطلعون إلى ترقية أجهزتهم المحمولة إلى طرازي برو وبرو ماكس، مما يولد هوامش ربح أكبر من الطرز الأرخص.