أبل تتفوق على سامسونغ كأكبر بائع للهواتف الذكية

لندن - أنهت شركة أبل مسيرة سامسونغ للإلكترونيات، التي استمرت 12 عاما كأكبر بائع للهواتف الذكية في العالم، بعد أن استحوذت على حصة تعادل خُمس السوق في العام الماضي، وفقا لتقرير صادر عن شركة إنترناشيونال داتا كورب.
وأنهت سامسونغ العام 2023 بحصة بلغت 19.4 في المئة، تليها شركات شاومي وأوبو وترانسيون الصينية، حسب ما أظهرته البيانات الأولية من تقرير تتبع الهواتف المحمولة ربع السنوي العالمي الصادر عن مؤسسة الأبحاث المتخصصة (آي.دي.سي).
ورأى خبراء آي.دي.سي في ذلك “تحولاً في السلطة في قمة أكبر سوق للإلكترونيات الاستهلاكية”.
وأشاروا في بيان نُشر الاثنين الماضي إلى أن “المرة الأخيرة التي احتلت فيها شركة أخرى غير سامسونغ المركز الأول في سوق الهواتف الذكية كانت عام 2010”.
يأتي التغيير في التصنيف بعد عام صعب شهد تباطؤ المستهلكين في ترقية هواتفهم الذكية واختيار هواتف أرخص بسبب ارتفاع التضخم والشكوك الاقتصادية.
كما أثر التعافي الأبطأ من المتوقع في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، على إجمالي مبيعات الهواتف.
وكانت شركتا أبل وترانسيون، اللتان تبيعان العلامات التجارية تيكنو وإنفينيكس وإيتل، الشركتين الوحيدتين من بين أكبر خمس شركات بائعة للهواتف الذكية اللتين سجلتا نموًا في المبيعات خلال العام الماضي.
وجاء ذلك على الرغم من انخفاض السوق الإجمالي بنسبة 3.2 في المئة إلى نحو 1.17 مليار وحدة ووصل إلى أدنى مستوى له منذ عقد من الزمن.
لكنه أدنى حجم سنوي خلال عقد، ويرجع ذلك أساسا إلى الصعوبات الناجمة عن وضع الاقتصاد الكلي، بحسب آي.دي.سي.
وتتوقع أبل تسجيل انتعاش خلال العام الحالي، بعدما بلغ النموّ 8.5 في المئة على أساس سنوي في الربع الأخير من العام الماضي.
ولاحظت مديرة الأبحاث في آي.دي.سي نبيلة بوبال أن أبل تستحوذ للمرة الأولى على الحصة الأكبر من السوق، وأنها “الوحيدة التي حققت نموا سنويا إيجابيا من بين الشركات التي احتلت المراكز الثلاثة الأولى”.
وقالت “بينما شهدنا بعض النمو القوي من مشغلات أندرويد المنخفضة مثل ترانسيون وشاومي في النصف الثاني من 2023، نتيجة للنمو السريع في الأسواق الناشئة، فمن الواضح أن الفائز الأكبر هو أبل”.
ورأت بوبال أن الشركة الأميركية حققت هذا الإنجاز رغم مواجهتها “تحديات تنظيمية متزايدة ومنافسة متجددة من شركة هواوي في الصين التي تُعدّ أكبر أسواقها”.
واعتبرت أن “نجاح أبل المتواصل يعود بدرجة كبيرة إلى الاتجاه المتزايد نحو الأجهزة عالية النوعية التي باتت تمثّل أكثر من 20 في المئة من السوق، وإلى كثافة عروض استبدال الهواتف القديمة، وخطط التمويل من دون فوائد”.
وباع عملاق تصنيع الإلكترونيات الأميركي أبل أكثر من 234 مليون جهاز آيفون خلال العام الماضي، ما جعل حصته من السوق العالمية ترتفع بواقع 3.7 في المئة لتصل إلى 20.1 في المئة.
وحلّت سامسونغ في المركز الثاني، إذ بلغت مبيعات أجهزتها أكثر من 226 مليونا، أي بتراجع نسبته 13.6 في المئة، ما جعل حصتها من السوق تنخفض.
سامسونغ حلّت في المركز الثاني إذ بلغت مبيعات أجهزتها أكثر من 226 مليونا، أي بتراجع نسبته 13.6 في المئة، ما جعل حصتها من السوق تنخفض
وقالت أمبر ليو المحللة في شركة الأبحاث كاناليس إن “سامسونغ ركزت على القطاع المتوسط إلى المتطور لتحقيق الربحية لكنها خسرت حصتها في القطاع المنخفض”.
ومع ذلك تواجه شركة أبل ضغوطا في الصين من شركة هواوي الصاعدة، وكذلك من العلامات التجارية الصينية ذات الميزانية المحدودة.
وتقدم الشركة المصنعة لأجهزة آيفون تخفيضات تصل إلى 5 في المئة على بعض الموديلات في الدولة لجذب الزبائن.
وتفوقت مايكروسوفت الجمعة الماضية على شركة أبل باعتبارها الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم، إذ زاد قلق وول ستريت بشأن الطلب على أجهزة آيفون وغيرها من الأدوات المتطورة.
وفي خضم المنافسة المحتدمة كشفت سامسونغ في سان خوسيه بمنطقة سيليكون فالي الأميركية عن هواتف ذكية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، وهو موضوع نادراً ما تتناوله أبل خلال مؤتمراتها، رغم الاهتمام الكبير بهذه التقنيات.
وقال نائب رئيس القسم المخصص لسوق الذكاء الاصطناعي في آي.دي.سي راين ريث إن التنافس فيها “على أشدّه”.