أبطال "عروس بيروت" يلتقون مجددا في جزء ثالث

بيروت - تستعد مؤسسة "أم.بي.سي" لإنتاج جزء ثالث من مسلسل "عروس بيروت"، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حقّقه المسلسل بجزأيه الأول والثاني خاصة وأن العمل يتّسم بالرومانسية التي يحبّذها المُشاهد العربي.
وبالتوازي مع هذا الإعلان من الشركة المنتجة للمسلسل، خرج بطل العمل الفنان التونسي ظافر العابدين عن صمته ليؤكّد البدء في التحضير لجزء ثالث منه، حيث أن طاقم العمل تراجع عن قراره السابق بأن يكون الجزء الثاني من العمل هو الأخير، وذلك استجابة لضغط الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال العابدين “إن خبر تقديم جزء ثالث من مسلسل ‘عروس بيروت’ ليس إشاعة كما يظن البعض، وإنما خبر حقيقي بعد مطالبات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي”، ووجه الشكر له على حبه للمسلسل.
وأكّد الفنان التونسي أن بدء تصوير الموسم الثالث من المسلسل سينطلق نهاية شهر أغسطس القادم، كاشفا أن أحداثه ستدور كعادتها حول المشاكل العائلية التي يواجهها فارس وثريا إلى جانب أزمات العمل المُستمرة.
وأوضح أن أحداث الجزء الثالث من “عروس بيروت” ستكون أكثر إيجازا مركّزة على مشكلات بعينها، ولن تشهد الأحداث وفاة ليلى الضاهر، قائلا “من دونها سيكون المسلسل مبتورا”.
والأمر ذاته أكّدته الفنانة اللبنانية تقلا شمعون التي كشفت عن تغييرات كثيرة في الجزء الثالث من العمل، موضحة أن شخصية ليلى الضاهر مستمرة وأن الظلم الذي تعرّضت له أسرتها لن يدوم. كما كشفت أن هناك شخصيات كثيرة ستشارك في الجزء الثالث، وهي شخصيات من ماضي ليلى الضاهر.
ويعدّ مسلسل “عروس بيروت” النسخة العربية من المسلسل التركي “عروس إسطنبول” الذي قام ببطولته كل من أوزكان دينيز في شخصية فارس وآصلي أنور في شخصية ثريا، وهو متكوّن من ثلاثة مواسم، وحقّق نجاحا كبيرا زمن عرضه.
ويدور المسلسل حول عائلة ثرية تتألف من أربعة شبان، يلتقي كبيرهم فارس (ظافر العابدين) مع ثريا (كارمن بصيبص) وتنشأ علاقة حب قوية بينهما، ولكن العادات والتقاليد تقف في وجه سعادتهما، بسبب تسلّط الأم ليلى الضاهر (تقلا شمعون).
وكتب الجزء الأول من “عروس بيروت” كل من نادين جابر وبلال شحادات، وأخرجه التركي إيمره كاباكوساك، في حين تولى كتابة السيناريو للجزء الثاني من العمل طارق سويد وتصدّى لإخراجه التركي فكرت قاضي، وشارك في بطولته إلى جانب ظافر العابدين وكرمن بصيبص، عدد من نجوم الفن منهم: تقلا شمعون ومحمد الأحمد وضحى الدبس وجو طراد وفارس ياغي وجاد أبوعلي ومرام علي ورفيق علي أحمد.
وشهد الجزء الثاني من العمل الذي عرض على منصة “شاهد” وقناة “أم.بي.سي 4” في الموسم الشتوي الماضي تطوّرا سريعا في الأحداث وتشابك العلاقات بين الشخصيات، حيث أفسدت الغيرة والمؤامرات حالة العشق بين فارس وثريا.

ومع خلافات قصة الحب، حاول فارس احتضان الأسرة، كما لم تتوقّف محاولات خليل (جسّد دوره جو طراد)، لتحطيم صورة الأخ الأكبر، وزرع الأخ غير الشقيق آدم (جسّد دوره محمد الأحمد) في تفاصيل الحياة اليومية للعائلة، حتى ولو على حساب تدمير كل شيء.
كما أظهرت الأحداث تطوّرا قويا في العلاقة بين ليلى الضاهر التي جسّدت شخصيتها شمعون وحبيبها المحامي عادل عبود الذي جسّد شخصيته في الجزء الثاني من العمل رفيق علي أحمد عوضا عن فادي إبراهيم، حيث استعادت سيّدة القصر حب شبابها، لكن اكتشاف العائلة لهذا الأمر أوقعها في العديد من المشكلات، واضطرها لمواجهة أبنائها.
وفي هذا الصدد، قال رفيق علي أحمد “عادة ما تركّز المسلسلات الجديدة على الشباب، بينما تسند إلى الممثلين فوق الخمسين عاما أدوار هامشية”.
وأضاف “هذه النقطة غير موجودة في مسلسل ‘عروس بيروت’، بل هناك شيء مميّز بيني وبين شمعون، ويمكن القول إنه من المرات النادرة التي نجد فيها قصة حب لهذا الجيل في الدراما”.
وأكّد فارس ياغي أن مسألة نجاح العمل لم تفاجئه، قائلا “المسلسل يحمل كل مقوّمات النجاح، لكنني لم أتوقّع كل هذه الضجة بالمعنى الإيجابي، وأن يتحوّل اسمي من فارس ياغي إلى هادي الضاهر، الذي وجد نفسه في ظروف جديدة، وخط عاطفي مع عبير (جنيفر عازار)، ويقع في صراع بين رغبته وبين حب صادق لا يزال داخل صدره، ويقارن بين عبير وثريا بين الحين والآخر”.
أما الممثل محمد الأحمد فأشار إلى أن تميّز العمل يبدأ من الكتابة والإنتاج الجيد ثم اختيار الممثلين المناسبين، وقال إن شخصية آدم التي جسّدها بمثابة الحلم لأي ممثل، لأنها شخصية ضحية الدنيا وضحية الأم.
وأعرب العابدين أنه لم يستغرب نجاح الموسمين الأول والثاني من “عروس بيروت”، لكن هذا النجاح والانتشار فاقا كل التوقعات، موضحا “لمستُ النجاح من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط كله، في عمل شكّل تجربة جديدة وإضافة فعلية للدراما العربية”.
وأكّد الفنان التونسي “واجهت العديد من التحديات في العمل أولها التحدّث باللهجة اللبنانية للمرة الأولى في مشواري الفني، وكانت النتيجة إيجابية بشهادة الكثيرين”. وأضاف “ليس من السهل أن تكون لبنانيا وأنت من أصول أخرى، ولعل إتقان اللهجة اللبنانية كان الامتحان الأصعب لي ضمن هذه المغامرة، وهو ما تطلّب مني الجهد والدراسة والاستقرار في لبنان لفترة من الوقت كي أجيدها”.
وسبق للفنان التونسي أن شارك في بعض الأعمال اللبنانية على غرار “كاراميل” مع الفنانة اللبنانية ماغي أبوغصن، لكن جاء أداؤه باللهجة المصرية التي تمكّن من إجادتها منذ مشاركته الأولى في الدراما المصرية عبر مسلسل “فيرتيجو” الذي جمعه في العام 2012 بمواطنته هند صبري.
وأشار العابدين إلى أن الميزة في كتابة نص “عروس بيروت” بأجزائه الثلاثة، هي أن الأحداث موزّعة على العديد من الممثلين بأعمار وشخصيات مختلفة، ولكل منهم دور رئيسي وخط مستقل في سياق أحداث تأخذ المُشاهد إلى أماكن غير متوقعة، وهو ما سيظهر بشكل بارز في الجزء الثالث والأخير من العمل.