"آي بي 71": تكتيكات التجسس في الصراعات الهندية - الباكستانية

نيودلهي - تبدأ قصة فيلم "آي بي 71" بمشهد جلوس عميل باكستاني في سيارته والمطر يتساقط بغزارة. ينتظر وصول عملاء صينيين للتباحث حول تكوين تحالف ضد الهند، بينما تبدأ باكستان في الاستعداد للمشاركة في الحرب الثالثة، هذه المرة على الجبهة الشرقية، بالتعاون مع الصين، دون أن تستفيد من دروس الهزائم السابقة في عامي 1948 و1965.
وبعدما تلقى رئيس جهاز المخابرات السيد إن. إس. أواستهي الذي أدى دوره أنوبام كير والوكيل الموثوق به ديف الذي أدى دوره فيديوت جاموال، معلومات تكشف عن تدبير باكستان السري لشن حرب جديدة، قررا العمل على إحباط الخطة بخلق ظروف قد تجبر الهند على رفض استخدام أجوائها لصالح طائرات باكستان.
وبالتعاون مع ثلاثين وكيلًا آخرين، باشروا في تنفيذ الخطة. وبدأوا بدفع المتشددين الكشميريين المأجورين، قاسم قريشي الذي أدى دوره فيشال جيثوا وأشفاق قريشي الذي أدى دوره فايزان خان لاختطاف طائرة هندية وإجبارها على الهبوط في باكستان. وكان أملهم الوحيد هو الحصول على تصنيف باكستان كداعم للإرهاب، مما سيجبر الهنود على عدم السماح باستخدام الأجواء الهندية لأي غرض.
وتتحول بعض المشاهد من الفيلم من الدراما إلى الكوميديا، من بينها طلب الإرهابي من الطيار بأن يهبط بالطائرة برأسه، وفي استخدام الإرهابيين مسدسًا من متجر ألعاب لاختطاف الطائرة. وبدلاً من التواصل مع حاجز الجيش للتعامل مع الموقف، قرر ضابط المخابرات الباكستاني الانطلاق بالسيارة، مما أتاح للوكلاء الهروب دون مشاكل. هذه اللحظات أضفت جوًا من الفكاهة على الفيلم على الرغم من جدية موضوعه.
وكان أداء الممثل فيديت جاموال في الفيلم تحديًا جديدًا بالنسبة إليه، حيث اعتاد الجمهور على رؤيته في أدوار الحركة. وهذه المرة قدم شخصيته بشكل ممتاز، على الرغم من أن التمثيل ليس اختصاصه الرئيسي. ومنحه الفيلم بعض الفرص للمشاركة في مشاهد قتالية بسيطة، ومع ذلك، كانت اللحظات قليلة ومحدودة، مما قد يكون محبطًا بعض الشيء للمعجبين بمهاراته الحركية الاستثنائية.
ونجح مصور السينما غنانا شيكار هو الآخر بشكل مبهر في تصوير أجزاء من كشمير بشكل جميل. وقد يثير الفيلم الرغبة الفورية في حجز تذكرة والتوجه إلى المكان الخلّاب. أما سيناريو الفيلم فجاء سريعًا، حيث يستمر لحوالي ساعتين. كما يتميز الفيلم بعدم وجود بطلة رئيسية وأغان، مما يمنحه لمسة وثائقية في بعض الأحيان. ويستند السيناريو إلى قصة من تأليف أديتيا شاستري ويزعم أنه مستوحى من أحداث واقعية ترى أن التجسس له أهمية متساوية، إن لم تكن أكبر، من الإستراتيجية العسكرية في حرب عام 1971.
ومع ذلك، يمكن أن يكون هناك نقص في تصاعد الإثارة المتوقع في هذا النوع من الأفلام. وكان بالإمكان تحويل الفيلم إلى دراما تجسس مثيرة، لكن في شكله الحالي يبدو أن "آي بي 71" قد فاتته فرصة لإضفاء المزيد من الإثارة والتشويق على القصة. ويبدو أن المخرج سانكالب ريدي يستمتع بالعمل على تفاصيل المظهر والزمن في أفلامه، وهو يبرز ذلك بشكل واضح في مشاهد المطاردة المثيرة التي تجري على بحيرة دال في سريناغار.
ولا تظهر مهارات المخرج في تصوير المشاهد بشكل جيد عندما يتعلق الأمر بإبراز مصداقية شخصياته. وتبدو اللقطات والمشاهد جيدة عندما يتخلى الممثلون عن الحوار. وبالنسبة إلى بعض الأدوار الضعيفة، يمكن القول إن أسوأ أداء يأتي من “قاسم” الشخصية التي تم تجسيدها بشكل كوميدي مع عيون منتفخة وأيد متسمرة ولهجة كشميرية غريبة. أما دور "آشواث بهات" كرئيس لجاسوسية باكستان، فيكون في المرتبة الثانية عندما يتعلق الأمر بإمداد المشاهدين بمواقف كوميدية.
"آي بي 71" ليس أول الأفلام التي تتحدث عن الصراع الباكستاني - الهندي، وسبقه فيلم "رازي" (2018) و"فانتوم" (2015) و"إيك ذا تايجر" (2012)، وهي أفلام تتناول جميعها قضايا صراع الهند وباكستان بأساليب مختلفة، وتقدم رؤى متنوعة حول الصراعات المستمرة في جنوب آسيا.