آيرباص تنضم إلى بوينغ على مدرج الخسائر

انعكست قضايا الفساد التي لحقت عملاق صناعة الطائرات الأوروبية آيرباص على حصيلة مبيعاته بانتهاء العام الماضي، حيث تكبدت المجموعة خسائر كبيرة نتجت عن المتاعب القضائية، التي غرقت فيها الشركة رغم أسبقيتها على منافستها الأميركية بوينغ.
باريس - تكبد عملاق صناعة الطائرات الأوروبية آيرباص خسائر غير متوقعة خلال العام الماضي، رغم احتلال الشركة للمركز الأول في عمليات الإنتاج والبيع.
ويبدو أن آيرباص لم تستغل على النحو الأمثل تعثر منافستها الأميركية بوينغ، التي تواجه أكبر أزمة في تاريخها بسبب تداعيات حادثي تحطم طائرتيها من طراز 737 ماكس.
وأعلنت المجموعة الأوروبية، الخميس، عن خسائر صافية تصل قيمتها إلى حوالي 1.36 مليار يورو (1.48 مليار دولار) خلال العام الماضي.
وعزت الشركة أسباب الخسائر إلى الغرامات المالية التي أسندت لها بقيمة 3.92 مليار دولار في قضية فساد وأعباء جديدة بقيمة 1.31 مليار دولار لبرنامج تطوير طائرة شحن عسكرية من طراز أي 400 أم.
ولم تحل الخسائر دون تحقيق الشركة لأرباح مهمة، حيث بلغت أرباحها التي ارتبطت بأنشطة مبيعاتها نحو 7.51 مليار دولار. وتتوقع المجموعة الأوروبية تسليم نحو 880 طائرة تجارية خلال العام الجاري مقابل 863 العام الماضي.
ويرى خبراء أنه رغم استفادة الشركة الأوروبية من تخبط منافستها الأميركية في دوامة الخسائر في أعقاب المشاكل التي سببها طراز 737 ماكس، لكن آيرباص تضررت من مشاكلها القضائية وتأخر مطالب التهيئة التي قلصت نشاطها.
ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية للرئيس التنفيذي لآيرباص، غيوم فوري، قوله إن ”النتائج تعكس الاتفاقات النهائية المبرمة مع السلطات لإغلاق تحقيقات الامتثال وكلفة مرتبطة بمراجعة توقعاتنا لعقود تصدير طائرات أي 400 أم”.
وكانت آيرباص قد أبرمت في يناير الماضي اتفاقا مع السلطات القضائية الفرنسية والبريطانية والأميركية لتفادي ملاحقات في قضية فساد على هامش إبرام عقود لقاء دفع غرامات قيمتها 4 مليارات دولار.
وخففت الشركة من حدة أزمتها مشيرة إلى أن عقود شراء طائراتها التجارية ارتفعت إلى 768 العام الماضي مقابل 747 بمقارنة سنوية. وزادت التأخيرات في تهيئة التصميمات الجديدة المعقدة لطائراتها أي 321 نيو من أضرار آيرباص التي يجري تجميعها في هامبورغ بألمانيا.
وانجر عن ذلك تخزين العشرات من تلك الطائرات ومن طرز أخرى في حظائر تابعة للشركة انتظارا لعمليات التهيئة في اللحظات الأخيرة ووصول المزيد من العمالة.
وقلّصت المشكلات المتعلقة بتهيئة القمرات المعقّدة من قدرة آيرباص على الاستفادة من الأزمة التي تشهدها السوق بسبب الطائرة 737 ماكس التي تنتجها بوينغ، والموقوف تحليقها منذ مارس بعد حادثين دمويين.
وسلّمت بوينغ 345 طائرة أغلبها للمسافات الطويلة في الفترة بين يناير ونوفمبر الماضيين، أو أقلّ من نصف العدد البالغ 704 طائرات الذي حققته في نفس الفترة قبل عام بالتزامن مع تسليم بيونغ طراز 737 ماكس بصورة طبيعية. وهذا المستوى من عمليات تسليم الطائرات أقل من 806 طائرات كانت قد باعتها بوينغ طيلة العام 2018.
وكلف توقف نشاط تحليق الطائرة 737 ماكس منذ مارس الماضي بعد حادثي تحطم في إندونيسيا وإثيوبيا قتل فيهما نحو 346 شخصا خلال فترة زمنية لم تتجاوز خمسة أشهر، بوينغ أكثر من 9 مليارات دولار حتى الآن.

وأدى ذلك إلى تقليص صناعات بوينغ بمعدل 42 طائرة شهريا ودفعها إلى شراء أجزاء من الموردين بمعدل يصل إلى 52 وحدة شهريا.
وتميل آيرباص وبوينغ عادة لإخفاء الطلبيات وتجميعها، للإعلان عن أرقام طلبيات كبيرة لإثارة انتباه قطاع الطيران خلال المعارض الكبرى، وهو العامل الحاسم في خطط الشركتين وهما تتسابقان في مضمار الطائرات ذات الجسم العريض، التي كانت تقتصر على طائرات الممرين.
ويمكن لشركتي آيرباص وبوينغ البقاء بعيدا عن أي انخفاضات قصيرة الأجل في السوق بسبب التراكم الكبير في الطلبات، والتي يصل مجموعها إلى أكثر من 13 ألف طائرة، أي ما يكفي لنحو 7 سنوات من الإنتاج.
وخفضت الرابطة الدولية للنقل الجوي (إياتا) توقعات أرباح شركات الطيران التجارية بسبب ارتفاع أسعار الوقود وضعف التجارة العالمية.
ورجحت في تقرير قبل دخول العام الجديد أن تحقق شركات الطيران أرباحا بقيمة تصل إلى نحو 28 مليار دولار في عام 2019، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 35.5 مليار دولار.