آيات قرآنية للترويج.. جديد الحضانات في مصر

صورة لمبنى حضانة تعلوه آية قرآنية تثير ردود فعل واسعة والتي تنوعت ما بين التهكم على من يحاولون استغلال الآيات القرآنية واستنكار ما فعلته الحضانة.
الاثنين 2021/09/06
ترفيه وحماية

القاهرة- شغلت صورة لمبنى حضانة أطفال تعلوه آية قرآنية تم استغلالها بطريقة خاطئة للدعاية، مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وأظهرت الصورة المتداولة مبنى صغيرا تعلوه لوحة كتبت عليها آية “أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون”. ويشار إلى أن الآية المكتوبة هي الآية 12 سورة يوسف. وسعت الحضانة عبر هذه الآية إلى التعبير عن مدى الترفيه والحماية التي ستقدمها للطفل، في حين أن سياقها القرآني يشير إلى محاولة إخوة النبي يوسف إقناع والدهم باصطحابه معهم بهدف التخلص منه.

ولاقت صورة الحضانة ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تنوعت ما بين التهكم على من يحاولون استغلال الآيات القرآنية، واستنكار ما فعلته الحضانة. سخر مغرد:

وبعد تقدم أحد المواطنين بشكوى حول هذا الموضوع، طالبت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، المسؤولين في الوزارة بتتبع الشكوى.

من جانبها، فتحت وزارة التضامن تحقيقا في الواقعة. وطالبت الوزارة أصحاب الحضانات “عدم وضع آيات من القرآن أو من الإنجيل، نظرا لما قد تحتويه هذه الآيات من أخطاء إملائية أو لغوية خاصة وأن كلام الله منزه عن أي خطأ، وكثيرا ما تُجتزأ من سياقها فيحرّف معناها؛ مما قد يعرض القارئ للفهم الخاطئ أو المختلط”.

استخدام الآيات القرآنية لا يتوقف في مصر عند أصحاب المهن فقط إذ اتجهت المؤسسات الحكومية أيضا إلى استخدام الآيات

وأكدت الوزارة إن إدراج موضوعات دينية في مظهر الخدمة قد يوحي بأن هذه الخدمة مقصورة فقط على أهل هذا الدين، مؤكدة أن الوطن للجميع. وذكرت أنها استندت في هذا الأمر لفتوى من دار الإفتاء المصرية تفيد بأن وضع الآيات بهذه الطريقة لا يجوز لأنها تستخدم في ما لم ترد فيه، مشيرة إلى أن غرس القيم الدينية والأخلاقية أثناء مرحلة الطفولة وتنشئة الأجيال عليها مطلوب للغاية لترسيخ المبادئ الفاضلة وتعليم السلوكيات الإيجابية لدى المجتمع.

وبحسب وسائل إعلام محلية، تم إخطار جميع مسؤولي الحضانات على مستوى البلاد لرصد موقع الحضانة المعنية، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

كما لاقت الصورة ردود فعل واسعة عبر منصات التواصل. ولفت أحد المغردين إلى أن تلك الظاهرة تشهد رواجا بين أصحاب بعض المهن، وقال “بتوع الميكروباصات بيحبوا يكتبوا آية من سورة هود ‘يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ’، وبتوع العصير ‘وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا’ سورة الإنسان. والآن مع فقرة حضانة الأطفال وتقريبا أول استخدام لآية بشكل هيتشكوكي لأن سياق الآية دي هو محاولة قتل يوسف”.

وسخرت مغردة:

وقالت مغردة أخرى:

safaa1312304@

استخدام الآيات القرآنية في الدعاية بالنسبة لي مرفوض مهما كان المكان مثلا الكوافير بيحط “وزيناها للناظرين”، بتاع عصير القصب “شرابا طهورا”، بتاع الميكروباص “يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين”.

واقترح مغرد تسمية الحضانة:

يذكر أن الدين يستخدم في مصر في كل مناحي الحياة، وتنتشر ظاهرة استخدام الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية كوسيلة للترويج والدعاية في أعمال التجارة وغيرها. وتوجد على معظم سبل المياه المفتوحة للعامة في الشوارع المصرية آية “وسقاهم ربهم شراباً طهوراً” وكما تكتب في محال العصائر والمقاهي الآية نفسها أيضا.

كما يكتب السائقون على مركباتهم آية “يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين”، من سورة نوح بالرغم من أنها أنزلت لتصف حديث النبي نوح مع ابنه قبل أن يغرق الطوفان الأرض. ويعلق أصحاب محال بيع الطيور آية “ولحم طير مما يشتهون” (سورة الواقعة).

وعند الكثير من محلات الفاكهة تكتب الآية القرآنية على أبوابها وبداخلها “وفاكهة مما يتخيرون” (سورة الواقعة)، وأيضا في بعض محلات الخياطة يكتب أصحابها آية “وكل شيء فصلناه تفصيلا” (سورة الإسراء). وأيضا يكتب في بعض محلات الألبان “وأنهار من لبن لم يتغير طعمه” (سورة محمد).

وزارة التضامن طالبت أصحاب الحضانات عدم وضع آيات من القرآن أو من الإنجيل، نظرا لما قد تحتويه هذه الآيات من أخطاء إملائية أو لغوية

ويقول مغردون إن كل هذا وغيره كثير يسيء لآيات القرآن ويدلل على التدين المغشوش والشكلي عند الكثيرين. وفسر علماء نفس تلك الظاهرة، برغبة التاجر أو صاحب المهنة بأنه مسألة توظيف للرموز والدلالات الدينية للوصول لفئة كبيرة من المستهلكين للإقبال على بضاعته.

يذكر أن استخدام الآيات القرآنية لا يتوقف في مصر عند أصحاب المهن فقط. إذ اتجهت المؤسسات الحكومية أيضا إلى استخدام الآيات. فعلى مدخل مركز المصل واللقاح بالقاهرة، آية “وإذا مرضت فهو يشفين”. كما توجد على مكتب التأمينات الاجتماعية آية “وآمنهم من خوف”، بالرغم من اختلاف سياق ومعنى الآية.

19