آمال الغزيين معلقة على مفاوضات الدوحة

غزة - يترقب الغزيون بتفاؤل حذر الأنباء الواردة من العاصمة القطرية الدوحة عن المفاوضات الجارية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل اتفاق لإنهاء الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إن الأمر يتوقف على حماس لإبرام الاتفاق، مشيرا إلى أن الاقتراح النهائي على الطاولة في المحادثات غير المباشرة في قطر.
وذكر بلينكن في واشنطن، متحدثا من مركز أبحاث المجلس الأطلسي، أن “الكرة الآن في ملعب حماس. إذا قبلت حماس، فإن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ.”
ويرى متابعون أن حماس لا خيار لها سوى القبول بالاتفاق، في ظل الضغوط التي تمارس عليها من قبل الدوحة للمضي فيه.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي في وقت سابق بأن المحادثات المتعلقة بالتفاصيل النهائية جارية وأن هذه هي أقرب نقطة للتوصل إلى اتفاق منذ أشهر.
وقالت حماس “إن قيادة الحركة والقوى المختلفة أكدت على استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية،” وعبرت عن أملها في “أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل.”
وتوجه وفد من حركة الجهاد الإسلامي مساء الثلاثاء إلى الدوحة “للمشاركة في التفاصيل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.”
وكانت قطر سلمت إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الاثنين بعد “انفراجة” تحققت عند منتصف الليل في المحادثات التي عُقدت في الدوحة.
وحضر ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وبريت مكجورك مبعوث الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن المحادثات التي استضافها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
ومثَّل إسرائيل كل من دافيد برنياع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ورونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال بايدن في كلمة ألقاها الاثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية “الاتفاق… من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس.”
وإذا نجحت تلك المساعي فسيتوج اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد على عام بعد أن أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف من الناس وتدمير معظم أنحاء قطاع غزة ونزوح كل سكانه تقريبا، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.
◙ المباحثات الجارية لم تتضمن البحث في من سيتولى إدارة غزة، لتجنب عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد
ومن شأن الاتفاق أن يخفف أيضا التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعل القتال صراعات بالضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق وأثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
كما سيؤدي الاتفاق إلى عودة رهائن إلى إسرائيل من بين نحو 100 رهينة مازالوا محتجزين منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023 التي شنتها حماس وأدت إلى اندلاع الحرب، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستسلم لفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك تفاصيل عن قوة أمنية مؤقتة تضم قوات دولية وفلسطينيين.
وبحسب المعطيات الواردة، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن إطلاق سراح 33 رهينة، من بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى، وانسحابا تدريجيا وجزئيا للقوات الإسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني إن إسرائيل ستفرج في المقابل عن ألف سجين فلسطيني خلال المرحلة الأولى التي ستستمر لمدة 60 يوما. ولن تشمل الصفقة إطلاق سراح أعضاء في وحدة “نخبة حماس”، المتورطة في هجمات 7 أكتوبر.
وبدءا من اليوم الأول من الاتفاق سيبدأ الإدخال المكثف للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة يوميا على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 شاحنة لشمال قطاع غزة.

وسيستمر ذلك طوال فترة تنفيذ الاتفاق، على أن تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى أعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة.
كما سيسمح لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب غزة منذ بداية الحرب بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع. وسيسمح بحرية تنقل السكان في جميع مناطق غزة.
وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ تبدأ عملية إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق غزة. كما تشمل العملية إعادة إعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية المدمرة. ولم تتضمن المباحثات الجارية البحث في من سيتولى إدارة غزة، لتجنب عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد.
وترفض إسرائيل أن يكون لحماس أي دور في حكم غزة كما اعترضت على مشاركة السلطة الفلسطينية التي أُنشئت بموجب اتفاقات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود وتمارس سيادة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب بلينكن فإن الخطة التي أعدتها الإدارة المنتهية ولايتها لما بعد الحرب تنص على اضطلاع السلطة الفلسطينية المعادة هيكلتها بإدارة غزة، حاثة شركاء دوليين على المساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع.