آمال السلام بين أديس أبابا والمتمردين في تيغراي تتضاءل

دول غربية تحذر من انتهاكات تُرتكب من جميع الأطراف، وتدعو إلى انسحاب الجنود الإريتريين.
الخميس 2022/10/13
تعثر التفاوض يعيد خلط الأوراق

واشنطن - دعت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الأربعاء الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي لبدء محادثات سلام بقيادة الاتحاد الأفريقي، محذرة من مخاطر إنسانية في حال تواصل النزاع المستجد.

وعبرت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والدنمارك وألمانيا وهولندا في بيان مشترك عن “قلق عميق” إزاء انهيار هدنة استمرت خمسة أشهر في أواخر أغسطس.

وقالت في البيان “ندعو الأطراف للإقرار بعدم وجود حل عسكري للنزاع، وندعو حكومة إثيوبيا والسلطات الإقليمية في تيغراي للمشاركة في محادثات بقيادة الاتحاد الأفريقي لمساعدة إثيوبيا في التوصل إلى سلام دائم”.

وحذرت الدول الغربية من انتهاكات تُرتكب من جميع الأطراف ومن بينها إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي وإريتريا التي انخرطت مجددا في النزاع دعما لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

مايك هامر: وجود إريتريا على خط الأزمة الإثيوبية يذكي النزاع

وتابع البيان أن “تجدد المعارك في شمال إثيوبيا يثير مخاطر كبيرة من ارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”، مضيفا أن “أي حل دائم يجب أن يتضمن المساءلة عن ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان”.

ووافق المتمردون، بعد تردد، على قبول وساطة الاتحاد الأفريقي ومقره أديس أبابا. لكن بعد توجيه الاتحاد دعوة لمحادثات في جنوب أفريقيا نهاية الأسبوع الماضي، قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، الذي من المفترض أن يؤدي دورا رئيسيا في المفاوضات، إنه لن يحضر.

ودعت دول الغرب إلى انسحاب الجنود الإريتريين، وقالت “على جميع الأطراف الأجانب التوقف عن تلك الممارسات التي تؤجج هذا الصراع”.

ويقدم الجيش الإريتري الدعم للقوات الإثيوبية مجددا منذ استئناف القتال في الرابع والعشرين من أغسطس ضد متمردي إقليم تيغراي، وهي منطقة في شمال إثيوبيا محاذية لإريتريا التي تشترك معها في حدود طويلة.

وتضطلع إريتريا وهي مقاطعة إثيوبية سابقة استقلت عام 1993 منذ بداية النزاع في نوفمبر 2020 بدور “حاسم” فيه، على خلفية منافسة قديمة مع جارتها تيغراي، وفقا لمراقبين.

ويقول المبعوث الأميركي الخاص في القرن الأفريقي مايك هامر إن وجودها “يذكي النزاع”.

ويقول باتريك فيراس المحاضر في شؤون الجغرافيا السياسية ورئيس جمعية إستراتيجيات أفريقية إن رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد تحالف مع إريتريا عندما وقع اتفاقية السلام” مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في 2018.

الجيش الإريتري توغل في عدة أماكن في شمال تيغراي، لكن تقدمه مازال محدودا

وهذه الاتفاقية التي أكسبت آبي جائزة نوبل للسلام ووضعت حدا لعشرين عاما من النزاع بين البلدين، كانت وفقا له “قبل كل شيء تحالفا مع إريتريا للتدخل المحتمل لاحقا ضد قادة تيغراي”.

ويؤكد فيراس أن “إريتريا فاعل رئيسي في النزاع يعتمد عليه آبي أحمد بشدة”. فمن الناحية العسكرية، يسمح تدخل أسمرة في الشمال جنبا إلى جنب مع القوات الإثيوبية التي نُشرت مؤخرا في إريتريا لآبي أحمد بجعل تيغراي بين نارين، مع مقاتلة القوات الإثيوبية الفيدرالية والإقليمية من الجنوب.

ويؤكد بن هانتر محلل شؤون أفريقيا في معهد تقييم المخاطر فيريسك مابلكروفت “يؤدي الجيش الإريتري دورا حاسما في هذا النزاع” ولكن “بإرسال الآلاف من جنوده إلى إريتريا، وضع آبي أحمد مصيره في أيدي أفورقي”.

وميدانيا، توغل الجيش الإريتري في عدة أماكن في شمال تيغراي. لكن تقدمه مازال محدودا، كما تشير المصادر الدبلوماسية والإنسانية، ومن الصعب معرفة القوة العسكرية لهذا البلد المنعزل.

وتُعبئ إريتريا، وهي مجتمع شديد العسكرة، مجنّديها الشباب رجالا ونساء للقتال لفترة غير محددة. وهي متهمة بارتكاب انتهاكات متعددة خلال المرحلة الأولى من النزاع.

5