آلية التذكر الإيجابية لدى الأطفال تساعدهم على التأقلم مع الجائحة
برلين – تشكل جائحة فايروس كورونا فترة غريبة للغاية بالنسبة إلى الأطفال الذين قضوا في بعض الأحيان شهورا بعيدا عن زملاء المدرسة، ولم تتسن لهم رؤية أصدقائهم أو عائلاتهم.
وقد يساور القلق الآباء بشأن كيف سيتذكر أطفالهم هذه الفترة القاسية، وما إذا كانوا سوف يتذكرونها بسلبية. ولا ترى طبيبة علم النفس جابريل فراي داعيا للقلق.
وتوضح الخبيرة الألمانية المتخصصة في الأطفال والمراهقين “دائما ما يميل الأطفال إلى تذكر الأمور الإيجابية، كما نفعل”.
ولدى فراي تفاؤل في أن آلية التذكر هذه سوف تجدي نفعا أيضا مع الجائحة. الأشياء المتعلقة بالجائحة التي سوف تعلق مع الأطفال هي الأحداث الإيجابية: على سبيل المثال أن الجدة لعبت معهم كثيرا من الألعاب، أو أن الأم قرأت لهم المزيد من الكتب.
وفي الوقت الذي يعود فيه العالم مجددا، ولكن ببطء، إلى الوضع الطبيعي، بفضل حملات التطعيم ضد الفايروس، تحذر فراي الأسر من تعجيل الأمور، على سبيل المثال، بإقامة تجمعات كبيرة مع الأصدقاء.
وتقول إنه يمكن للآباء أن يساعدوا الأطفال تدريجيا على التأقلم بأن يوضحوا لهم أن الأسرة تأخذ الأمور على نحو بطيء، دون تعجل.
ويؤكد الخبراء أن الأطفال خسروا كثيرا جراء الجائحة، حيث مع إغلاق المدارس ألغيت الأنشطة والحفلات والمباريات الرياضية والأنشطة، فخاب أملهم بفقدان ما اعتادوا عليه بسبب داء كورونا. وتنصح الدكتورة ليزا دامور الأخصائية النفسية بأن يتفهم الآباء حزن أطفالهم. فبالنسبة إلى المراهقين تعد هذه الأمور خسائر كبرى في حياتهم. وتنصح بدعمهم ولا تستغرب أبدا حزنهم الشديد وإحباطهم بسبب الأشياء التي خسروها، ويبكونها الآن. وقالت دامور مخاطبة الآباء “عند ظنكم أنهم يعانون هذه المشاعر فتعاطفكم ودعمكم إيّاهم يمثل السلوك الصحيح في هذه الحالة”.
وتترافق جائحة كورونا مع مشاعر مثل القلق والإجهاد والشك وهي مشاعر تأتي شديدة مع كافة الأطفال في كل المراحل العمرية. وعلى الرغم من أن الأطفال يتعاملون مع هذه المشاعر بطرق مختلفة، لكن طفلك إذا ما واجه إغلاقا للمدارس وإلغاء للأنشطة والفصل عن الأصدقاء فإنه بحاجة للمزيد من الرعاية والدعم.
