آلاف الحجاج السوريين يتجهون للسعودية مباشرة مع تحسن العلاقات

سوريون يعبرون عن سعادتهم لأداء الفريضة هذا العام دون الاضطرار إلى اعتماد رحلات جوية طويلة تتوقف في دول أخرى.
الخميس 2024/06/06
سبعة آلاف سوري سافروا إلى مكة منذ استئناف الرحلات الجوية

دمشق - يسافر آلاف الحجاج من المناطق التي تسيطر عليها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد للسعودية مباشرة لأداء الفريضة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، في إشارة على عودة الأسد تدريجيا إلى الصف العربي.

وقطعت الرياض العلاقات مع الأسد بعد اندلاع الصراع السوري عام 2011 ودعمت شخصيات معارضة له، بما شمل منح المعارضة السورية الآلاف من تأشيرات الحج لتوزيعها على سوريين في لبنان والأردن ومصر وتركيا.

لكن المملكة أعادت العلاقات مع الأسد العام الماضي وعينت في مايو فيصل بن سعود المجفل سفيرا لها في سوريا منذ قطع العلاقات.

كما عادت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في 28 مايو الماضي، مما سمح للحجاج بالتوجه مباشرة من دمشق إلى جدة لأداء الفريضة.

وقالت الحاجة برلنتا الدمشقية (84 عاما) وهي من سكان دمشق إنها في غاية السعادة وما زالت غير مصدقة أنها ستؤدي فريضة الحج.

وبينما تمكن بعض السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من أداء فريضة الحج في السنوات الماضية عبر رحلات جوية طويلة تتوقف في دول أخرى، فقد ثبت أن مثل هذه الرحلات الطويلة شاقة للغاية لا سيما بالنسبة لكبار السن.

وقالت هدى أبوشعر عن مشاعرها لدى معرفة نبأ عودة الرحلات الجوية المباشرة "صراحة أنا وقت سمعت هاد الخبر إنه كتير كانت فرحة كبيرة لإلنا، لسوريا كلها يعني كانت الفرحة كبيرة".

وحضرت هدى حقيبتها بعناية، بما في ذلك ورقة بها قائمة طويلة بالدعوات التي طلب منها أقاربها الدعاء بها لهم في مكة.

وقال باسم منصور، مدير عام المؤسسة العامة للطيران المدني السوري، إن سبعة آلاف سوري على الأقل سافروا بالفعل إلى مكة منذ استئناف الرحلات الجوية.

وأضاف لرويترز "تجهيزاتنا ومطاراتنا آمنة، مهابطنا جيدة، طائراتنا بشكل جيد".

وتعرض مطار دمشق الدولي مرارا لما يشتبه أنها ضربات جوية إسرائيلية في السنوات القليلة الماضية في إطار حملة إسرائيلية ضد منشآت سورية تقول إن إيران تستخدمها لنقل أسلحة.

وقطعت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في 2012، احتجاجاً على استخدام القوة في قمع احتجاجات شعبية اندلعت عام 2011، وذلك قبل أن تتحول إلى نزاع مدمر.

وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في فبراير 2023، وأوقع قرابة 6 آلاف قتيل، عاد خط جوي بشكل استثنائي مع تسيير رحلات مساعدات إغاثية، من دون أن تقل ركابا، وفق ما قال مدير المكتب الإعلامي في وزارة النقل السورية، سليمان خليل، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقدمت السعودية إلى جانب قطر ودول عربية أخرى، خصوصًا في السنوات الأولى للنزاع، دعماً للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سوريا، لكن تغييراً طرأ على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وعادت الزيارات واللقاءات بين مسؤولي دمشق والرياض.

ومنذ عام 2013، كانت المملكة قد سلمت ملف الحج الخاص بسوريا إلى "لجنة الحج العليا السورية"، المنبثقة عن "الائتلاف السوري" المعارض.

وبعد تطبيع علاقاتها مع النظام السوري أعادت الملف السيادي له، وخصصت نسبة محددة بنحو 5 آلاف حاج لمناطق الشمال السوري وشمال شرقي البلاد. وهؤلاء يتم تسيير رحلاتهم عبر اللجنة التابعة للائتلاف المعارض.

وخلال سنوات النزاع، أوقفت معظم شركات الطيران رحلاتها المباشرة باتجاه دمشق، فيما حافظت دول قليلة على وجهاتها المباشرة إلى العاصمة السورية، مثل طهران وموسكو الحليفتين لدمشق.