آفاق عودة بوينغ ماكس للتحليق لا تزال مغلقة

الشركة الأميركية تسعى إلى الإعداد لعودة طائرة 737 ماكس إلى الأجواء، وتعمل مع مورّديها لتجنب أي خلل.
الجمعة 2019/05/31
عاطلة عن العمل حتى إشعار آخر

رسمت شركة بوينغ وخبراء صناعة الطيران صورة قاتمة لفرص عودة الطائرة 737 ماكس إلى الطيران، وقدمت بوينغ اعتذارات جديدة مؤكدة أن بعض شركات الطيران تواصل المطالبة بتأجيل استلام طلبياتها من تلك الطائرة.

 نيويورك - أقرت شركة بوينغ الأميركية أمس بتفاقم العقبات التي تواجهها قبل أن تتمكن من رفع حظر الطيران على طائرة 737 ماكس، التي منيت بكارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصا.

وأكد دينيس مويلنبرغ الرئيس التنفيذي للمجموعة الأميركية أمام أوساط المال في نيويورك، أن هناك خلافات مع شركات الطيران التي تأثرت برامجها لذروة موسم السفر في الصيف المقبل بأزمة الطائرة.

وأضاف أن بعض شركات الطيران “طالبت بتأجيل تسلم طائراتهم الجديدة، في حين أخبرتنا شركات أخرى أنها تريد الحصول على طائراتها قبل الموعد المحدد”.

وقال مويلنبرغ لقناة سي.بي.أس في أول مقابلة تلفزيونية له منذ منع تحليق الطائرة بعد حادث الطائرة الإثيوبية في 10 مارس الماضي، “أعتذر مرة أخرى وأعترف بأن الكارثتين الجويتين قوضتا ثقة الجمهور” في طائرة 737 ماكس.

وأضاف “نحن آسفون لفقدان الأرواح في كلا الحادثين. يجب أن نعمل لاستعادة ثقة الركاب”.

في هذه الأثناء استبعد ألكساندر دي جونياك المدير العام للجمعية الدولية للنقل الجوي (إياتا) إمكانية عودة طائرة ماكس إلى التحليق “قبل 10 إلى 12 أسبوعاً” أي ليس قبل أغسطس
المقبل.

ونظمت وكالة الطيران الفيدرالية الأميركية الأسبوع الماضي في تكساس اجتماعا مع ممثلين عن هيئات الطيران المدني في 33 دولة، لكنها لم تتوصل إلى توافق معها. وغادر ممثلو الهيئات دون تحديد تاريخ وضع الطائرة مجددا في الخدمة.

وقال مويلنبرغ “نأمل أن تتوصل إدارة الطيران الفيدرالية إلى توافق دولي واسع، ولكن قد ترتأي سلطات مدنية دولية اعتماد جدول زمني مختلف وبالتالي ستتعين علينا مواءمة مشاريعنا وفقا للقرارات المختلفة لعودة الطائرة فعليا إلى الخدمة“.

وساد نظام يقوم على المعاملة بالمثل قبل المشكلات التي واجهتها 737 ماكس، إذ كان المسؤولون عن تنظيم الطيران المدني في الدول الأخرى يعتمدون تقييم سلطات بلد المنشأ، التي كانت في حالة شركة بوينغ، وكالة الطيران الفيدرالية.

دينيس مويلنبرغ: لدينا خلافات كبيرة مع شركات الطيران التي يطالب بعضها بتأجيل استلام طائرات بوينغ 737 ماكس
دينيس مويلنبرغ: لدينا خلافات كبيرة مع شركات الطيران التي يطالب بعضها بتأجيل استلام طائرات بوينغ 737 ماكس

لكن الوكالة كانت الجهة المنظمة الأخيرة التي منعت 737 ماكس من التحليق، ما أثار الريبة تجاه دقة وسلامة قراراتها.

وأصر مويلنبرغ على مواصلة “الحوار” مع وكالة الطيران الفيدرالية لاسيما بشأن التغييرات التي يتعين إجراؤها على نظام تثبيت الطائرة أثناء التحليق والذي اعتبر مسؤولا عن الحادثتين.

وأقر الأربعاء بوجود “أخطاء” بما في ذلك في نظام الاتصالات، الذي يفترض أن ينقل إلى برمجية الطائرة إشارة التنبيه لتحذير الطيارين من وجود خلل في “زاوية المواجهة”.

وتقول بوينغ التي لم تقدم بعد وثائق 737 ماكس المعدلة لإصدار تراخيص الاعتماد، إنها تعمل من جانبها كذلك مع شركات الطيران وإنها عقدت اجتماعات عبر الهاتف خلال الأسبوعين الأخيرين للمساعدة في الإعداد لعودة ماكس إلى الأجواء وتعمل مع مورديها لتجنب أي خلل.

وقالت شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست إن الأمر يستغرق حوالي 120 ساعة لإخراج الطائرة من المستودع وإعدادها للاستخدام.

ومع اعترافه بأن أزمة 737 ماكس “نقطة تحول” في تاريخ شركة بوينغ، يؤكد مويلنبرغ أن محادثات جارية للتعويض على الشركات.

وأضاف “في بعض الحالات، قد يكون دفع المال نقدا جزءا من الحل وأن ذلك سيتم على أساس كل حالة على حدة”.

وفي نهاية أبريل الماضي، قدرت بوينغ التكلفة الأولى للمشكلات التي تسببت فيها 737 ماكس بمليار دولار بعد خفض الإنتاج من 52 إلى 42 طائرة شهريا وتعليق عمليات التسليم.

ولكن الفاتورة مرشحة للارتفاع، خصوصا وأن أسر الضحايا لجأت إلى المحاكم وتدريب الطيارين قد يكون مكلفا.

وفي حال اعتبر استخدام جهاز المحاكاة إلزاميا، مثلما تطلب بعض الدول، فقد تتأخر عودة الطائرة إلى الخدمة بسبب وجود جهاز واحد فقط في الولايات المتحدة وهي السوق التي توليها بوينغ الأهمية.

ولا تتوقع شركتا أميركان إيرلاينز وساوثوست التي طلبت الحصول على جهاز محاكاة أن تتسلمه حتى نهاية العام.

ومن المقرر أن يلتقي ممثلون عن شركات الطيران العالمية السبت المقبل في كوريا الجنوبية في ظل توترات تجارية وارتفاع في أسعار النفط ومنع تحليق الطائرة بوينغ 737 ماكس المستمر منذ شهرين، مما يهدد بوقف مسيرة الأرباح القوية التي دامت لخمس سنوات في قطاع النقل الجوي المتسم بحدة المنافسة.

ويتوافد رؤساء أبرز شركات القطاع إلى سول لحضور القمة السنوية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) التي تُعقد مطلع الأسبوع.

ويضم الاتحاد 290 شركة طيران تمثل أكثر من 80 بالمئة من عمليات النقل الجوي في العالم.

وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد ألكسندر دي جونياك إن “الأشهر الستة الأخيرة كانت عصيبة جدا على شركات الطيران”.

وأوضح أن ارتفاع التكلفة والحروب التجارية وأوجه عدم التيقن الأخرى من المرجح أن يكون لها تأثير على الأرباح.

وتُعقد القمة على مدار ثلاثة أيام وتشكل فرصة لاختبار التيارات السائدة في قطاع نقل الركاب والشحن الجوي، التي تشكل بدورها مقاييس مهمة لثقة المستهلكين والشركات وسط اضطرابات اقتصادية عالمية.

وتبدو أحدث توقعات الاتحاد بتحقيق القطاع 35.5 مليار دولار من الأرباح هذا العام غير واقعية حاليا، بسبب هبوط في سوق الشحن وضعف النمو في قطاع نقل الركاب. ولمح دي جونياك بقوة إلى أن الاتحاد سيخفض تلك التوقعات خلال قمة سول.

وتراجع حركة الشحن، حيث انخفضت الأحجام 3.7 بالمئة في أبريل بما يشمل هبوطا بنسبة 7.4 بالمئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، يمثل مبعث قلق لكبرى شركات الشحن الجوي مثل كاثي باسيفيك والخطوط الجوية الكورية التي تستضيف قمة إياتا.

وقال برايان بيرس كبير اقتصاديي إياتا “شهدنا حقا منذ نهاية العام الماضي تدهورا كبيرا في حركة التجارة العابرة للحدود بعد جولة زيادات الرسوم الجمركية التي حدثت في وقت سابق”.

وتضم الاجتماعات نحو 200 رئيس تنفيذي في أكبر تجمع لقادة القطاع منذ أزمة منع 737 ماكس من التحليق.

10