آفاق عملية السلام في المنطقة محور مباحثات سعودية أميركية

الرياض - اجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي في خضم زيارة قادها مستشار البيت الأبيض صحبة وفد أميركي وإسرائيلي مشترك لزيارة الإمارات في إطار الإعلان الثلاثي المشترك وخارطة الطريق نحو تدشين التعاون بين الإمارات وإسرائيل.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الجانبين بحثا "آفاق عملية السلام في المنطقة وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم".
وأضافت "واس" إنّه "جرى خلال اللقاء بحث الشراكة بين البلدين الصديقين وأهمية تعزيزها في المجالات كافة خصوصاً بما يحقّق الأمن والاستقرار في المنطقة وما يضمن تعزيز الأمن والسلم الدوليين".
وسمحت السلطات السعودية بتحليق طائرة العال الإسرائيلية التي انطلقت الاثنين من مطار بن غوريون حاملة على متنها الوفد الأميركي الإسرائيلي حيث حلقت في أجواء السعودية وفوق العاصمة الرياض قبل أن تحطّ في مطار الرئاسة بأبوظبي.
ولم تنتقد السعودية الاتفاق بين حليفتها الإقليمية الأقوى الإمارات وإسرائيل، لكنها أعادت التأكيد على عدم تطبيع علاقاتها مع تل أبيب قبل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
ويقول مراقبون أن الموقف السعودي إزاء التطبيع مع إسرائيل جعل من الرياض موضع جهد أميركي خاص لإقناعها بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وهو ما يقوم به كوشنر والوفد المرافق له خلال زيارته للمملكة.
ويزور كوشنر الرياض قادما من المنامة أين عبر العاهل البحريني خلال لقائه مستشار الرئيس الأميركي "عن شكره لما تقوم به الإدارة الأميركية من جهود متواصلة تهدف لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وأكّد أن "الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية".
وكان العاهل البحريني أكد لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاسبوع الماضي التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي ترعاها المملكة وتنصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة مقابل تطبيع العلاقات.
وكانت البحرين مع سلطنة عمان على رأس البلدان المرشّحة للسير على خطى الإمارات في إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، لكنّ تطابق موقف المنامة مع موقف الرياض جعل مراقبين سياسيين يقولون إن البحرين بصدد انتظار ضوء أخضر من جارتها الكبرى السعودية قبل الحديث عن إقامة علاقات طبيعية بين المنامة وتل أبيب.
وغادر وفد إسرائيلي أبوظبي الثلاثاء بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في عدة مجالات بين الدولتين، بانتظار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع.
وفي أبوظبي، اتفق المسؤولون الإماراتيون مع نظرائهم الإسرائيليين الاثنين على مباشرة "مناقشة آفاق التعاون الثنائي" في مجالات رئيسية"، بحسب بيان مشترك إماراتي أميركي إسرائيلي.
وهذه المجالات هي "الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة".
واعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أنّ عبد الحميد محمد سعيد الأحمدي محافظ مصرف الإمارات المركزي ورونن بارتس مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقّعا مذكرة تفاهم "للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي".
واتفق الجانبان على "تشكيل مجموعات عمل ولجان ثنائية لتسهيل الأعمال المصرفية".
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية "نحن في بداية عملية تاريخية، ونعتزم تعزيز إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات في كلا البلدين بأسرع ما يمكن، والعمل على تعزيز التعاون الثنائي".
وتابع "إن تبادل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال بين البلدين هو المفتاح لتحقيق إمكانات العلاقة".