آفاق ثورية لدمج الذكاء الاصطناعي في برامج المكاتب

مايكروسوفت وغوغل تعلنان دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجهما المعلوماتية التي تستخدمها الشركات في غضون أشهر قليلة.

الأربعاء 2023/04/05
استعدوا لأكبر تغيير في عملكم!

باريس - رجح محللون أن يتيح دمج الذكاء الاصطناعي في برامج المعلوماتية الأكثر استخداما في المكاتب حول العالم ميزات استثنائية لِمَن يستخدمون أجهزة الكمبيوتر في عملهم، كإمكانية إنشاء ملخّص لاجتماع عُقد عبر الفيديو بنقرة واحدة.

وكانت مايكروسوفت صاحبة برامج وورد وإكسيل وباور بوينت وتيمز وأوتلوك ومنافستها غوغل صاحبة دوكس وجي مايل أعلنتا منتصف مارس الماضي أنهما “ستُدمجان تقنية الذكاء الاصطناعي في برامجهما المعلوماتية التي تستخدمها الشركات في غضون أشهر قليلة”. وأعلنتا انطلاق مرحلة التجارب.

ويتزايد عدد الدراسات للتكهّن بالتأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال مع تضرر مئات الملايين من الوظائف أو حتى الاستعاضة عنها.

نيكولا غوديميه: مختلف الأنشطة في كل المجالات ستتأثر بالذكاء الاصطناعي
نيكولا غوديميه: مختلف الأنشطة في كل المجالات ستتأثر بالذكاء الاصطناعي

ويقول نيكولا غوديميه، وهو متخصص في الذكاء الاصطناعي لدى شركة وان بوينت، إنّ “مختلف الأنشطة في المجالات كلها ستتأثر” بالذكاء الاصطناعي.

وتشير دراسة حديثة أجراها بنك غولدمان ساكس إلى أنّ نحو ثلثي الوظائف الحالية في العالم قد تصبح آلية بدرجات متفاوتة، فيما سيحلّ الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ينشئ محتوى محلّ حوالي ربع المهام.

ومن خلال الاستقراء، توصل المصرف إلى أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يساهم في جعل نحو 300 مليون وظيفة بدوام كامل آلية.

وستكون الوظائف الإدارية والقانونية الأكثر تضررا، إلا أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي سيساهم من ناحية أخرى، في إيجاد فرص عمل جديدة ومهن حديثة.

وكونه أحد عوامل زيادة الإنتاجية “قد يساهم الذكاء الاصطناعي على المدى البعيد في رفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً بنسبة 7 في المئة”، وفق غولدمان ساكس.

وتُظهر مقاطع الفيديو التوضيحية لمايكروسوفت وغوغل ما يمكن أن يوفّره دمج الذكاء الاصطناعي في برامجها، كتحليل للبيانات في إكسيل، ورسائل بالبريد الإلكتروني مُعدَّة مسبقا، وإدارة صندوق البريد، وغير ذلك من الاحتمالات الواسعة.

ويتمثّل أحد التغييرات الأساسية في أنّ المستخدم سيكون قادرا على صياغة طلباته بلغة بسيطة من دون الحاجة إلى إتقان التفاصيل المعقّدة للبرامج.

وتؤكّد الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في فرنسا فرانسواز سولييه – فوغلمان، خلال ندوة نظمتها أخيرا فرانس ديجيتال، التي تشير إلى أنها أول اتحاد للشركات الناشئة في أوروبا، أنّ “الواجهة أي نقطة التفاعل بين أكثر من مكوّن تمثل ثورة” في هذا المجال.

ويقول غوديميه إنه بمجرد استخدام هذه الأدوات سيكون من الصعب الاستغناء عنها، وأضاف “سنصبح قادرين على إنجاز مهام إضافية وبسرعة أكبر، كتصفّح نصوص ملخّصة بدل قراءة مستندات بأكملها. والشركات التي لن تستخدمها سريعاً لن تحرز تقدما”.

أما سولييه – فوغلمان فترى أنه “علينا مساعدة شركاتنا على النمو باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإلا لن تستمر”، مضيفة “هل ينبغي أن نثق بهذه التقنية بصورة تامة؟ كلا! بل علينا استخدامها”.

◙ دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج الحاسوبية سيكون بمثابة مكسب لمايكروسوفت وغوغل اللذين سيبيعان الخدمة الجديدة لقاء مبالغ مرتفعة

وسيكون دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج الحاسوبية بمثابة مكسب لمايكروسوفت وغوغل اللذين سيبيعان الخدمة الجديدة لقاء مبالغ مرتفعة. لكنّ الشركات سيتعيّن عليها مواجهة تحديات إضافية.

وداخل الشركات التي بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي، يقول ثلث الموظفين إنّ هذه التقنية ساهمت في جعل مجموعة من المهام آلية.

لكنّ نصفهم يشير إلى أنها أوجدت مهاماً جديدة، على ما يُظهر مسح أجرته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي شمل خمسة آلاف موظف وألفي شركة في أوروبا والولايات المتحدة، نُشر في مارس الماضي.

ويلفت ثلاثة أرباع مستخدمي الذكاء الاصطناعي في المسح إلى أنّ هذه التقنية ساهمت في تسريع أعمالهم. وبينما يؤكد 80 في المئة من المستخدمين أنّ الذكاء الاصطناعي قد حسّن أداءهم في العمل، يبدي 14 في المئة إلى 19 في المئة قلقاً كبيراً من خسارة وظائفهم أو أن يشكل الذكاء الاصطناعي سبباً في خفض رواتبهم.

ويرغب 57 في المئة من الموظفين في حظر اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بقرارات تسريح الموظفين، بينما يريد 40 في المئة حظره في إجراءات التوظيف.

ويخشى نصف هؤلاء من أن تجمع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الشركات التي يعملون فيها معلومات عنهم أو عن طريقة عملهم، مع شعورهم بأنهم يتعرضون لضغط متزايد في ما يخص أداءهم.

10