آخر المصابغ اليدوية تتحدى الزمن في القاهرة

واحدة من آخر المصابغ اليدوية توفر “كل أنواع الخيوط” التي تستخدم في صناعة النسيج أو في صناعة الأحذية اليدوية أو في “الكليم” أو السجاد.
الاثنين 2020/01/27
أكثر من 120 عاما

القاهرة – في حي الدرب الأحمر في القاهرة الإسلامية، يحافظ سلامة محمود سلامة الذي يملك واحدة من آخر المصابغ اليدوية في العاصمة المصرية، على حرفته وينقل خبراته من جيل إلى جيل منذ أكثر من 120 عاما.

وفي أجواء تعبق ببخار الماء ورائحة الأصباغ الكيميائية، يقوم عمال لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة بتفكيك الخيوط الطويلة ويضعونها على عصي خشبية ثم يغمرونها في أحواض كبيرة مملوءة بالماء الساخن الممزوج بالألوان.

ومن القطن إلى الحرير مرورا بالبوليستر أو الصوف، تتعامل المصبغة التي أنشئت في عام 1901 مع “كل أنواع الخيوط” التي تستخدم في صناعة النسيج أو في صناعة الأحذية اليدوية أو في “الكليم” أو السجاد، حسب ما يقول بفخر محمد كامل الذي يعمل مع والد زوجته منذ 7 سنوات.

ويوضح محمد كامل مراحل العمل قائلا “نبدأ بتسوية القطن ثم نغمره في الصبغة ونضع عليه بعض الملح لتثبيت اللون، وبعد ذلك نصفي الخيوط من الماء قبل أن نعصرها في آلة كهربائية، ونعلقها بعد ذلك في الهواء لتجف”.

ومن أصل 23 مصبغة يدوية كانت تعمل في العاصمة المصرية، لم تبق إلا حفنة من بينها مصبغة سلامة.

ويوضح سلامة أن الزبائن يأتون إلى مصبغته لأنه يستطيع أن يتعامل مع أي كمية من الخيوط صغيرة كانت أم كبيرة. ففي حين أن المصابغ الصناعية تتعامل مع نصف طن من الخيوط كحد أدنى، يستطيع هو أن يصبغ “كيلوغراما واحدا أو نصف كيلوغرام” حتى.

ويؤكد الرجل البالغ من العمر 83 عاما أن زبائنه يأتون من كل أنحاء مصر ومن السودان كما أن هناك سيدة “تأتي إلينا من الولايات المتحدة”. لكنه يأسف على المنافسة التي تلقاها صناعة النسيج المصري من المنتجات الصينية المماثلة.

ويقول “في محل شهير في الأزهر، تباع الكنزة الصوف في مقابل 200 جنيه (12.6 دولار) لكن يمكنك أن تجد كنزة مماثلة على الرصيف بصناعة صينية في مقابل 30 جنيها (1.9 دولار)”.

24