آثار كورونا على الصحة العقلية للأطفال تستمر لسنوات عديدة

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تشير إلى أن الأطفال واليافعين، حتى قبل الجائحة، تحملوا عبء اعتلالات الصحة العقلية.
الخميس 2021/10/07
نتائج الحياة المستقبلية للأطفال على علاقة بصحتهم العقلية

نيويورك – حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن تأثير كورونا على صحة الأطفال وعافيتهم العقليتين قد يستمر لسنوات عديدة مقبلة.

وأشارت المنظمة إلى أن الأطفال واليافعين، حتى قبل الجائحة، تحملوا عبء اعتلالات الصحة العقلية في ظل غياب أي استثمارات كبيرة لمعالجتها.

ونشرت اليونيسف تقريرها الرئيسي بشأن وضع الأطفال في العالم بعنوان “حالة أطفال العالم لعام 2021؛ بالي مشغول: تعزيز الصحة العقلية للأطفال وحمايتها ورعايتها”.

ويمثل هذا التقرير أكبر دراسة تُعدّها اليونيسف حول الصحة العقلية للأطفال واليافعين ومقدمي الرعاية في القرن الحادي والعشرين، وفقا للوكالة الأممية.

ووفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة، فإنه على الصعيد العالمي، يُقدر أن أكثر من 1 من بين كل سبعة مراهقين، ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، تم تشخيصهم على أنهم مصابون باضطراب عقلي.

ويموت نحو 46 ألف مراهق بسبب الانتحار كل عام، وهو من بين الأسباب الخمسة الأولى للوفاة بين أفراد هذه الفئة العمرية. وفي الوقت نفسه، لا تزال هناك فجوات واسعة بين احتياجات الصحة النفسية وتمويل الصحة النفسية.

ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات واسعة بين احتياجات الصحة النفسية وتمويل الصحة النفسية، حيث يتم تخصيص 2 في المئة فقط من ميزانيات الصحة الحكومية للإنفاق على الصحة العقلية.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور إن الأشهر الـ18 الماضية كانت ثقيلة جدا بالنسبة إلينا جميعا، وخاصة الأطفال، “فمع عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على الحركة بسبب الجائحة، أمضى الأطفال سنوات عصيبة بعيدا عن العائلة والأصدقاء والفصول الدراسية واللعب، وهي العناصر الأساسية للطفولة نفسها”.

وأعربت فور عن أسفها لقلة الاستثمارات الحكومية المخصصة لتلبية هذه الاحتياجات الماسة، وقالت “لا يتم إيلاء أهمية كافية للعلاقة بين الصحة العقلية ونتائج الحياة المستقبلية”.

وأظهرت نتائج دراسة ألمانية أن جائحة كورونا تسببت في ظهور اضطرابات نفسية لدى الأطفال. وغيّرت أزمة كورونا حياتهم اليومية بشكل اشتد فيه الشعور بالخوف والقلق لديهم.

وعبّر باحثون ألمان عن مخاوفهم من تزايد أعراض الاكتئاب والاضطرابات النفسية الجسدية لدى الأطفال في ظل أزمة كورونا. وكشفت نتائج دراسة حديثة أنه قبل أزمة كورونا كان اثنان فقط من أصل كل عشرة أطفال معرضين لخطر الإصابة بأمراض نفسية. وبسبب كورونا وصل العدد إلى ثلاثة من أصل كل عشرة أطفال، نقلا عن الموقع الإخباري الألماني “شتوتغرتر ناخغيشتن”.

وأجريت هذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في ألمانيا في الفترة ما بين منتصف ديسمبر 2020 إلى منتصف شهر يناير من العام الحالي. واستعان فيها الباحثون بأكثر من 1000 طفل وشاب وأكثر من 1600 من الآباء، وذلك من خلال استطلاع للرأي واستبيان عبر الإنترنت.

ومن أجل معرفة التغيرات التي حدثت خلال فترة كورونا قارن الباحثون نتائج الدراسة الجديدة بنتائج دراسات سابقة تمّ إنجازها قبل أزمة كورونا. ورغم أن الدراسة أنجزت في ألمانيا إلا أن الخبراء في مختلف دول العالم سجلوا بدورهم وجود تأثيرات على نفسية الأطفال خلال هذه الأزمة.

ومقارنة بالدراسات السابقة تبيّن أن 85 في المئة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالتوتر والضغط خلال أزمة كورونا. وفي شهر يونيو من العام الماضي كانت النسبة 71 في المئة فقط، حسب موقع الصحيفة الألمانية “زود دويتشه تسايتونغ”. ويرى سبعة من كل عشرة أطفال أن جودة ونوعية حياتهم قد تراجعت.

وقبل الجائحة كان العدد ثلاثة من كل عشرة. ووفقا للباحثين المشرفين على الدراسة فقد ازدادت المخاوف والقلق بشكل كبير مرة أخرى وسط الأطفال.

21