آثار جانبية لتناول المسكنات أثناء التمارين الرياضية

مضادات الالتهاب تتدخل في عمليات التمثيل الغذائي وتشكل مخاطر صحية كبيرة.
الأحد 2020/11/01
المسكنات لا تحل مشكل آلام التمارين الرياضية

عدّد خبراء الطب الرياضي مساوئ تناول المسكنات لتحمل آلام التمارين الرياضية ذلك أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والنوبات القلبية، ويمكن أن تتأثر الكلى أيضا من جراء ذلك، كما يزداد خطر حدوث ما يسمى بكسور التعب في العظام، واقترح خبراء الطب الرياضي حلولا لتجنب الآلام عوض تناول المسكنات أو مضادات الالتهاب.

برلين - حذّر خبراء الطب الرياضي من تناول المسكنات كحيلة يتبعها البعض لتحمل آلام التمارين الرياضية، لما لذلك من آثار جانبية كبيرة خاصة مع الإجهاد الشديد.

ويعتقد العديد من الأشخاص أن  مسكنات الألم هي الحل السحري للتخلص من أي ألم يعاني منه المرء، فيعمدون إلى تناولها خاصة أثناء التمارين الرياضية. ويوجد العديد من أنواع المسكنات التي تحتوي على مواد فعالة مختلفة، إلا أن أثر هذه المسكنات الذي يختلف باختلاف المواد المستخدمة بها، يلحق أضرارا سواء على المدى القصير أو البعيد بالكلى ويزيد من خطر حدوث ما يسمى بـ”كسور التعب” في العظام.

ويشيع استخدام ما يعرف بمضادات الالتهاب المحتوية على المادة الفعالة NSAR، مثل الإيبوبروفين، وهو ما يشكل مخاطر صحية كبيرة مرتبطة بالنشاط البدني المكثف، لأن المواد الفعالة تتدخل في عمليات التمثيل الغذائي.

ويزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والنوبات القلبية، ويمكن أن تتأثر الكلى أيضا من جراء ذلك، كما يزداد خطر حدوث ما يسمى بكسور التعب في العظام.

وأكد الخبراء الألمان على أن مسكنات الألم لا تعالج أسباب الأعراض، والتي غالبا ما تكون نتيجة عدم التوازن بين حمل التمرين وتحمل الرياضي نفسه، لذلك يتعين الفحص الطبي لتقرير طريقة المعالجة الصحيحة للآلام أثناء التمرين.

التدرب بشكل مفرط والاعتماد على مسكنات الألم بدرجة أعلى من الطبيعي، ينتجان تأثيرات أكثر خطورة على شفاء العظام والكسور المحتملة

كما توصل باحثون في جامعة غرناطة الإسبانية إلى أن جرعات صغيرة من مسكنات الباراسيتامول والإيبوبروفين ومسكنات أخرى تساعد الرياضيين المحترفين على تحسين أدائهم، لكنهم حذروا الرياضيين والأطباء والسلطات المعنية ودعوهم إلى الانتباه جيدا إلى الآثار الجانبية والمشكلات الصحية المرتبطة بالاستخدام الطويل أو الجرعات الزائدة لهذه الأدوية.

وأضاف الباحثون أن جرعات صغيرة من هذه المسكنات تقوي الرياضيين حتى لو كانوا يتناولونها عادة للسيطرة على الإصابات.

يقول دارياس هولغادو قائد فريق البحث إن “الباراسيتامول” يمكن أن يقلل من الضغط الحراري الذي يمر به الرياضيون أثناء التمرين، ومن ثم يمكن أن يزيد قدرتهم على التدريب في ظروف حارة، حيث تلعب درجة حرارة الجسم دورا مهما، موضحا أن الباراسيتامول يمكن أن يقلل أيضا من طاقة المخ المطلوبة لتوظيف العضلات الحركية من أجل تمرين معين، ما يقلل من الجهد والشعور بأن التدريب أكثر سهولة.

ووفقا لصحيفة “مترو” البريطانية، يستخدم واحد من أصل 3 رياضيين مسكنات معروفة للإسراع من تعافيهم وتعزيز قوة تحملهم وتخفيف الألم، على الرغم من المخاوف بأن استخدامها على المدى الطويل قد يتسبب في مشكلات صحية.

وأضافت الصحيفة أن تناول هذه الأدوية يمكّن الرياضيين أيضا من الخضوع لتدريبات أكثر شدة، بسبب انخفاض حدود الألم.

ونقلت عن بحث علمي آخر أن هذه المسكنات والأدوية تغير في تركيبة المخ التي عادة ما تخبر الناس بأنهم يمارسون الرياضة بقوة شديدة.

وأكد خبراء اللياقة أن التدرب بشكل مفرط والاعتماد على مسكنات الألم بدرجة أعلى من الطبيعي، ينتجان تأثيرات أكثر خطورة على شفاء العظام والكسور المحتملة وبعضها لا يشفى على الإطلاق. وإذا حدث ذلك فقد ينهي مهنة شخص ما في الجري تمامًا، وقد يؤثر على جودة حياته بشكل كبير. ويمكن أن ينتقل الشخص من رياضي رفيع المستوى إلى فرد عاجز تمامًا بسبب الإصابة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا إذا كان يعتمد على المسكنات بشكل عالي.

ويمتد تأثير تناول المسكنات على المدى الطويل ويمكن أن يحدث على مدار سنوات وعقود، ولكن هناك خطر متزايد من مشاكل صحية في القلب، وفشل كلوي، وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي. ومن الممكن أن يكون اللاعبون الرياضيون أكثر عرضة للإدمان من غيرهم لأنهم يتناولون تلك الأدوية بصفة مستمرة.

وتشكل ممارسة الأنشطة الرياضية خلال فترة تعاطي المضادات الحيوية خطرا كبيرا على الصحة، وهو ما حذر منه الدكتور هيربرت بروك طبيب القلب الألماني حين دعا إلى الامتناع عن ممارسة الأنشطة الرياضية خلال فترة تعاطي المضادات الحيوية.

الجسم يحتاج للمزيد من الطاقة للتغلب على العمليات الالتهابية المستمرة، وهو ما يتعارض مع ممارسة الرياضة، التي تستلزم المزيد من الطاقة هي الأخرى

وعلّل بروك ذلك بأن الجسم يحتاج للمزيد من الطاقة للتغلب على العمليات الالتهابية المستمرة، وهو ما يتعارض مع ممارسة الرياضة، التي تستلزم المزيد من الطاقة هي الأخرى. وقال بروك إنه حتى بعد انتهاء تناول المضادات الحيوية لا بد للجسم من الحصول على الراحة.

ويعتبر خبراء اللياقة البدنية آلام العضلات بعد ممارسة الرياضة أمراً طبيعياً خاصة في بدايتها، حيث هناك من يقبل على ممارسة الرياضة لأول مرة فيشعر بآلام قاسية بعد الانتهاء من التمرين، وحتى في الحالات التي اعتاد الشخص فيها على ممارسة الرياضة قد يشعر فيها ببعض الآم التي ترتبط بالعضلات.

ويحدث هذا الألم علميا بسبب قيام كرات الدم البيضاء بإنتاج مواد كيماوية تسبب ألما للعضلات بعد ممارسة الرياضة، وبذلك تكون هي المسؤول الأول عن حدوث الألم.

وبحسب دراسة جديدة أجريت في جامعة ألستر في أيرلندا الشمالية يعتبر أخذ حمام بارد بعد ممارسة الرياضة أمرا فعالا في تخفيف حدة آلام العضلات الناتجة بعد ممارستها، وقد اشتملت هذه الدراسة على 17 تجربة شملت 366 شخصا، وقد تمت المقارنة بينهم وبين من اعتمد في تخفيف الألم على أمور أخرى، وكانت النتيجة مؤكدة لدور الحمام البارد في تخفيف تلك الآلام، وبشكل ملحوظ.

ولكن إذا استمر الألم بعد فعل ذلك، وفعل أي من الأمور الأخرى التي من شأنها التخفيف من حدة الألم مثل تناول المسكنات، أو الاعتماد على كريمات العضلات المفيدة في ذلك، أو أخذ قسط من الراحة حتى تهدأ العضلات، فيجب استشارة الطبيب وطلب مساعدته لتدارك حقيقة المشكلة.

18