آبي أحمد يواجه ضغوطا دبلوماسية لوقف حملته العسكرية على إقليم تيغراي

أديس أبابا - شهد إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، قتالا عنيفا الخميس بين قوات الجيش الفيدرالي ومتمردين من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، فيما يقاوم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ضغوطا دبلوماسية لوقف الحملة العسكرية على الإقليم.
واشتد القتال في أعقاب إصدار آبي أحمد أمرا للجيش بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية في الإقليم هذا الأسبوع بعد أن اتهم جبهة تحرير تيغراي بشن “هجوم مميت” على قاعدة عسكرية في تيغراي منذ أيام.
وقد يشكل الرد العسكري بداية نزاع محتمل في إثيوبيا التي تشهد سلسلة من النزاعات الانفصالية والعرقية المتزايدة.
ويحذر المراقبون من أن الحرب الأهلية في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، والتي تشمل منطقة تيغراي المدججة بالسلاح، يمكن أن تزعزع استقرار القرن الأفريقي المضطرب بالفعل.
وكانت تيغراي لعبت دورا مهيمنا في الحكومة والجيش قبل أن يتولى آبي أحمد السلطة عام 2018. لكن بعد ذلك انفصل الإقليم الذي يشعر بالتهميش، عن الائتلاف الحاكم وتحدى آبي أحمد من خلال إجراء انتخابات إقليمية في سبتمبر الماضي، وصفتها الحكومة بأنها غير قانونية.
ولم يبد رئيس الوزراء الإثيوبي أي بادرة لوقف الحملة العسكرية في إقليم تيغراي على الرغم من الضغوط الدولية لتفادي نشوب حرب أهلية مع فصيل عرقي قوي.
وقالت مصادر إن جهودا تُبذل خلف الكواليس لتشجع الطرفين على الدخول في محادثات بضغط من الاتحاد الأفريقي. لكن المبادرة قوبلت بمقاومة من السلطات في أديس أبابا التي تصر على ضرورة القضاء على التهديد الذي تمثله الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وأكد مصدر دبلوماسي لم يرغب في ذكر اسمه “الإثيوبيون يقولون إنها مسألة داخلية وسيتعاملون معها. يقولون إنها (الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي) عنصر مارق داخل حدودهم وإن الأمر (التصدي لها) يتعلق بسيادة القانون”.
وقال رضوان حسين المتحدث باسم مهمة عمل حالة الطوارئ المشكلة حديثا الأربعاء إن خيار إجراء محادثات غير مطروح على الطاولة “حتى الآن”.
ودعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على ما يبدو رئيس الوزراء الإثيوبي في تغريدة على تويتر حث فيها على تحرك عاجل لإقرار السلام وتهدئة الوضع، لكنه أيّد الرواية الحكومية بأن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مسؤولة عن أعمال العنف.
وكتب بومبيو “نشعر بقلق بالغ بشأن التقارير التي تقول إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي نفذت هجمات على قواعد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في منطقة تيغراي الإثيوبية”.
وتفجر العنف مرات عدة منذ تولي آبي السلطة. وفي مطلع الأسبوع قتل مسلحون 32 شخصا معظمهم من عرقية الأمهرة وأضرموا النار في أكثر من 20 منزلا في منطقة أوروميا غرب إثيوبيا.
وتشتبه السلطات المحلية في أن الحركة العرقية القومية “جيش تحرير أورومو” تقف وراء الحادثة، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وعرقية الأمهرة هي ثاني أكبر طائفة عرقية بعد الأورومو في إثيوبيا. وهناك صراع طويل الأمد بين الطائفتين، حيث يتهم الأورومو الأمهرة بتهميشهم.
وتسلط الاضطرابات في تيغراي وأوروميا الضوء على التحديات التي تواجه آبي قبل الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس لكنها تأجلت بسبب أزمة فايروس كورونا.
وتشكل التوترات العرقية التحدي الأكبر أمام آبي أحمد، وهو تحد يمثل تقويضا للاستقرار الذي قام عليه النجاح الاقتصادي الذي حققه مؤخرا.