12 مدربا للزمالك المصري في عامين

أسند رئيس الزمالك مهمة تدريب الفريق الأول إلى محمد صلاح، ومعه مؤمن سليمان مدربا عاما، وعلاء عبدالغني مدربا، بعد أن تقدم محمد حلمي، المدير الفني للفريق باستقالته عقب الهزيمة أمام صن داونز الجنوب أفريقي، في الجولة الثالثة من بطولة دوري أبطال أوروبا، وذلك إلى حين التعاقد مع مدرب أجنبي جديد.
الثلاثاء 2016/08/02
اضطراب كبير

القاهرة - يؤكد خبراء الرياضة، أن بقاء أي مدرب مع فريقه لمدة طويلة، يساعد على خلق مناخ مستقر، يصل باللاعبين إلى أقصى درجات التفاهم والانسجام، فضلا عن ثبات التشكيل وخطط اللعب، على عكس ذلك تماما يخطو مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك المصري، الذي حقق رقما قياسيا عالميا بتغيير 12 مدربا منذ تولي رئاسة النادي في مارس 2014 وحتى الآن. وترددت الأنباء عن اقتراب المدرب الأرجنتيني إنزو ترويسيرو، من تولي القيادة الفنية للفريق.

يستشهد خبراء الكرة بأمثلة كثيرة، تؤكد نجاح تجربة استمرار المدرب مع الفريق، وعدم الانصياع وراء فكرة التغيير المستمر، حتى وإن لم تتحقق الإنجازات المأمولة، لكن تبقى هناك حالات استثنائية على رأسها، الأسكتلندي ألكيس فيرغسون الذي درب فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي 20 عاما، (1993-2013)، حقق خلالها أكثر من 30 بطولة مختلفة، بينها لقب الدوري الممتاز 13 مرة، فضلا عن بطولتي دوري أبطال أوروبا، ما منحه لقب سير من الملكة إليزابيث ملكة إنكلترا، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأسباني غوارديولا، الذي تولى تدريب برشلونة 6 مواسم متتالية، حقق خلالها 14 بطولة.

تجارب فاشلة

رغم أن الأمثلة العالمية كثيرة، إلا أنه بمجرد الإعلان عن رحيل مدرب الزمالك في كل مرة، تلتفت جماهير النادي إلى حال الغريم التقليدي (الأهلي)، وتبقى تجربة البرتغالي مانويل جوزيه الأبرز والأفضل في تاريخ النادي على الإطلاق، وتولى جوزيه تدريب الأهلي 3 مرات، أطولها استمرت 5 مواسم متتالية في الفترة من 2004 حتى 2009، احتكر خلالها جل البطولات المحلية، واقتنص ألقابا قارية ونال شرف المشاركة في كأس العالم للأندية.

بغض النظر عن كل هذه التجارب، تختلف الظروف من فريق إلى آخر، حيث أن بقاء الفرنسي آرسن فينغر مع أرسنال الإنكليزي منذ عام 1996 وحتى الآن، لم يسعفه في تسطير إنجازات كثيرة، إذ لم يحقق سوى 3 ألقاب للدوري. الغالبية تتفق على أن تكرار التغيير لا يصب في صالح الفريق، إلا أنه الطريقة التي اهتدى إليها رئس الزمالك في التعامل مع فريق الكرة الأول، وقد ألمح إلى ذلك قبل نحو 5 أشهر، وتحديدا بعد التعاقد مع الاسكتلندي أليكس ماكليش، حيث قال (منصور) وقتها، إنه على استعداد لتغيير مدرب كل 4 أيام من أجل مصلحة النادي.

في عامين وبضعة أشهر فقط، قام رئيس الزمالك بتغيير 12 مدربا، فقد تولى منصور رئاسة النادي في مارس 2014، وكان أحمد حسام (ميدو) مديرا فنيا للفريق، لكن فوزه بلقب كأس مصر لم يشفع له في البقاء، بعد خسارة درع الدوري، ورحل عن الفريق بعد شهرين فقط. بعد رحيل ميدو، تولى حسام حسن قيادة الزمالك في 30 يونيو من العام نفسه، واستمر في منصبه حتى 2 أكتوبر، ثم رحل بعد 4 أشهر فقط، وتم تعيين محمد صلاح مدربا مؤقتا لمدة عشرة أيام في مرحلة انتقالية، قبل أن يتولى البرتغالي جايمي باتشوكا المهمة مقابل 48 ألف دولار شهريا، لكنه هرب بعد شهرين فقط، بعدما شكا من سوء معاملة رئيس النادي.

الزمالك لجأ إلى مدارس مختلفة، منها البرازيلية والبرتغالية والاسكتلندية، لكن كل التجارب، وحتى المحلية، لم تأت بالبطولات

من جديد عاد محمد صلاح مدربا مؤقتا، لمدة 36 يوما، تولى بعدها البرتغالي فيريرا الإدارة الفنية للزمالك مقابل 50 ألف دولار شهريا، وكان ذلك في فبراير 2015، وعاش الزمالك أزهى فتراته مع مدربه البرتغالي، حتى أن التفاؤل كان رفيقا لجماهيره في تكرار تجربة مانويل جوزيه مع الأهلي، خاصة أن المدربين ينتميان إلى المدرسة البرتغالية.

نجح فيريرا في قيادة الفريق إلى الفوز بالدوري، بعد عشر سنوات عجاف غابت فيها الدرع عن جدران النادي، ثم حقق الثنائية وفاز ببطولة كأس مصر في إنجاز غير مسبوق، لكن مصيره كان نفس مصير مواطنه باتشوكا، حيث دفعته تصريحات مرتضى منصور إلى الرحيل عن النادي، بعدما خسر الزمالك كأس السوبر المصري أمام الأهلي، وقتها جزم رئيس الزمالك أنه سيتدخل في التشكيل.

عاد محمد صلاح (مؤقتا) للمرة الثالثة، وقاد الفريق لمدة 22 يوما، حتى تم التعاقد مع البرازيلي ماركوس باكيتا في يناير 2016، الذي حصل على 40 ألف دولار شهريا، وهو أقل راتب بين المدربين الأجانب الذين تعاقد معهم الزمالك، ورحل المدرب البرازيلي دون سبب معلوم.

ولاية ثانية

عقب رحيل باكيتا، شهد الزمالك الولاية الثانية لميدو مع الفريق الأول، وتولى معه حازم إمام منصب مدير الكرة، وارتاحت الجماهير لوجود الثنائي الشاب حازم وميدو، وتوقع أن يحالفهما النجاح، خاصة أن الدور الأول لموسم الدوري لم يكن قد انقضى، ولا تزال فرصة صدارة سلم ترتيب جدول الدوري قائمة. كالعادة يتكرر سيناريو رحيل المدربين، طالما أن منصور يلعب دور البطولة، وبعد ما يقرب من شهرين، كانت الخلافات أقوى من الجميع، ورحل ميدو عن الفريق، وشهدت تلك الفترة حملة تشهير بين ميدو ومرتضى على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، تحولت إلى ساحات القضاء في واقعة لفتت الأنظار.

مع رحيل كل مدرب يظهر اسم محمد صلاح، ودائما يلبي النداء ولم يظهر أي تأفف من منحه لقب (مؤقت)، وفي فبراير 2016 تولى صلاح قيادة الفريق للمرة الرابعة لمدة 18 يوما، بعدها تم التعاقد مع الاسكتلندي أليكس ماكليش مقابل 60 ألف دولار شهريا، ورغم البداية الجيدة مع الفريق إلا أنه لم يتأقلم مع الأجواء المحيطة.

عاد مرتضى منصور إلى التجربة المحلية، وتولى محمد حلمي، أحد رموز النادي تدريب الفريق، ونجح حلمي في قيادة الزمالك إلى تحقيق نتائج جيدة، وظهرت شخصية الفريق داخل الملعب، فضلا عن الأداء الرائع للاعبين، ما جعل الجماهير تطالب ببقائه وعدم التعاقد مع مدرب أجنبي، غير أن الهزيمة أمام صن داونز عجلت برحيله، وتمت الاستعانة بمحمد صلاح وعاد إلى منصبه (المؤقت). ثمانية وستون يوما حصيلة محمد صلاح مع الزمالك منذ تولي مرتضى منصور رئاسة النادي، حتى بات الاختيار الأول في جميع المراحل الانتقالية للفريق.

قال صلاح لـ”العرب”، إن لقب المدرب المؤقت لا يزعجه إطلاقا، وما يعنيه تلبية نداء الزمالك، وأنه اعتاد العمل في هذه الأجواء، والدليل عمله في الجهاز الفني مع كل المديرين الفنيين، كما أنه يعي تماما أن مهمته انتقالية، والعمل في أي موقع داخل الزمالك شرف كبير، وهذا لا يقلل من شأنه، بل إنه حافز يدفعه إلى ضرورة العمل لتحقيق بطولة الكأس مع الفريق.

22