ثلاث هزائم تعجل بإعادة ترتيب الأوراق في الأهلي المصري

لم تكتمل فرحة تتويج الأهلي المصري، بلقب الدوري المحلي الممتاز، بعد أن بات الفريق مهددا بالخروج من دوري أبطال أفريقيا، عقب الخسارة في مباراتين متتاليتين، أمام زيسكو الزامبي، وأسيك ميموزا العاجي بدوري المجموعتين، وقبلها مُني الأهلي بهزيمة محلية على يد المصري البورسعيدي.
الأحد 2016/07/03
نتائج مخيبة للآمال محليا وقاريا

عاد درع الدوري إلى جدران النادي الأهلي المصري، بعد غياب موسم واحد فقط، لكن تلقي الفريق لثلاث هزائم متتالية في دوري أبطال أفريقيا وأيضا الدوري المصري كان كفيلا بصنع حالة من عدم الاستقرار داخل النادي، واستشعر مجلس الإدارة الخطر على فريق كرة القدم، خشية الخروج المبكر من دوري الأبطال، الذي غاب لقبه عن النادي منذ العام 2013.

ويحمل فريق الأهلي ثمانية ألقاب لبطولة دوري الأبطال، لكنه لم يحدث أن مُني بهزيمتين متتاليتين في افتتاح البطولة منذ نحو 14 عاما، غير أن الإخفاق في ضربة البداية وتواضع مستوى الفريق، فتحا الباب لتفجير عدة أزمات داخل جدران النادي.

وتزامنت هزيمة الأهلي في الجولة الأولى، على ملعب زيسكو الزامبي المتواضع، مع فوز الزمالك بهدف خارج ملعبه، على أنيمبا النيجيري في ظروف صعبة، وتحت الأمطار، ما جعل جماهير الأهلي تنقلب على الهولندي مارتن يول المدير الفني للفريق، بعد أن تغنت باسمه، بسبب الانتصارات التي حققها منذ توليه المهمة في فبراير الماضي، مع العلم أن راتبه يتخطى 150 ألف دولار شهريا.

ويرى بعض النقاد الرياضيين أن يول لا يزال غير قادر على صناعة الفارق مع الأهلي، فضلا عن اتهامه بضعف الشخصية مع كبار اللاعبين، خاصة حسام غالي، الذي يشارك أساسيا في كل مباريات الفريق، رغم تواضع مستواه مؤخرا.

وقال وائل جمعة، مدير الكرة السابق بالأهلي إن الانتصارات التي حققها يول، جاءت بمهارات فردية للاعبين، مثل عبدالله السعيد ورمضان صبحي.

وأوضح لـ”العرب”، أنه حتى الآن ليس له أيّ بصمة مع الفريق، واعتمد على تشكيل واحد دون تجهيز البديل الكفء، إضافة إلى أنه تسبب في تراجع مستوى بعض اللاعبين من أسرى “دكة” البدلاء، مثل: عمرو السولية وأحمد الشيخ وصالح جمعة.

وسعيا لتصحيح الأوضاع داخل فريق الكرة، طلب محمود طاهر رئيس النادي، عقد جلسه مع المدرب الهولندي، للوقوف على الصفقات التي تدعم الفريق في الموسم المقبل، فضلا عن العودة إلى المسار الصحيح في السباق الأفريقي.

وعلمت “العرب” أن يول ينوي التضحية باللاعبين المقصّرين من أجل تغيير الصورة السلبية حول شخصيته، فضلا عن المطالبة بتوقيع عقوبات مالية على اللاعبين المقصّرين بعد الهزائم المتتالية.

أما الأزمة الثانية، والتي حركت المياه الراكدة، هي تذبذب مستوى الحارس الأساسي شريف إكرامي، والذي يتحمل وحده نتيجة الهدف الثاني في مباراة أسيك ميموزا، الثلاثاء الماضي، والذي أصاب شباكه من خطأ ساذج، وصبت الجماهير جام غضبها على الحارس، وهو ما ظهر في تعليقاتهم السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذا كان الغضب الجماهيري حالة اعتاد عليها اللاعبون، فإن تصريحات مارتن يول السلبية تجاه الحارس، زادت الأمر سوءا، حيث حمله مسؤولية الهزيمة، وقال صراحة “الفريق في حاجة إلى التعاقد مع حارس مرمى جديد”، وطالت الاتهامات طارق سليمان مدرب حراس مرمى الأهلي.

بعض النقاد الرياضيين يرون أن مارتن يول المدير الفني للفريق، لا يزال غير قادر على صناعة الفارق مع الأهلي، فضلا عن اتهامه بضعف الشخصية مع كبار اللاعبين

وفي تطور سريع طالب النادي الأهلي اتحاد الكرة المصري، بعودة احتراف حراس المرمى الأجانب، والذي أوقفه الاتحاد في مايو 2009، وقت تولي سمير زاهر رئاسة الاتحاد، حفاظا على مستوى الحراس المحليين، ما يصب في مصلحة المنتخب الوطني، ومع أن الأهلي يسعى إلى عودة الحراس الأجانب، إلاّ أن الفكرة لم ترق لمدرب حراس مرمى الفريق.

وأكد طارق سليمان لـ”العرب” إنها لم تكن في مصلحة المنتخب المصري، الذي يعتمد دائما على حراس ناديي الأهلي والزمالك، ملمحا إلى أن وجود حارس أساسي أجنبي في الناديين، يقلص فرصة الاختيار في صفوف المنتخب.

ويسعى الأهلي للتعاقد مع حارس مرمى جديد، وبرزت أسماء المهدي سليمان حارس سموحة، ومحمد الشناوي حارس بتروجت، وعلى لطفي حارس إنبي، لكن سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهل قال لـ”العرب”، “إن الحارسين لطفي والشناوي، هما الأقرب للانضمام إلى الفريق”.

ويرى عبدالحفيظ، أن هزيمة الأهلي في مباراتين بدوري الأبطال، ليس نهاية المطاف، وأن الفريق قادر على التعويض، وتحقيق الانتصارات في جميع المباريات المتبقية، ومن ثم الصعود إلى الدور نصف النهائي.

وأشار إلى أن الفريق تتبقى له أربع مباريات، إذا تمكن من الفوز فيها جميعا سيحصد 12 نقطة ووقتها يمكنه المنافسة بقوة على التأهل للمربع الذهبي. ولا تزال أزمة احتراف اللاعب الشاب رمضان صبحي تمثل صداعا يؤرق الجهاز الفني ومجلس الإدارة، خاصة بعد رفض يول احترافه، عقب تلقيه عرضا من نادي ستوك سيتي الإنكليزي، مقابل 3 ملايين دولار للصفقة.

ويأمل مجلس الأهلي في بيع صبحي بمبلغ أكبر، مؤكدا أنه لن يفرط في اللاعب بأقل من 8 ملايين دولار، في حين رد يول على مجلس إدارة النادي، بأن الفريق في أمس الحاجة إلى جهود اللاعب، الذي يعتمد عليه بشكل كبير في التشكيلة الأساسية، ووعد بتوفير عقد احتراف للاعب خلال الموسم المقبل.

وأشار عبدالعزيز عبدالشافى مدير قطاع الكرة بالنادي لـ”العرب” إلى أن الفريق يحتاج لخدمات رمضان صبحي في الفترة المقبلة، بعد استطلاع رأي الجهاز الفني بقيادة مارتن يول، معترفا أن الفريق يعاني من النقص العددي في مركز الجناح الأيسر.

من ناحية أخرى، يسعى الفريق لتصحيح الأوضاع واستعادة الانتصارات، عندما يواجه فريق الاتحاد السكندري، الأحد، في الجولة الـ35 وقبل الأخيرة من المسابقة، وهي المباراة التي شهدت جدلا واسعا حول اختيار الملعب الذي ستقام عليه، حتى استقر اتحاد الكرة بالتنسيق مع الجهات الأمنية على ملعب بتروسبورت بالقاهرة لاستضافة المباراة.

وأرجأ اتحاد الكرة تسليم درع الدوري للأهلي إلى مباراة القمة أمام الزمالك، في الجولة 36 والأخيرة من عمر المسابقة، بدلا من تسليمه في مباراة الاتحاد، وينتظر اتحاد الكرة برئاسة ثروت سويلم (القائم بأعمال الرئيس) استلام النسخة الجديدة من الدرع، والذي تحملت الشركة الراعية تكاليف تصميمه.

23