مصر تنهي سنواتها العجاف بالعودة إلى كأس أمم أفريقيا

القاهرة - التحق المنتخب المصري بشقيقيه، المغربي والجزائري، وصعد إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية في الغابون 2017، بعدما حقق فوزا مستحقا على المنتخب التنزاني بهدفين مقابل لا شيء، أحرزهما لاعبه المحترف في روما الإيطالي محمد صلاح، في المباراة التي جرت بينهما، السبت، على الملعب الوطني، بالعاصمة دار السلام، ضمن تصفيات الجولة الخامسة للمجموعة السابعة. وقد تصدر المنتخب المصري المجموعة برصيد 10 نقاط، مقابل نقطتين للمنتخب النيجيري، ونقطة واحدة فقط للمنتخب التنزاني، وأنهى منتخب الفراعنة السنوات العجاف وعاد من جديد إلى كأس الأمم الأفريقية، بعد غيابه عنها منذ نسخة 2010 التي أقيمت في أنغولا.
ابتعد منتخب مصر عن تصفيات الأمم الأفريقية لثلاث نسخ متتالية هي، (2012 و2013 و2015)، بعد أن احتكر ثلاثة ألقاب متتالية أعوام (2006، 2008، 2010)، منحته الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (7 مرات)، وكانت البطولة تقام في الأعوام الزوجية حتى عام 2012، تحولت بعد ذلك إلى الأعوام الفردية، كي لا تتعارض مع الاستعدادات لبطولة كأس العالم، خاصة بالنسبة إلى المنتخبات التي تشارك في البطولتين، ما تسبب في إقامتها في عامين متتاليين هما 2012، 2013. يرى خبراء أن العودة إلى كأس الأمم، بداية مشوار المنتخب المصري نحو التألق واستعادة مكانته في القارة السمراء، وسادت بين المتابعين حالة من التفاؤل، نحو تحقيق إنجاز الصعود إلى كأس العالم (روسيا 2018)، وهي الحالة نفسها التي انتابت لاعبي المنتخب عقب الفوز على تنزانيا.
العودة إلى كأس الأمم الأفريقية، بداية مشوار المنتخب المصري نحو التألق واستعادة مكانته في القارة السمراء
العودة إلى الحلم
نجح الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري، في مهمته الأولى وقاد الفراعنة إلى العودة لكأس الأمم. وقال في تصريحات عقب اللقاء، إن لاعبيه استحقوا الفوز عن جدارة، وخبرة اللاعبين حسمت اللقاء لصالحهم، رغم صعوبة المباراة وارتفاع درجة الحرارة، وأثنى على مستوى الحارس عصام الحضري، ووصفه بالعملاق، معترفا أن الحظ كان حليفا لفريقه في ركلة الجزاء التي احتسبت ضده، وجنبتهم الوقوع في ورطة لو تمكن لاعب المنتخب التنزاني من تسجيلها. أما محمد صلاح، الذي يحترف ضمن صفوف روما الإيطالي، وصاحب هدفي الفراعنة، فقال، إن اللاعبين تعاهدوا على تحقيق حلم الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية، من أجل إسعاد الجماهير، والجميع كان على قدر المسؤولية. وحقق اللاعب إنجازا شخصيا، بعد أن رفع رصيده من الأهداف الدولية إلى 27 هدفا، في خطوة لحجز مكانه ضمن هدافي منتخب مصر عبر تاريخه، مثل، جمال عبدالحميد وحسام حسن ومحمود الخطيب.
إذا كانت العودة إلى كأس الأمم الأفريقية، أغلى المكاسب التي حصدها فراعنة مصر من الفوز على تنزانيا، فإن هناك مكاسب أخرى، على رأسها الحفاظ على تواجده ضمن المستوى الأول للمنتخبات الأفريقية بقرعة المونديال، التي ستقام يوم 24 من الشهر الجاري، بالتالي يضمن المنتخب المصري تجنب وقوعه مع أقوى منتحبات القارة في مجموعة واحدة، حيث يضم التصنيف الأول منتخبات، الجزائر وكوت ديفوار وغانا والسنغال.
قبل مباريات الجولة الخامسة التي انطلقت الخميس، غلبت حالة الترقب على منتخبي مصر وتونس، اللذين يتنافسان على المركز الخامس في التصنيف الأول، ويحتل المنتخب المصري المركز 45 في التصنيف الدولي، وبفارق مركزين فقط عن المنتخب التونسي (47)، الذي يحتل المركز الأول في المستوى الثاني للتصنيف. رغم فوز منتخب تونس على منتخب جيبوتي في الجولة نفسها، غير أن وجود المنتخب التنزاني -الذي واجه منتخب مصر- في مركز متقدم عن جيبوتي بالتصنيف الدولي، يمنح المنتخب المصري عددا أكبر من النقاط، لكن خسارة منتخب مصر كانت تصعد بالمنتخب التونسي إلى المستوى الأول.
ثلاثة منتخبات ضمنت الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية 2017 هي المغرب والجزائر ومصر، قبل الجولة السادسة والأخيرة
نقاط التحول
تعد عودة الحارس عصام الحضري إلى صفوف منتخب مصر، مكسبا جديدا، بعد غياب طال لنحو 550 يوما، وظهر الحارس صاحب الـ43 عاما، بمستوى أكثر من رائع خلال المباراة، وكان سببا في تحفيز زملائه على الفوز، أما المكاسب المادية للمنتخب المصري، بدأت بحصوله على مبلغ 500 ألف جنيه (أي ما يوازي 50 ألف دولار) من الشركة الراعية، مقابل صعوده إلى كأس الأمم. أما اللاعبون المحترفون، فقد كان لهم دور بارز في رحلة صعود الفراعنة إلى العرس الأفريقي، وجاء على رأسهم الثنائي محمد صلاح (روما الإيطالي) ومحمد النني (أرسنال الإنكليزي)، اللذان ظهرا بمستوى جيد في لقاء نيجيريا على ملعبه، وكانت المباراة الأصعب والمصيرية في الصعود.
مع ذلك لا يزال المنتخب المصري يعاني أزمة مهاجمين، وبالنظر إلى مشوار الفراعنة في التصفيات، نجد أن أغلب الأهداف تم تسجيلها عن طريق صانعي الألعاب، محمد صلاح ومحمد النني ورمضان صبحي. وحول أداء المنتخب، قال المحلل الكروي فاروق جعفر لـ”العرب” إن “كوبر مدرب يتميز بالجرأة، ولعب بشكل مغاير ولاعبين مختلفين، وشهدت مواجهة تنزانيا تغيير لاعبي خط الدفاع وحارس المرمى”.
وأضاف المدير الفني السابق لاتحاد الكرة المصري، أن كل هذا يؤكد احترافية كوبر، وأنه لا ينظر إلا إلى النجاح والعمل على استعادة مكانة
منتخب مصر. وعن فرصة الصعود إلى مونديال روسيا 2018، لفت إلى أن المنتخب المصري في حاجة إلى خوض مبارايات ودية مع فرق أوروبية خارج مصر، دون الالتفات إلى النتائج، لأن المنتخب ابتعد عن مثل هذه الأجواء منذ فترة طويلة، مع تعرض النشاط الكروي لعدة أزمات.
يذكر أن ثلاثة منتخبات ضمنت الصعود إلى كأس الأمم الأفريقية 2017 بالغابون، هي: المغرب والجزائر ومصر، قبل الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات، ويتبقى صعود المنتخب التونسي، لتكتمل فرحة الجماهير العربية، بينما فشل منتخبا ليبيا والسودان في اللحاق بالأشقاء. على جانب آخر، قدم حسن فريد نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، والقائم بأعمال الرئيس، استقالة جماعية لأعضاء المجلس الأحد، إلى خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، عقب قرار المحكمة الإدارية العليا، والتي أفضت بحل المجلس، بسبب خطأ في العملية الانتخابية، بالتالي يتولى ثروت سويلم المدير التنفيذي رئاسة الاتحاد بحكم منصبه، حتى إجراء الانتخابات المقبلة في أغسطس.
وعادت بعثة منتخب مصر إلى القاهرة قادمة من تنزانيا، وكانت تضم 44 لاعبا وإداريا برئاسة حسن فريد نائب رئيس اتحاد كرة القدم المستقيل. وقد حظي اللاعبون والأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للفريق فور وصولهم باستقبال حافل. وقال كوبر “كنت واثقا في قدرة اللاعبين على تحقيق الفوز والحظ وقف في صفنا خاصة بعد إهدار تنزانيا ضربة الجزاء”.