هل وقعنا في الفخ

الخميس 2014/12/18

وين رايحين؟ 90، 80، 70، 60 والآن وصلنا مستوى الخمسينات لأسعار برميل النفط. لم تتحقق الأهداف التي قيل أنها وراء انخفاض أسعار النفط.

مازال قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني يبسط هيمنته على العراق، ومازال حزب الله يسند نظام بشار الأسد لكي لا يقع مستفيدا من الدعم الإيراني.

ومازال الحوثيون يحتلون صنعاء ويتحكمون في اليمن. ولم يتغير موقف روسيا من الحرب الأهلية في سوريا قيد أنملة، ما زالت روسيا تدعم بشار بالأسلحة وبالخبراء وبالتصدي لأي محاولة أممية لإسقاطه.

نشرت الجرائد الأميركية قبل أيام أن الاقتصاد الأميركي كسب ما يقارب 100 مليار دولار تمثلت في دخل إضافي للأسر الأميركية التي صارت تدفع فاتورة أقل للبنزين.

وانخفضت أسعار الشحن ما وفر أموالا طائلة للشركات في فواتير الشحن وهذا بدوره زاد من التبادل الاقتصادي بين الولايات وساعد في ازدهار الاقتصاد وهذا تبعته زيادة في الضرائب التي تجنيها الحكومة الأميركية من تلك الشركات. ربحت أميركا كثيرا، فهل وقعنا في الفخ؟

الإجابة تحتاج أعتى المحللين، لكن السؤال الأهم هل نستطيع الخروج من هذه الحفرة التي حفرناها لأنفسنا؟ لا أعتقد ذلك فقد ذاق العالم طعم النفط الرخيص وتعود عليه بل واستغلت دول عديدة منها الولايات المتحدة ذلك لملء مخزونها النفطي مستفيدة من رخص أسعاره.

والصراع على الزبائن في الفترة السابقة كان شرسا وانتشرت ظاهرة سرقة الزبائن بل دخل شيء جديد اسمه التوصيل المجاني والدفعات المؤجلة، صعب على زبون نفطي تعود على هذا كله أن يقبل العودة إلى الأسعار القديمة.

أخطأ البعض حين راهن على شعوب بعض الدول أنها ستنتفض وتخرج إلى الشارع ضاغطة على حكوماتها بسبب انخفاض أسعار النفط، فشعوب إيران وروسيا لا تعتمد كثيرا على الحكومة في رزقها اليومي بحكم اقتصادها العملاق والمتنوع، عكس الشعوب الخليجية التي ترعاها الحكومة، فإن قلّت أموال الحكومة فسيقل المصروف الذي يسند لتلك الشعوب.

نقطة أخيرة: الحل هو مجاعة نفطية تنتج عن إغلاق حنفيات النفط الخليجي لفترة معينة، توجه رسالة للعالم؛ نعم شربنا المقلب وهذا هو ردنا.


كاتب كويتي

9