بطولة ويمبلدون بحلتها الجديدة تستعد للم شمل عمالقة التنس

ألكاراز يبدأ حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة فونييني، ومنافسة مفتوحة على مصراعيها لدى السيدات.
الأحد 2025/06/29
ألكاراز في ثوب البطل

تتّجه أنظار عشّاق التنس العالمي إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة ويمبلدون 2025، ثالث بطولات "غراند سلام" لهذا الموسم، وسط ترقّب خاص لمشوار الثنائي المتصدر تصنيف اللعبة حاليا، الإيطالي يانيك سينر (23 عاما) والإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاما)، وبعد أيام قليلة فقط على نهائي أسطوري جمعهما في رولان غاروس، خطف النجمان مجددا الأضواء حين التقيا على أرض الملعب الرئيسي في مشهد يخطف الأنظار.

لندن - من المؤكد أن بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، ستكون مثالية عند انطلاقها الأسبوع المقبل، لكن ملاعبها لن تعود كما كانت في غياب حكام الخطوط. لأول مرة في تاريخ البطولة العريقة الممتد على مدار 148 عاما، سيغيب الرجال والنساء المتمركزون في الجزء الخلفي من الملاعب والذين يصرخون “آوت” و”فولت” في كل مرة تكون فيها الكرة خارج الخطوط.

وأعلنت بطولة الغراند سلام في أكتوبر الماضي أنها ستتخلى عن حكامها وملابسهم الأنيقة، وستعتمد على نظام إلكتروني لحكام الخطوط (إي.أل.سي) بدءا من عام 2025، متبعة التوجه العام في رياضة كرة المضرب. وسبقت بطولتا أستراليا والولايات المتحدة الكبريان ويمبلدون إلى هذا النهج، وبقيت بطولة فرنسا المفتوحة الوحيدة من بين بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى التي لا تزال تستخدم حكاما بشريين للقيام بهذا الدور.

وتُعرف ويمبلدون بتقاليدها العريقة، بدءا من الزي الأبيض الذي يرتديه اللاعبون، وصولا إلى الفراولة والكريمة التي تقدم للجماهير، والزهور الفخمة التي تزين أرض الملاعب. لكن على نادي عموم إنجلترا أن يوازن بين هذا التراث الفريد والابتكار. أكد مدير البطولة جيمي بيكر على هذه النقطة في مقابلة مع وكالة فرانس برس هذا الأسبوع. قال اللاعب المحترف السابق “نحن مندمجون تماما في منظومة التنس الأوسع، وصناعة التنس الأوسع، في كل ما نقوم به. وهذا أمر كنا نتحدث عنه لسنوات عديدة، لأننا كنا نرى كيف تسير الأمور.”

وأضاف “وكما تتخيلون، بالنسبة لنا، فإن الموازنة بين التقاليد والابتكار أمر نأخذه في الاعتبار في كل قرار نتخذه تقريبا.” يؤكد بيكر أن ويمبلدون حريصة على حماية تراثها، بما في ذلك قاعدة الملابس البيضاء “غير القابلة للمساس” والتي يقول إنها تُطبق الآن بصرامة أكبر مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن.

نزاهة المنافسة

إثبات الذات
إثبات الذات

لكن المصنف البريطاني الثاني سابقا أكد أن نزاهة المنافسة هي العنصر الأهم. قال “أولا وقبل كل شيء، علينا أن نحسن تنظيم جوانب المنافسة. هذا جزء بالغ الأهمية من كل شيء. ويتوقع اللاعبون الآن، في جميع أنحاء اللعبة الاحترافية على أعلى مستوى، أن تعلن نتائج الخطوط بهذه الطريقة.”

يعتقد بيكر أن اللاعبين الذين اعتادوا على هذه التقنية، هم أقل من سيلاحظ التغيير. اتخذ قرار التحول إلى النظام الإلكتروني الذي يعتمد على تقنية تتبع الكرة وإعلان نتائج الخطوط الحالية، بعد اختبارات مكثفة في بطولة العام الماضي. منذ عام 2007، ساعدت تقنية “عين الصقر” الحكام في ويمبلدون على ملاعب معينة، حيث تمكن اللاعبون من الطعن في عدد من القرارات.

أضافت هذه التقنية عنصرا جديدا للمشاهدين. سادت حالة من الحماس والإثارة عندما أشار الحكم إلى إعادة عرض فيديو لقرار أحد حكام الخطوط، تبعه تصفيق إيقاعي أثناء عرضه على الشاشة الكبيرة. تم تركيب أكثر من 450 كاميرا هذا العام في ويمبلدون وفي التصفيات في روهامبتون القريبة، حيث تتخذ الآلات القرارات التي كان يتخذها بشر سابقا.

لكن سيتم توظيف حوالي 80 حكما سابقا كمساعدين في المباريات، بواقع اثنين في كل ملعب لتقديم الدعم للحكم الأساسي، بالإضافة إلى توفير الدعم في حال تعطل النظام الإلكتروني. فهل يُفقد استبعاد حكام الخطوط بعضا من سحر ويمبلدون؟ يرى بيكر عكس ذلك “أعتقد أن هذه خطوة إيجابية هائلة لنا من حيث الشكل والمظهر الفعليين للملعب، وعلامة ويمبلدون التجارية المميزة، وهي ملاعب عشبية خضراء، ولاعبون يرتدون ملابس تنس بيضاء، إنها علامة مميزة على الفور.” يضيف “لذا، كلما زاد التركيز على ذلك، كان ذلك أفضل. ولكن أيضا، إذا عدنا إلى طبيعة الرياضة نفسها، فهي مواجهة فردية، ويجب التركيز على كل ما يحدث في الملعب.”

قمة محتملة

جاهزية تامة
جاهزية تامة

يستهل الإسباني كارلوس ألكاراز المصنف ثانيا عالميا حملة الدفاع عن لقبه في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بمواجهة الإيطالي المخضرم فابيو فونييني الـ130 عالميا بموجب قرعة سحبت الجمعة قد تسفر عن قمة في ربع نهائي السيدات بين الأميركية كوكو غوف الفائزة برولان غاروس مطلع الشهر الحالي والبولندية إيغا شفيونتيك. يصل ألكاراز الذي تغلب على الصربي نوفاك ديوكوفيتش في المباراة النهائية للنسختين الأخيرتين، إلى نادي عموم إنجلترا محققا أفضل سلسلة انتصارات في مسيرته، وهي 18 مباراة متتالية.

يسعى ألكاراز إلى أن يصبح خامس لاعب فقط يفوز بثلاثة ألقاب متتالية على الأقل في ويمبلدون في العصر المفتوح، بعد السويدي بيورن بورغ، والأميركي بيت سامبراس، والسويسري روجيه فيدرر وديوكوفيتش. يملك اللاعب الإسباني البالغ من العمر 22 عاما، سجلا خاليا من الهزائم في مواجهتين مباشرتين حتى الآن ضد فونيني (38 عاما).

ويبدأ الصربي نوفاك ديوكوفيتش السادس عالميا والفائز ببطولة ويمبلدون سبع مرات، سعيه نحو لقبه الخامس والعشرين القياسي في البطولات الأربع الكبرى ضد الفرنسي ألكسندر مولر الـ40 عالميا، بينما يلتقي الإيطالي يانيك سينر، الأول عالميا، مع مواطنه لوكا ناردي الـ94.

وفي حال فرض المنطق نفسه سيلتقي سينر وديوكوفيتش في نصف النهائي، علما أن الصربي الذي بلغ المباراة النهائية للبطولة منذ عام 2018، قد يواجه المصنف أول في بريطانيا جاك درايبر الرابع عالميا في ربع النهائي. في المقابل، يلعب الأميركي تايلور فريتس الخامس مع الفرنسي الآخر جيوفاني مبيتشى بيريكار السادس والثلاثين الذي وصل إلى ثمن النهائي العام الماضي. وأوقعت القرعة الألماني ألكسندر زفيريف الثالث عالميا والأقل تألقا على الملاعب العشبية، في مواجهة لاعب فرنسي آخر هو أرتور ريندركنيش الـ70.

ويلعب الكازاخستاني ألكسندر بوبليك البالغ من العمر 30 عاما والمتوج مؤخرا بلقب دورة هاله الألمانية بعدما أطاح بسينر من الدور الثاني، ضد الإسباني جاومي مونار الـ54 في الدور الأول، قبل مواجهة محتملة ضد درايبر الرابع في الدور الثالث. ويبدأ درايبر مشواره بمواجهة الأرجنتيني سيباستيان بايس.

منافسة مفتوحة

حضور متميز
حضور متميز

تبدو المنافسة على لقب فئة السيدات في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى، مفتوحة على مصراعيها، مع احتمال فوز لاعبة بأوّل ألقابها، للمرة الثامنة تواليا في نادي عموم إنجلترا. منذ فوز الأميركية سيرينا وليامز بكأس فينوس روزووتر للمرة السابعة في عام 2016، تبحث البطولة عن نجمة جديدة مهيمنة، وقد تكون مواطنتها كوكو غوف على أهبة الاستعداد لاستلام زمام الأمور.

تعاني حاملة اللقب التشيكية باربورا كرايتشيكوفا من إصابة في الفخذ، بينما تسعى البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة أولى عالميا، إلى كسر عادتها الأخيرة المتمثلة في خسارة المباريات النهائية للبطولات الأربع الكبرى، بعدما سقطت في أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة هذا العام.

بعد ست سنوات من كونها أصغر لاعبة في عصر البطولات المفتوحة تتأهل إلى القرعة الرئيسية في ويمبلدون، قد تكون كوكو غوف على أهبة الاستعداد للفوز بالبطولة لأول مرة. كانت غوف في الخامسة عشرة من عمرها فقط عندما أسرت قلوب الجماهير في لندن، حيث جمعت بين اختبارات المدرسة في المساء ووصولها المذهل إلى ثمن النهائي والذي تضمن فوزا على إحدى لاعباتها المفضلات مواطنتها فينوس وليامز. الآن، نضجت الأميركية المصنفة الثانية عالميا وأصبحت قوة مؤثرة، وتصل إلى ويمبلدون في قمة عطائها بعد فوزها ببطولة فرنسا المفتوحة، ثانية الغراند سلام مطلع الشهر الحالي.

خاضت غوف ثلاث مباريات نهائية في الغراند سلام، حيث فازت ببطولة أميركا المفتوحة على ملاعب فلاشينغ ميدوز في عام 2023، وانتزعت لقبها على الملاعب الترابية في رولان غاروس هذا العام بعدما خسرت نهائي نسخة 2022.

سابالينكا تغازل لقبها الرابع في البطولات، حيث تسعى إلى محو ذكريات خسارتيها المؤلمتين الأخيرتين في عام 2025

تعتبر بطولة ويمبلدون، حيث لم تتجاوز الدور الرابع قط، أقل بطولات غوف الكبرى نجاحا، بينما لم يفز أي لاعب أميركي هنا منذ سيرينا وليامز قبل تسع سنوات. لكن اللاعبة البالغة من العمر 21 عاما تتمتع بمؤهلات عالية على الملاعب العشبية، وفقا لمواطنتها التشيكية الأصل النجمة السابقة مارتينا نافراتيلوفا، الفائزة باللقب تسع مرات. وقالت نافراتيلوفا “اللاعبات العظيمات يتألقن دائما على الملاعب العشبية. إنها أفضل رياضية في رياضة السيدات. قد يُؤتي ذلك ثماره هنا، وهي تحلق عاليا بعد فوزها ببطولة فرنسا المفتوحة.” وأضافت “لقد وجدت التوازن المثالي، التوازن بين التركيز والحماس.”

تضع سابالينكا نصب عينيها لقبها الرابع في البطولات الأربع الكبرى، حيث تسعى إلى محو ذكريات خسارتيها المؤلمتين الأخيرتين في عام 2025. خسرت اللاعبة البيلاروسية البالغة من العمر 27 عاما أمام الأميركية ماديسون كيز في نهائي بطولة أستراليا المفتوحة في يناير الماضي، قبل أن تخسر بصعوبة مباراة أخرى من ثلاث مجموعات أمام غوف في نهائي رولان غاروس مطلع الشهر الحالي.

كما خسرت سابالينكا نهائي دورة شتوتغارت أمام اللاتفية يلينا أوستابينكو في أبريل، ومباراة لقب دورة إنديان ويلز الأميركية أمام الروسية الصاعدة ميرا أندرييفا في الشهر الذي سبقه. فازت سابالينكا بلقبي دورتي ميامي الأميركية ومدريد، لكن تعثرها المعتاد على أبواب الألقاب قد يؤثر عليها في ويمبلدون. ومع ذلك، تثق نافراتيلوفا في قدرة سابالينكا، الفائزة ببطولتي أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة العام الماضي، على تحمل الضغط في بطولة خسرت فيها مرتين في نصف النهائي (2021 و2023). وقالت “بالنظر إلى سجلها، يصعب تصديق أنها ليست المرشحة الأوفر حظا هذا العام. أتساءل إن كانت خسارة نهائي بطولة فرنسا المفتوحة ستحفزها حقا.”

موضع شك

ألكاراز يسعى إلى أن يصبح خامس لاعب فقط يفوز بثلاثة ألقاب متتالية على الأقل في ويمبلدون في العصر المفتوح
ألكاراز يسعى إلى أن يصبح خامس لاعب فقط يفوز بثلاثة ألقاب متتالية على الأقل في ويمبلدون في العصر المفتوح

تدخل حاملة اللقب التشيكية باربورا كرايتشيكوفا بطولة ويمبلدون وسط مخاوف من الإصابة بعد انسحابها من دورة إيستبورن الإنجليزية الإعدادية بسبب مشكلة في الفخذ. تترقب اللاعبة التشيكية، المصنفة 17 عالميا، نتائج الفحص قبل أن تقرر ما إذا كانت ستكون جاهزة للمشاركة في بطولة نادي عموم إنجلترا. حتى لو شاركت، فلا ضمان لوصول كرايتشيكوفا إلى الأدوار الأخيرة. مرت بوقت عصيب منذ فوزها على الإيطالية جازمين باوليني في المباراة النهائية العام الماضي.

غابت كرايتشيكوفا التي لم تلعب سوى ست مباريات في عام 2025، عن الملاعب حتى مايو بعد تعرضها لإصابة في الظهر وخسرت في الدور الثاني من بطولة فرنسا المفتوحة الأخيرة. من بين مجموعة من اللاعبات اللواتي يطمحن لخلافتها في البطولة، المصنفة السادسة عالميا ماديسون كيز التي فازت بأول لقب لها في البطولات الأربع الكبرى في أستراليا هذا العام. وتسعى البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة الثامنة عالميا وصاحبة خمسة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، إلى لقب بطولة ويمبلدون للمرة الأولى في مسيرتها، بينما تتطلع الأميركية الأخرى جيسيكا بيغولا، الثالثة عالميا، والصينية جنغ تشينوين، الخامسة عالميا، إلى الفوز بأول لقب كبير لهما.

16