فشل مونديالي.. أفريقيا تحتاج إلى التغيير لمحاكاة العمالقة

فشلت الأندية التي مثلت القارة الأفريقية في ترك بصمة قوية بمسابقة كأس العالم للأندية التي تنظمها الولايات المتحدة. وخلال هذه المشاركة ظهرت بعض الإيجابيات التي يمكن البناء عليها وإعادة الترميم والبناء من أجل محاكاة ومجاراة النسق الرهيب الذي فرضته الكرة الأوروبية والكرة البرازيلية.
برلين - كان أداء الفرق الأفريقية مخيبا للآمال في كأس العالم للأندية، فقد خرجت جميع الأندية الأربعة الوداد البيضاوي المغربي والأهلي المصري وماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي والترجي التونسي، من دور المجموعات.
وفي ظل فوزين فقط من أصل 12 مباراة خاضتها الفرق الأربعة، يبدو الأمر بالتأكيد بمثابة فشل جماعي. ولكن هذا لا يروي القصة كاملة، فقد كانت المجموعات صعبة، حيث ضمت فرقا أوروبية عملاقة مثل مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني وبورتو البرتغالي، إلى جانب عمالقة البرازيل فلومينينسي وفلامنغو وبالميراس. كانت المهمة شاقة منذ البداية.
كما أن الفرق الأفريقية وصلت إلى المونديال بمستوى ضعيف، إذ يمر الوداد بأزمة منذ عامين، ولم تكن الصفقات التي أبرمها في اللحظات الأخيرة كافية لإحداث معجزة. أما الترجي، فقد كان بعيدا كل البعد عن الإقناع على الساحة القارية، كما غلب الإنهاك على الأهلي، الذي فشل في حملة الدفاع عن لقب دوري أبطال أفريقيا، في الوقت الذي خاض فيه صن داونز البطولة وهو لا يزال يعاني من هزيمة صادمة في نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام بيراميدز المصري.
بعض الإيجابيات
وبشكل عام، أظهرت الأندية الأفريقية بعض الإيجابيات، خاصة بالنسبة للأهلي الذي لو كان قد نجح في استغلال الفرص التي لاحت له في المباراة الافتتاحية أمام إنتر ميامي الأميركي، بما في ذلك ركلة الجزاء المهدورة، لكان الوضع مختلفا. ولكن الأمر الذي يبقى مثيرا للقلق هو نقاط الضعف الهيكلية، إذ لا تزال الإمكانات الكروية الهائلة في أفريقيا، وخاصة في دول جنوب الصحراء الكبرى، غير مستغلة بشكل كاف بسبب سوء التنظيم ومحدودية تطوير اللاعبين وضعف البنية التحتية والعقبات الاقتصادية.
كما أن الفجوة المالية شاسعة، حيث إن الممثلين الأربعة للقارة الأفريقية جاءوا ضمن أضعف ثمانية فرق من حيث القيمة السوقية للفرق الـ32 في مونديال الأندية، حيث بلغت القيمة السوقية للأهلي حوالي 50 مليون يورو مقابل 35 مليون يورو لصن داونز، و20 مليون يورو للترجي و18 مليون يورو للوداد.
وفي كرة القدم الحديثة، المال هو محرك الأداء، لا تفتقر أفريقيا إلى المواهب، لكنها تفتقر إلى الهيكل والاستثمار والتخطيط الاستراتيجي. وقد لا تكون النتائج مبهرة، لكنها ليست كارثية أيضا، إنها تعكس قارة تمر بمرحلة انتقالية، لا تزال تسعى إلى الاستقرار والموارد وحوكمة أقوى.
◙ القلق الحقيقي لا يتمثل في الخروج من دور المجموعات في حد ذاته، بل ما إذا كان سيتم استخلاص الدروس والعبر من هذه التجربة
والقلق الحقيقي لا يتمثل في الخروج من دور المجموعات في حد ذاته، بل ما إذا كان سيتم استخلاص الدروس والعبر من هذه التجربة. لقد كان متوقعا منذ البداية أن تكون الأمور صعبة على الأندية الأفريقية، التي تعاني من إرهاق بدني وذهني في ظل تلاحم المواسم، والأمر ذاته ينطبق على الأندية الأوروبية.
ولكن لم تكن الأمور كلها قاتمة، فقد أظهرت بعض المباريات قدرة الأندية الأفريقية على المنافسة على فترات، إذ فرض الأهلي المصري تعادلا مثيرا 4-4على بورتو، ليصبح أول فريق أفريقي يسجل أربعة أهداف في مرمى فريق أوروبي في المونديال، كما ضغط الوداد بقوة على مانشستر سيتي في الشوط الأول خلال خسارة الفريق المغربي بهدفين دون رد، وكان قريبا من إدراك التعادل.
وأبهر صن داونز الجميع بكرة القدم الجذابة المستوحاة من البرازيل، وكاد أن يحقق عودة قوية ضد دورتموند رغم افتقاره للحسم خلال المباراة التي هزم فيها 3-4، وأيضا فاز الترجي على لوس أنجلس إف سي بهدف نظيف، محققا واحدا من انتصارين اثنين للقارة الأفريقية بجانب فوز صن داونز على أولسان الكوري الجنوبي.
تاريخ جديد
كتب فريق الهلال السعودي في لقائه مع باتشوكا المكسيكي الخسارة السابعة للأندية المكسيكية أمام نظيرتها الآسيوية على مستوى بطولة كأس العالم. وفاز الهلال 2-0 على باتشوكا، على ملعب (جيوديس بارك) في مدينة ناشفل ضمن الجولة الثالثة (الأخيرة) بالمجموعة الثامنة من مرحلة المجموعات لنسخة المسابقة العالمية الـ21، الجارية حاليا في الولايات المتحدة.
وبذلك، أنهى الهلال الدور الأول في وصافة ترتيب مجموعته، وتأهل مع المتصدر ريال مدريد الإسباني إلى دور الـ16، ليضرب الفريق السعودي موعدا من العيار الثقيل ضد مانشستر سيتي الإنجليزي، متصدر ترتيب المجموعة السابعة، في الدور المقبل.
وواجهت الفرق الآسيوية نظيرتها المكسيكية في 16 مباراة سابقة ضمن كأس العالم للأندية، أسفرت آخرها عن فوز مونتيري المكسيكي 4-0 على أواراوا ريد دياموندز الياباني، لحساب النسخة الجارية. وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي لصحيفة (الرياضية) السعودية، أن المكسيكيين حققوا 10 انتصارات خلال 16 مواجهة سابقة مع الأندية الآسيوية، التي حققت 6 انتصارات، قبل أن يهديها الهلال الفوز السابع.
وحقق الانتصارات الستة السابقة للفرق الآسيوية أندية غامبا أوساكا وكاشيوا ريسول وكاشيما إنتلرز وأواراوا ريد دياموندز من اليابان، وبوهانغ ستيلرز من كوريا الجنوبية، وقوانجتشو إيفرجراند من الصين. وخلال مشاركته المونديالية الأولى في 2019، خسر الهلال من مونتيري بركلات الترجيح، في لقاء تحديد صاحب المركز الثالث، حيث تعادل الفريقان 2-2، وفاز مونتيري 4-3 بركلات الترجيح.
وأكّد الإيطالي سيموني إينزاغي مدرب الهلال السعودي أن فريقه “هنا (في كأس العالم للأندية بكرة القدم) للوصول إلى أبعد حد ممكن.” وحقق الهلال فوزه الأول مع إينزاغي منذ انتقاله إليه في 5 يونيو قادما من إنتر ميلان، بعدما كان تعادل في أول مباراتين مع ريال مدريد الإسباني 1-1 وسالزبورغ النمسوي سلبا.
وقال إينزاغي في المؤتمر الصحفي بعد المباراة “سعيد جدا بالمباراة. كانت مرضية جدا لنا. أهنئ الفريق والجماهير والجهاز الإداري للنادي. منذ اليوم الأول لنا في الولايات المتحدة وددنا أن نكون ضمن أفضل 16 فريقا في المسابقة.”