نجم في ميزان كأس العالم.. ميسي يكتب التاريخ مع إنتر ميامي

حمل الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه إنتر ميامي على عاتقه، للفوز لأول مرة بمباراة في بطولة كأس العالم للأندية، وذلك على حساب بورتو، الخميس. فصاحب الـ37 عاما سجل هدف الانتصار (2 – 1)، ليقود فريقه الأميركي للمركز الثاني في المجموعة الأولى بوصوله إلى النقطة الرابعة، متأخرا بفارق الأهداف عن بالميراس البرازيلي. وبدأ ميسي المباراة كعادته في التشكيلة الأساسية التي اختارها مدربه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو.
زيورخ - نال ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني إشادة كبيرة بفضل صفاته القيادية، عقب أدائه اللافت في فوز إنتر ميامي الأميركي على بورتو البرتغالي 2 – 1 ضمن منافسات كأس العالم للأندية. وسجل ليونيل ميسي هدف الحسم لإنتر ميامي من ركلة حرة، ليصبح فريقه في حاجة إلى التعادل فقط مع بالميراس البرازيلي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى، لكي يمضي إلى دور الستة عشرة. وبدت مهمة إنتر ميامي صعبة للغاية بعد تقدم بورتو بهدف لكن تيلاسكو سيجوفيا سجل هدف التعادل لصالح “البلشونات”، ليزداد حماس ميسي ورفاقه. قبل أن يسجل القائد الأرجنتيني هدفا لا ينسى من ركلة حرة مذهلة أسكنها الشباك.
ومنذ بداية اللقاء، حاول ميسي كسر الخطوط بتمريراته البينية لزملائه، وهو ما كاد يتسبب في هدف لولا إهدار سواريز انفرادا بغرابة شديدة بعدما وضعه البرغوث وجها لوجه مع حارس بورتو داخل منطقة الجزاء. ورغم تميز ميسي ومشاركته في أغلب الهجمات، إلا أن نسبة تمريراته الناجحة لم تتجاوز 77 في المئة، رغم تقديمه تمريرتين مفتاحيتين كادتا تسفران عن هدفين. ولمس الدولي الأرجنتيني الكرة 70 مرة على مدار المباراة التي شارك فيها حتى النهاية، ولم يسدد على المرمى سوى مرتين من ركلتين حرتين، إحداهما مرت بجوار المرمى، والثانية استقرت داخل الشباك.
ولم يقدم ميسي الكثير من المراوغات، مكتفيا بـ3 محاولات، نجح في اثنتين منها، فيما غابت كراته العرضية، وكذلك تمريراته الطولية التي اقتصرت على اثنتين فقط، إحداهما وصلت إلى زميله. وعلى صعيد الصراعات الثنائية، تفوق قائد إنتر ميامي في 6 من أصل 9 دخلها مع لاعبي الفريق البرتغالي، فيما فقد الكرة 17 مرة، وتعرض لـ3 مخالفات، فيما وقع في التسلل مرة وحيدة. وظهرت مساهمات ميسي الدفاعية في بعض اللقطات، حيث حال دون عبور إحدى التسديدات لمرمى فريقه، فضلا عن قيامه بتدخل وحيد، لكنه تعرض للمراوغة مرتين.
ولا جدال في أن موهبة ميسي الاستثنائية معروفة للجميع، لكن المدرب خافيير ماسكيرانو أراد أن يسلط الضوء مجددا على قيادته الملهمة وصلابته الذهنية. وقال ماسكيرانو “إنه لاعب يجسد معنى التنافس الحقيقي، بحماسه الكبير ورغبته المستمرة في القتال من أجل الفريق. حتى في اللحظات الأخيرة، ورغم التعب والإصابة، لم يتوقف عن بذل الجهد، سواء في الهجوم أو الدفاع، لتحقيق الفوز. إنه المحرك الذي يدفعنا إلى الأمام. صحيح أن وجوده يمثل ميزة لنا، لكن الأهم من ذلك هو روحه القتالية الملهمة وروح الانتصار التي ينقلها إلى الفريق.”
الروح التنافسية
كما أبدى ماسكيرانو مدرب إنتر دهشته من الروح التنافسية الكبيرة التي أظهرها مواطنه ليونيل ميسي، وذلك عقب الفوز الذي حققه فريقه على بورتو البرتغالي 2-1 في الجولة الثانية من كأس العالم للأندية بكرة القدم الخميس. وسجل المتوّج بلقب كأس العالم 2022 هدفا رائعا من ركلة حرة حاسمة كان الثاني لفريقه، في أداء استحق عليه جائزة أفضل لاعب في المباراة ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وقال ماسكيرانو إن الروح التنافسية لميسي (37 عاما) كانت أكثر ما أدهشه مقارنة بجودته الفنية، على الرغم من فوزه بثماني كرات ذهبية. وأضاف “بعيدا عن هدفه… هو لاعب يُظهر لنا كيف ننافس، بتعطشه ورغبته في الاستمرار بالمنافسة مهما كان المستوى.”
وتابع “من الناحية الكروية، ماذا يمكن أن يُقال بعد؟ إنه أفضل لاعب في تاريخ هذه الرياضة، لكن ما يثير الدهشة هو إرادته في الفوز. اليوم، وحتى في الدقائق الأخيرة، وهو متعب ويتألم من ضربة، واصل مساعدة الفريق بكل طريقة ممكنة، في الهجوم وفي الدفاع من أجل تحقيق الفوز..” وتابع زميل ميسي السابق في برشلونة الإسباني “نعلم أن وجوده يمنحنا أفضلية، لكن الأهم هو روحه التي تُنقَل إلى الجميع، وروحه القتالية التي لا تُقهر.”
◙ مارسيلو وايجاندت، مدافع إنتر ميامي، يصف ميسي بأنه قائد استثنائي. مضيفا إن ليو إنسان رائع، وهذا هو الأهم في عالم كرة القدم
وكانت الكفة تميل نحو فوز بورتو، لكن إنتر ميامي حقق أول انتصار لفريق من الدوري الأميركي على ناد أوروبي في مباراة رسمية، وأول مفاجأة في هذه النسخة من كأس العالم للأندية. وعلّق ماسكيرانو “أعتقد أننا فهمنا أن هناك هرمية في كرة القدم، وكنا نواجه فريقا من مستوى عال يضم لاعبين دوليين.” وأردف “لكن كنا مقتنعين أنه إذا قمنا بما علينا وامتلكنا خطة وساعدنا بعضنا البعض ولعبنا بروح جماعية، وقبل كل شيء، إذا تجرأنا على اللعب، فبإمكاننا أن ننافس.”
وأشاد إيان فراي، مدافع إنتر ميامي، بتأثير الحافز التنافسي الدائم الذي يتمتع به ليونيل ميسي داخل غرفة الملابس. وقال اللاعب البالغ من العمر 22 عاما للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) “إنه يشعل حماس الفريق قبل كل مباراة. لكن الأهم من ذلك هو رؤيته وهو يتنافس بشغف كبير، ما يدفعك لأن تسعى لتكون مثله. قبل انطلاق البطولة، شجعنا على الثقة بأنفسنا، وكان يقول لنا أدخلوا الملعب بثقة وكونوا على طبيعتكم، عبّروا عن أنفسكم، كما أنه شخص شديد التواضع، يمكنك دائما التحدث إليه وطرح أيّ سؤال.”
ووصف مارسيلو وايجاندت، مدافع إنتر ميامي، ميسي بأنه “قائد استثنائي”. وأضاف “ليو إنسان رائع، وهذا هو الأهم في عالم كرة القدم. أما ما يفعله داخل الملعب، فهو ببساطة خارق للعادة.” ولعب مدرب ميامي، ماسكيرانو، إلى جوار ميسي لمدة 13 سنة في صفوف الأرجنتين، وثمانية أعوام مع برشلونة. وعندما طلب منه الحديث عن تطور قائد الفريق رقم 10 منذ أيام زمالتهما، قال “ليو قائد عظيم، وكان كذلك دائما، سواء عندما كان في عمر 23 أو 24 عاما، أو حتى الآن.” وتابع “ربما مع تقدم العمر يظهر الشخص جانبا أكبر من قدراته مقارنة بما كان عليه في شبابه، لكنه دائما ما يشجع زملاءه ويسعى لمساندتهم، بينما يحاول الآخرون الاقتداء به. هذه هي الفكرة. حينما يكون لديك لاعب مثله، لا بد أن تتبعه.”
إقبال جماهيري ضعيف
شهدت مباريات الدور الأول لمنافسات النسخة الأولى الموسعة من كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة إقبالا جماهيريا ضعيفا لا يوازي حجم توقعات الاتحاد الدولي لكرة القدم التي روج لها قبل انطلاقها. وتعتبر البطولة الموسعة بمثابة بروفة جادة لنهائيات كأس العالم 2026 التي تقام صيف العام المقبل، والتي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026.
وحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الخميس، تم ترك ما يزيد على 400 ألف مقعد فارغ خلال الجولة الافتتاحية لمباريات دور المجموعات لكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة. وبلغت نسبة الإشغال في الملاعب 56.8 في المئة، بحضور أكثر من نصف مليون متفرج، حيث تم استخدام تسعة ملاعب لاستضافة أول 16 مباراة في البطولة، بسعة إجمالية تبلغ 979 ألفا و373 متفرجا.
ومن بين المباريات الـ16 التي أقيمت حتى الآن، شهدت نصف المباريات حضورا جماهيريا أقل من 50 في المئة من سعة الملعب. وكانت المباراة الأقل حضورا جماهيريا هي التي فاز فيها ماميلودي صن داونز من جنوب أفريقيا على أولسان الكوري الجنوبي أمام 3412 متفرجا في ملعب إنتر في فلوريدا بنسبة 13.6 في المئة فقط.
◙ لا جدال في أن موهبة ميسي الاستثنائية معروفة للجميع، لكن المدرب خافيير ماسكيرانو أراد أن يسلط الضوء مجددا على قيادته الملهمة
وكان الملعب الذي شهد فوز ريفر بلايت الأرجنتيني على أوراوا ريد دايموندز الياباني ممتلئا بنسبة 17 في المئة، بينما كان ممتلئا بنسبة 20 في المئة خلال فوز سالزبورغ النمساوي على باتشوكا المكسيكي في سينسيناتي. وشهد فوز تشيلسي الإنجليزي على لوس أنجلس إف سي الأميركي في مباراته الافتتاحية نسبة حضور 31 في المئة فقط من سعة ملعب مرسيدس بنز في أتلانتا.
ورغم هذه النكسات، يبدي الفيفا تفاؤله بارتفاع أعداد الحضور، وفي بيان الثلاثاء، قال الاتحاد إن “أربعا من أصل خمس مباريات في دور المجموعات الأكثر مشاهدة لم تقم بعد.” ويقول الفيفا إن ما يقرب من 1.5 مليون تذكرة للبطولة بيعت، وعلى الرغم من المشاكل فقد كان هناك بعض الحضور الكبير.
وشهد أكبر عدد مسجل من الجمهور، والذي بلغ 80619 متفرجا، فوز باريس سان جيرمان الفرنسي 4 – 0 على أتلتيكو مدريد الإسباني في ملعب روز بول في كاليفورنيا. وشهدت المباريات الثلاث في ميامي، ذات الكثافة السكانية العالية من أصول لاتينية وإسبانية، حضورا جماهيريا كثيفا.
وأفاد الاتحاد الدولي لكرة القدم أن المباراة الافتتاحية بين إنتر ميامي الأميركي والأهلي المصري شاهدها 60927 متفرجا. وشهدت مباراة بوكا جونيورز الأرجنتيني ضد بنفيكا البرتغالي في المجموعة الثالثة حضور أكثر من 55 ألف متفرج في ملعب هارد روك الذي يتسع لـ65 ألف متفرج.
ويلعب إنتر ميامي وبوكا جونيورز مرة أخرى في ميامي في وقت لاحق من مرحلة المجموعات. وحضر المباراة الثالثة في ميامي 62415 متفرجا، والتي تعادل فيها ريال مدريد الإسباني بهدف لمثله مع الهلال السعودي. وبلغ عدد الحضور في مباراة فوز يوفنتوس الإيطالي على العين الإماراتي 5 ـ 0، 18161 متفرجا، بينما بلغ عدد الحضور في مباراة فوز بايرن ميونخ الألماني على أوكلاند سيتي النيوزيلندي 10 – 0، تواجد 21152 متفرجا.
وبلغت نسبة الإشغال في الملاعب 91 في المئة و81 في المئة على التوالي عندما أقيمت المباريات في ملاعب أصغر. والاثنين في الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، فاز تشيلسي على لوس أنجلس إف سي أمام 22137 مشجعا، ولكن في ملعب يتسع لـ71000 متفرج. ولعب تشيلسي على ملعب أتلانتا قبل عامين، ونفدت جميع تذاكره تقريبا، حيث شاهد أكثر من 70 ألف مشجع مواجهته مع نيوكاسل في بطولة ودية عُرفت باسم “سلسلة الدوري الإنجليزي الممتاز الصيفية”.
حضور نسبي
سيتم لعب مباراتين أو ثلاث خلال ساعات العمل العادية في كل يومين من أيام الأسبوع حتى تنتهي مرحلة المجموعات في 26 يونيو (2 بعد الظهر و3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي). وشهدت مباراة بوروسيا دورتموند وفلومينينسي التي أقيمت ظهر الثلاثاء في نيويورك حضور أكثر من 40 ألف متفرج في ملعب ميت لايف ستاديوم خلال المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي. وكان هناك 30 ألف مقعد فارغ في نفس الفترة الزمنية يوم الأربعاء في فيلادلفيا حيث افتتح مانشستر سيتي حملته ضد نادي الوداد البيضاوي المغربي في ملعب لينكولن فاينانشال فيلد.
وكان لزاما على بطولة كأس العالم للأندية أن تتنافس مع بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية، التي تقام أيضا في الولايات المتحدة وكندا. وتقام بطولة كرة القدم القارية بمشاركة 16 دولة في أميركا الشمالية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، وقد تمت دعوة المملكة العربية السعودية أيضًا للمشاركة هذا العام. وانخفضت أعداد الحضور الجماهيري أيضا في البطولة، حيث تغلبت الولايات المتحدة على ترينيداد وتوباغو بنتيجة 5 – 0 أمام 12 ألفا و610 مشجعين في ملعب باي بال بارك الذي يتسع لـ18 ألف متفرج في كاليفورنيا. وقبل عامين، اجتذبت نفس المباراة في البطولة ذاتها 40 ألف مشجع في ولاية كارولينا الشمالية.